عالم المعجزات -  بحث في تاريخ القرآن

المقدمة

كتاب المسلمين المقدس

 صلة النبي بالقرآن

اللغة العربية في حمى القرآن

العلم في القرآن ومن القرآن

في القرآن شريعة الخلود

في القرآن حلول لكل مشاكل الكون والانسان

كل الاطمئنان في القرآن

القرآن معجزة المعجزات

هذا الكتاب

هل لغير الله نصيب في القرآن ؟

معجزة الوحي والتنزيل

ستمرارية الوحي

معنى الوحي

طرق الوحي

بدء الوحي

الوحي والإلهام والنبوة

بين النبي محمد والأنبياء السابقين

خاتمة

معجزة أمية محمد

الوحي والإلهام والنبوة

لئن كان في اليهودية والنصرانية فرق بين الوحي والالهام والنبوة فالإسلام لا يفرق بينهما وسبب ذلك هو أن الله مصدر كل ما في القرآن من وحي ونبوة والهام وعلم وشريعة وحقائق  ونبي المسلمين ليس له في القرآن أى تدخل فلا يصوغه بلفظه ولا يلقيه بكلامه بل هو لا يملك حتى حق استخدام ذاكرته في حفظ القرآن بل الله يتكفل بتحفيظه إياه  مباحث في علوم القرآن ص 33

ويبدو من ايمان المسلمين أن محمدا كان يتلقى الوحي من الله بلفظ الله واسلوبه ولغته وقراءته وبيانه  ولا يملك مجمد أية حرية شخصية أو ارادة ذاتية أو علم من عنده فالوحي ينزل على محمد  حين يشاء رب محمد ويفتر إذا شاء رب محمد الانقطاع  ولا تقدم عواطف محمد ولا تؤخر في أمر السماء  نفس المرجع السابق ص 38

ويحرص محمد والله يكلمه تكليما أن يصرح باستمرار أنه بشر كسائر البشر لا يملك من علم السماء شيئا ولا يعرف  ما في خزائن الله ولا يعلم الغيب ولا يزعم لنفسه صفة ملائكية ولا يمكنه أن يدفع عن نفسه لا خيرا ولا شرا  بل يخاف أن يبدل ما يوحى إليه القرآن 7 : 118 و 6 : 50 و 10 : 15

هذا الوحي كان يفاجئ محمد في أى ساعة في النهار كما في الليل البرد كما القيظ اليقظة كما المنام في بيته كما في أسفاره في ساعات الصلاة كما في أحضان خديجة وسائر النساء  في عروجه إلى السماوات كما في حروبه وغزواته وجمع المغانم  انها مشيئة الله لا مشيئة محمد وعمل الله لا محمد

فالله ذات متكلمة آمرة معطية أما محمد ذات مخاطبة مأمورة متلقية

ومع هذا التجرد النبوي عن ذاته وعن ارادته لم يسلم محمد رغم التدخل الالهي في كل شئ من التهم التي حسبته مجنونا سورة الدخان 44 : 14 ورد الله  ما أنت بنعمة ربك بمجنون  سورة ن والقلم 68 : 1 وحسبوه شاعرا ورد الله عنه بقوله الحافة 69 : 41

وحسبوه محاكيا وحالما الشياطين وما هو بقول شيطان رجيم  الانبياء 21 : 5 و التكــوير 81 : 25 وأتهمه آخرون انه يأتي بما في صحف موسى وابراهيم واساطير الأولين وكان الله يتكفل بالر العنيف نيابة عن محمد

وانطلاقا من مفهوم القرآن هذا للوحي يستبعد المسلمون أن يكون فيما بين الوحي والاهام وما يشبهه من تعابير أية علاقة فلا الكشف ولا الحدس الباطني ولا الشعور الداخلي ولا العرفان ولا الوجد ولا الذوق الصوفي أو اللاوعي واللاشعور  تستطيع أن تسمو بصاحبها إلى درجة الوحي والنبوة

ويكون الوحي كله من عند الله وعليه فلا بد أن يلم بكل العلوم والحقائق التاريخية والكونية الماضية والمستقبلية  ويقولون أن القرآن صحح بعض أخطاء وردت في الكتب السابقة تتناول عصمة الانبياء وفند القرآن كذلك بعض المغالطات التاريخية

وصور المسلمين محمدا شاهدا الأحداث كلها مراقبا إياها كأنه يعيش في عصرها بين أصحابها  مباحث في علوم القرآن  ص 41  وأما أمور المستقبل فلا حصر لها في القرآن تنبأ انتصار الروم على الفرس  سورة الروم وتنبأ بانتصاره في معركة بدر الكبرى  سورة القمر

وتنبأ عن علوم توصل لها العلم الحديث مؤخرا كما تنبأ عن علوم سيكتشفها في أجبال البشرية اللاحقة  القرآن والعلوم الطبيعية  والقرآن وحاولة لفهم عصري ... ولو اطلع البشر على جوانب القرآن لآدركوا مثل جميع المنصفين عجز الزمان عن ابطال شئ منه ولأيقنوا أن علوم الكون  ستظل جميعا في خدمة القرآن للكشف عن آيات الله في الأفاق والأنفس كما قال الله سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم الحق الشيخ صبحي الصالح مباحث ... ص 47

أن المعجزة الكبرى في الوحي المحمدي هو القرآن نفسه هو الوحي وهو النبوة وهو الإسلام وهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل  ولهذا تحدى محمد المشركين والكفار وأهل الكتاب والأنس والجن والشعراء والعلماء والفصحاء والمقاتلين والمسالمين وأهل الحق واليقين وأصحاب الروح والتصوف والملائكة ... أن يأتوا بمثل سورة واحدة من  سور القرآن لما استطاعوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ومعينا

وبكلمة  القرآن هو نفس الوحي وذلك تمام إعجازه  مصطفى صادق الرافعي ومن حديث الرسول في شرف القرآن  أنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم فقلت وما النجاة منها يا رسول الله ؟ قال كتاب الله تبارك وتعالى  فيه نبأ ما قبلكم وخير ما بعدكم  وحكم ما بينكم

وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم  لا تزيغ به الاهواء ولا تتشعب  معه الاراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الاتقياء من علم علمه سبق ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم  مقدمتان في علوم القرآن تحقيق آرثر جفري  ص 256

وبذلك لا شئ من كتب الانبياء السابقين يضاهي القرآن تلك الكتب كتبها الانبياء بالهام رباني وهم يحتفظون بشخصيتهم وارادتهم واسلوبهم ولغتهم وحريتهم وفي القرآن ليس لمحمد من ذلك شئ