رحلتي الى الكعبة |
|
لا املك ما اقدمه للرب على عمله العجيب في حياتي الا ان اشكره من اعماق قلبي من اجل هذا التحول العجيب في حياتي. اذ قادني بارادته وقوته من الظلمة الى النور. وكذلك يقود كل من يطلبه باخلاص وهذا هو شأن الهنا الحي الذي يبحث عن كل من هو صادق في التوجه إليه حتى ولو كان سائرا في الطريق المعاكس. فهو لا يعطينا كافعالنا. هو يعطي بسخاء ولا يعير. ذاك هو الرب يسوع المسيح. اعترافا مني بهذا التحول العجيب والايجابي في حياتي اقدم سلسلة من الظامة الى النور.
إنها سلسلة في حلقات كل حلقة منها تحكي خطوة من خطواتي في رحلتي من الظلمة إلى النور على طريق الحقيقة ؛ ذلك الطريق الصعب المليء بالمتاعب والموحش بلا رفيق ؛ فالأصدقاء ابتعدوا عني خوفا على حياتهم ومستقبلهم ؛ والأهل حاربوني بكل شراسه. خوفا على سمعتهم ومراكزهم المرموقة ؛ وكأنني ارتكبت من الفواحش أشدها ؛ أما أبنائي انقلبوا عليّ وحاولوا تسليمي للجهات الحكومية المتخصصة لإرجاعي من جهة نظرهم لجادة الصواب ونسوا كم تعبت لكي أريحهم ؛ وكم حرمت نفسي من الكثير ؛ لكي لا أشعرهم بالحرمان من شئ ؛ نسوا حضني كأم عندما كانوا يهرعون إليّ في متاعبهم ؛ ففي حضني يجدون راحتهم ... ما كل هذه القسوة ... أي ذنب اقترفته في حقكم يا فلذة كبدي ؛ بل أي ذنب اقترفته ضد أي إنسان ؛ من قسّى أبنائي عليّ ؛ من الذي يحرضهم ويدفعهم لاذائي ؛ هل قراءتم في عالم الحيوان عن أبناء قتلوا أمهم أو حاولوا قتلها!!! كم ستطول السلسلة وكم عدد حلقاتها ؛ لا أدري إنها بيد الرب ؛ كم عدد صفحاتها ومتى سأطوي صفحتها الأخيرة واكتب خاتمتها ؛ لا أعرف متى ولكن كل ما أعرفه أنني بدأت أسطرها ؛ لتكون شهادتي ورسالتي لكل أحبائي وأخوتي وأهلي في الإسلام ؛ لا طعنا في معتقدهم الموروث بالميلاد كما ورثته مثلهم ؛ ولا تجريحا فيما يعتقدون ؛ فأبنائي في الإسلام وأهلي وأحبائي لا زالوا فيه ؛ أبدا لم يدر بخلدي يوما أن أجرحهم ؛ لكنها أسئلة دارت في رأسي وتدور في رؤوس الكثيرين منهم ... أحيانا ليس لها إجابة ؛ وأحيانا أخرى إجاباتها غير مقنعة ؛ أسئلتي بالعقل والمنطق طرحتها ؛ وإجاباتها كانت خالية من كل منطق وعقل ؛ بل ربما كانت الإجابة أن هذه الأسئلة دربا من دروب الكفر أو النظر أليّ نظرة شك وريبة ؛ لكن في النهاية أنني مقتنعة أن هذه الأسئلة من حقي ومن حق كل مسلم أن يسألها ويطرحها ويجد إجابة مقنعة عليها إن كنا حقا نفتخر أننا بشر نتميز عن باقي المخلوقات بالعقل الذي منحه لنا الله الخالق الحكيم وشجعنا على استخدامه واحترامه ؛ أفلا تتذكرون.. أفلا تتفكرون .. يا أولي الألباب. ولكن ما فائدة العقل والقدرة على التفكير والتمييز اذا اعتمدنا على عقل غيرنا وتفكيره وفقدنا القدرة على التمييز. فليس من العقل بشيء ولا من اللائق بنا ان نعيش سجناء التقليد نردد ما نسمع دون تفكير ودون فهم او اقتناع . |