رحلتي الى الكعبة

إهداء

 المقدمة

 أشواق زائفة ومصطنعة

 مع الحقيقة وجها لوجه

مكة والكعبة في الإسلام

 معنى كلمة مكة

 مكة قبل الأكوان

 الإسلام هو الحج

 أدم ونوح والحج

 إبراهيم والبيت

 الحج والجهاد

 الجنة والمغفرة لمن زار الكعبة

 الحسنات بعدد خطوات الدواب

 الحج يدخل الموتى الجنة

 الحج والملائكة والشياطين

 من مات في الحج

 شفاعة الحاج في الآخرين

 جزاء الصيام يوم عرفة

 رمي الجمرات

 خلاف واتفاق

 هدم الكعبة

 الجذور التاريخية للأحجار والكعبات

 أصل عبادة الأصنام في أرض العرب

 أصنام قوم نوح

 القبائل العربية وأصنامها

 الكعبة القرشية

 ذكر أمر الفيل

 ذو الإصبع يذكر هذه الإفاضة

 قريش تبتدع الحمس

 ما زادته قريش في الحمس

 الإسلام يبطل عادات الحمس

 هل الكعبة كنيسة؟

 الحجر الأسود

 صرخة العقل والضمير

حمل هذا الكتاب

عودة للرئيسية

القبائل العربية وأصنامها

* كان للعرب آراء عدة في وثنيتهم فبعضهم كان يقول: ليس لنا أهلية لعبادة الله بلا واسطة لعظمته  فلذلك نعبدها - أي الأصنام - لتقربنا منه  وقال آخرون: هي قبلة لنا مثل الكعبة وفرقة اعتقدت أن لكل صنم شيطاناً موكلاً بأمر الله فمن عبد الله حق عبادته قضى له الشيطان حاجته

(*) بلوغ الأرب للبغدادي  2: -198 -197

 

* كان أول صنم وضع حول الكعبة - كما يذكر اليعقوبي في تاريخه - هو هُبل وكان على صورة إنسان من عقيق أحمر مكسور الذراع وقد قام العرب بعد ذلك بصناعة ذراع له من الذهب الخالص, ويقول ابن هشام: إن عمرو بن لُحَى خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره فلما قدِم مآب من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق - وهم أولاد عملاق, ويُقال: عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح - رآهم يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا, فقال لهم: أفلا تعطوني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه فأعطوه صنماً يُقال له: هُبل فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه (*)ابن هشام ج 1 ص 75

* أما إساف ونائلة فكانا من أشهر أصنام العرب وقد زعموا أنهما رجل وامرأة من جرهم زنيا في الكعبة فمُسخا حجرين ووضعا على الصفا والمروة, فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما زلنا نسمع أن إسافاً ونائلة كانا رجلاً وامرأة من جرهم أحدثا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين.

(*) ابن هشام ج 1 ص 80

* من أصنامهم أيضاً اللات: وهي صخرة بيضاء مربعة بنت ثقيف عليها بيتاً يحجّون له وكانت سِدانته لآل العاص ابن أبي يسار وكان جميع العرب تعظمه وتقدم له الهدايا والذبائح وكانت تحت الصخرة حفرة يُقال لها غبغب تحفظ فيها الهدايا والنذور والأموال التي كانت تقدم للصنم, فلما هدم المغيرة الصنم أخذ تلك الأموال وسلمها إلى أبي سفيان امتثالاً لأمر الرسول

(*) المفصل في تاريخ العرب - جواد علي - ج 6 ص 228

* أما العزى: فكانت نخلات في الطريق بين مكة والعراق وكانوا قد بنوا عليها بيتاً يطوفون حوله ويسمعون الصوت (هواتف الجان) وقد عبد العرب العزى وتسمّوا باسمها مثل عبد العزى بن عبد المطلب , وقد أقسم العرب بالعزى ولها يقول درهم بن زيد الأوسي:

إني ورب العزى السعيدة -- والله الذي دون بيته سرف

وقد كانت قريش وبني كنانة أكثر العرب تعظيماً للعزى وكان سدنتها وحجابها من بني شيبان من سليم  حلفاء بني هاشم

(*) المفصل - جواد علي - ج 6 ص 242

وقد عبد العرب أيضاً مناة وتسموا بها ولكن الأخباريون اختلفوا في هيئة مناة وشكلها فمنهم من قال: إن مناة صخرة سُميت بذلك لأن دماء النساك كانت تمنى عندها (أي تراق), ومنهم من يقول: إنها صنم كان منصوباً على ساحل البحر , وقد جعله بعض الرواة في الكعبة مع بقية الأصنام (المفصل - جواد علي - ج 6 ص 247),

* قد كان كل العرب يعظمونها ولكن أكثرهم تعظيماً لها الأوس والخزرج وقد كانوا يذبحون لها ويطوفون حولها,

وقد قال بعض الباحثين والمؤرخين: أن اللات والعزى ومناة تدل على معبود واحد هو الزهرة

(*) النصرانية وآدابها - لويس شيخو - ص 10

* فالعرب قبل الإسلام لم يكن لهم معبود واحد ولم تكن وثنيتهم توحيدية, وقد ذكر ابن هشام في السيرة أن أصنام العرب بلغت 360 صنماً وكانوا لا يفعلون شيئاً قبل سؤال أصنامهم وكانوا يستسقون ويتشفعون ويقسمون بها, وكان من أصنام العرب حسب ما يذكر ابن هشام :

يغوت: عبده طئ وجرش من مذحج

ويعوق: عبده همدان

وود عبده كلب بن وبرة من قضاعة

وسواع: عبده هُذيل

ونسر: عبده ذو الكلاع بحمير

وسعد: عبده بنو ملكان

وذو الخلصة: عبده دوس وخثعم وبجيلة

(*)ابن هشام ج 1 ص 81

* يغوث: وكان -على رواية ابن الكلبي - في جملة الأصنام التي فرقها عمرو بن لُحى على من استجاب لدعوته من القبائل وقد دفعه إلى أنعم بن عمرو المرادي فوضعه بأكمة مذحج باليمن فعبدته مذحج ومن والاها وكذا أهل جرش, وقد بقي في أنعم إلى أن قاتلتهم عليه بنو غطيف من مراد فهربوا به إلى نجران فأقروه عند بني النار من ضباب, وفي رأي جواد علي أن اسم هذا الصنم له علاقة بفكرة المتعبدين له عنه أي أنهم كانوا يرون أن يغيثهم ويساعدهم.

يعوق: وهو أيضاً من جملة الأصنام التي فرقها بن لُحى فكان أن سلمه إلى مالك بن مرثد من همدان, ويذكر ابن الكلبي: أن خيوان اتخذت يعوق  وكان بقرية لهم يُقال لها خيوان من صنعاء على ليلتين بمكة ولم أسمع لها ولا لغيرها شعراً فيه ويستنتج جواد علي من ملاحظة ابن الكلبي من أنه لم يسمع شعراً في يعوق؛ أن يعوقاً لم يكن من الأصنام المهمة عند العرب - وقت ظهور الإسلام - وأن عبادته كانت قد تضاءلت وانحصرت في قبائل معينة...

(*) المفصل - جواد علي  6: 262-263 .

* ود: وكان من نصيب عوف بن عذرة من قضاعة - أعطاه إياه عمرو بن لُحى - فوضعه في وادي القرى وسمى ابنه عبد ود فكان أول من تسمى بهذا الاسم وفي رواية لمحمد بن حبيب: أن ود كان لبني وبرة وكان سدنته من بني الفرافصة من كلب, وود - حسب ما يصفه ابن الكلبي - تمثال لرجل كأعظم ما يكون من الرجال قد ذبر عليه حلتان متزر بحلة مرتد أخرى عليه سيف قد تقلده وقد تنكب قوساً وبين يديه حربة فيها لواء ووفضة فيها نبل

(*) الأصنام - ابن الكلبي - 35 56),

* سواع: أما سواع  فكان موضعه برهاط من أرض ينبع, وقيل أنه صنم على صورة امرأة  وهو صنم هذيل وورد في رواية أخرى: أنه كان بنعمان, وقد عبدته كنانة وهذيل  ومزينة وعمرو بن قيس بن عيلان, وكان سدنته بنو صاهلة من هذيل , وفي رواية ثالثة: أنه كان لكنانة (*) المفصل 6 :258

بالإضافة لما سبق كان للعرب عدة أصنام أخرى اختلفت مكانتها من قبيلة لأخرى مثل:

رضى: ويكتب رضاء أحياناً: وهو صنم بني ربيعة بن كعب وهو أيضاً من الأصنام المعروفة لقوم ثمود وقد ورد اسمه في نصوص ثمودية عديدة وكانت عبادته منتشرة بين العرب الشماليين, وورد في نصوص تدمر وبين أسماء بني إرم كما ورد في كتابات الصفويين

(*)المفصل 6: 269

* ذو الخلصة: وهو صنم خثعم وبجيلة ودوس وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن وقد كان له بيت يُطاف حوله وكانوا يلبسونه القلائد ويهدون له الشعير والحنطة ويصبون عليه اللبن ويذبحون له ويعلقون عليه بيض النعام,

سعد: وكان لمالك وملكان ابني كنانة بساحل جدة وكان عبارة عن صخرة طويلة يذبحون عندها وقد روي أن رجلاً أقبل في إبل له ليقفها عليه  متبركاً به, فلما أدناها منه نفرت الإبل وذهبت في كل وجه وتفرقت فأسف الرجل وتناول حجراً فرماه به وقال: لا بارك الله فيك إلهاً أنفرت عليّ إبلي ثم خرج في طلبها حتى جمعها وانصرف عنه وهو يقول:

أتينا إلى سعد ليجمع شملنا -- فشتتنا سعد فلا نحن من سعد وهل سعد إلى صخرة بتنوفة من -- الأرض لا يُدعى لغي ولا رشد

(*) المفصل 6: 275