رحلتي الى الكعبة |
|
لقد كانت واحدة من أمنيات حياتي الغالية ؛ أن أزور بيت الله الحرام ؛ وأن أكون قريبة من قبر النبي ؛ الذي طالما تغنت به السنة المشايخ في الإذاعة والتلفزيون وفي الجرائد والمجلات ؛ امتلأت به كتبنا ومناهجنا الدراسية ؛ حتى المغنيات والمغنيين لم يفتهم الدور في الدلو بدلوهم في تلك المعمعة ؛ فطالما تغني الكحلاوي وأم كلثوم وغيرهم من المطربين والمطربات بالبيت الحرام والبيت المعمور ؛ نعم لقد كان لي شوق شديد ورغبة جامحة لزيارة الكعبة ؛ والتجول في ربوع مكة التي كانت الحاضنة الأولي للإسلام العظيم ؛ ولطالما خطى علي ترابها أو رمالها النبي محمد ؛ ومن قبله النبي إسماعيل والنبي إبراهيم خليل الرحمن ؛ نعم إنها الرحم الذي أنجب الفاروق عمر العادل ؛ وأبو بكر الصديق الذي جاءت تسميته من السماء ؛ وعثمان الذي تستحي منه الملائكة ؛ نعم مكة منبت الحميراء عائشة ؛ التي أوصى المصطفي أن نأخذ نصف ديننا منها؛ هناك عاشت الطاهرات أمهات المؤمنين ؛ مكة أوبكة التي دقت أعناق الطغاة والمتطاولين عليها ؛ نعم إنها أطهر بقعة على ظهر الأرض ؛ هكذا قالوا لنا. هكذا مسلمات عمياء ؛ لا تفكر ولا تجادل ؛ نعم الحج ركن من أركان الإسلام ، يجب على المسلم القادر أن يحج ولو مرة في العمر إذا توافرت له الشروط وما زاد فهو تطوع . يجب الطواف والدوران حول الحرم فالطواف ركن من أركان الحج في جميع المذاهب ( طواف الإفاضة ـ الركن ) وفي العمرة كذلك. كان من أحب الأعمال إلى النبي محمد إذا قدم مكة ، الطواف بالبيت ؛ نعم أنها المكان الذي تغفر فيه الذنوب ؛ فمن حج ولم يرفث أو يفسق ؛ عاد خالي من خطاياه كيوم ولدته أمه ؛ من المجنون الذي لا يريد أن يتخلص من ذنوبه ويعود طفلا خالي من الخطايا ليتخلص من الشعور بالذنب الذي ربما يوخز الإنسان علي خطأ أقترفه في صباه أو شبابه لضعفه أو لتهوره أو حتى لعدم نضجه ؛ .. على رمال مكة وبالتحديد داخل الكعبة الصلاة هناك خير من ألف صلاة ؛ .. ألف صلاة!!! ؛ نعم الكعبة.... إنها قبلة كل المسلمين في العالم في صلواتهم الخمس ؛ والنوافل والدعاء ، والصلاة فيه ـ بعد الطواف ـ أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. عيوننا وعقولنا مشدودة إلي الكعبة في كل صلاة ؛ تبطل الصلاة لو لم تستقبل الكعبة ؛ كعبة مكة .... نعم صلاتك يوما في الحرم تعادل أكثر من صلاتك في ثلاث مائة سنة لماذا؟ أليس رب مكة هو رب مصر هو رب الشام والمغرب وأوربا والأمريكتين ؛ لماذا يغفر خطايا العمر فقط في مكة دون غيرها ؛ لا تناقش هكذا أرادوا وهكذا يريد الله طالما أردوا ؛ يا لها من بلاهة. قال النبي محمد ينزل الله تعالى على هذا البيت في كل يوم عشرين ومائة رحمة ، ستون منها للطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين ، فيجعل للطائف أكثر من أجر المصلي ؛ عشرون ومائة رحمة تنزل في الكعبة لماذا؟ وكم رحمة تنزل على باقي الأرض؟ رحمة الله الواحدة تكفي وترحم كل البشر ؛ لكن لماذا مائة وعشرون رحمة في مكة لا أكثر ولا أقل؟ الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح به كما يصافح الأخ أخاه؟ الحجر نزل من الجنة ؛ نزل من عرش الله ؛ ليس له مثيل على الأرض ؛ نعم كان النبي بهذا الحجر حفيا ؛ ولطالما كان يقبلك ويضع خده عليه ؛ نعم كان النبي يسجد على الحجر . أنه شافع ومشفع ؛ أول بيت وضع للناس المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى وهو أول وأولى المساجد التي تشد إليها الرحال و لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. المسجد الحرام ، ومسجد النبي بالمدينة ، والمسجد الأقصى وصلاة في مسجد النبي بالمدينة خير من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدالنبي بمائة صلاة ... الصلاة في المسجد الحرام تساوي مائة ألف صلاة ... نعم مكة ما أحلاها وما أطهرها ؛ هكذا قالوا لنا كلاما مرسلا لا عقل فيه ولا منطق وعليك أن تصدق ولا تسأل. بالحج إلى مكة تستطيع أن تدخل أبويك الجنة ؛ حتى لو كانا في قعر الجحيم بمجرد أن تحج عنهما. الكعبة وبكة في اللوح المحفوظ منذ الأزل إنها أول بيت وضع للناس. إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى للْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (آل عمران: 96-97) مكة والكعبة حاضنتا الحجر. نعم الحجر الأسود يمين الله ؛ الكعبة تطوف بها الملائكة ؛ لماذا لا يسمع الله صلاتي لو لم أعطي وجهي للكعبة؟... لا تسأل فليس للعقل مكان... فقط تقول نعم وأمين. نحن أمة مكلفة والتكليف واجب التنفيذ الفوري بلا تفكير. ذكروا لنا أن البيت هبط مع آدم ، لكي يطوف به كما يطوف الملائكة حول عرش الله . فطاف حوله آدم ومن كان بعده من المؤمنين ، حتى إذا كان زمن الطوفان ، رفعه الله وطهره من أن تصيبه عقوبة أهل الأرض ، فصار معمورا في السماء ، رغم أن فلك نوح طاف بالكعبة ؛ متى تم رفعه؟ رفع أم لم يرفع؟ لا تسأل!! ثم بناه إبراهيم على أساسه القديم. نعم ذهبت إلى مكة بكل هذه الأشواق الزائفة ؛ التي زرعوها في قلوبنا وعقولنا طيلة أكثر من أربعة عشر قرنا أو يزيد ؛ هي عمر الكذبة الكبيرة الإسلام ؛ وهي من عمر الأكذوبة الأكبر أشرف الأنبياء وأفضل المرسلين!!! أكثر من أربعين عاما هي عمري في الإسلام ؛ أستمع إلى تلك الأغان؛ التي يغمض فيها المغنون والممثلون أعينهم ؛ ويلبثوا الملابس البيضاء ؛ وتنطلق أسراب الحمام خلفهم ؛ وتأخذهم الروحانية وكأنهم بزيارتهم صاروا ملائكة تهفهف بأجنحتها حولنا ؛ أو كل هؤلاء الكتاب والشيوخ؛ الذين ما تركوا أسلوبا بلاغيا إلا سلكوه؛ ولا قصائد عصماء إلا أنشدوها في طهارة هذا البيت ؛ وفي شفاعة الحجر ؛ وفضل مكة ؛ نعم تركت خلف ظهري كل أسئلتي لماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ وهل ؟؟؟ أخذت بإيمان أرجو الله أن يتقبل مني زيارتي لبيته المعمور الطاهر ؛ وأخذت معي ؛ لعل ؛ وليت وعسى أن أجد إجابة على أسئلتي ؛ إن لم تكن إجابة دامغة واضحة صريحة ؛ فلتكن في داخلي إحساسا ؛ يملئ قلبي إيمانا وتصديقا ؛ يجلو عني كل ما داعب فكري من شكوك ووسوسة شيطانية حسب ما كنت أعتقد ؛ نعم كنت صادقة مع نفسي فأنا لا أقبل غير الحقيقة ولتكن ما تكون وكان اللقاء...... |