رحلتي الى الكعبة |
|
لقد ذكر القرآن ان لقوم نوح خمسة أصنام كانوا يعبدها قوم نوح: ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضلالا ) نوح23-24. وداً . وسواعاً . ويغوث . ويعوق . ونسراً. قال ابن عباس وغيره: هي أصنام وصور، كان قوم نوح يعبدونها ثم عبدتها العرب وهذا قول الجمهور. وقال عروة بن الزبير وغيره: اشتكى آدم عليه السلام وعنده بنوه: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر. وكان ود أكبرهم وأبرهم به. قال محمد بن كعب: كان لآدم عليه السلام خمس بنين: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر. وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: كان لآدم بنون. ود، سواع، ويغوث، ويعوق، ونسر. فكان أكبرهم يغوث وقال محمد بن كعب أيضا ومحمد بن قيس: بل كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح. وذكر الثعلبي عن ابن عباس قال: هذه الأصنام أسماء رجال صالحين من قوم نوح. كل آلهة قوم نوح تعني (النجوم) في الأصل.فقد كان عرب الجزيرة وغيرهم صابئة بمعنى عبدة الكواكب والنجوم.فهم كانوا يعبدون الله بلا شك،كما ظهرت عبادته في أسمائهم القديمة بلفظة (إيل) ويعتبرونه الإله الأعظم ولكنهم كانوا مشركين به فيعبدون معه الشموس والكواكب والنجوم. فالإله (ودّ) من أصل (وص/وض) أي أصيص أو ضوء.ولكن ارتبط (ودّ) بالماء (وضوء) لعلاقة ذلك النجم (ضوء) بالمطر (وضوء). فأصل ودّ هو حرف الدال (يدل على النور) بمعنى الوضيء (كأنه: وديء) =المنير ،وهو أرجح لأن القدماء عبدوا الكواكب والنجوم ولكن هذا الإله النجمة ارتبط ظهوره بنزول المطر والماء وأرى أن ودّ قد يمثل (البرق). وكذلك الإله (سواع) ،من سين الضوء كأنه ضوا(ضواع). و(سواع) له علاقة بالكواكب والنجوم ،لأن لفظة (ساعة)، (زمان) من نفس الاصل، حيث الزمان غالباً يشتق من النجوم. والإله (يعوق) من أصل (يعو) هو (العيوق). والعَيُّوقُ: كوكب أَحمر مضيء بِحِيالِ الثُّرَيّا في ناحية الشَّمال ويطلع قبل الجوزاء (اللسان و(يغوث) ليس من الغوث والنجدة ولكنه كودّ أصله الضوء او كوكب مضيء. وهذا الإله يغوث (النجم) ظهرت من نفس أصله معاني الزمان كالوقت (يقوت،وقوت)،واشتق منه العرب إسم النجم الشهير [طاغوت].
أما (نسر) فعرفه القدماء بصيغ إضافية مثل (نسور،نشر،نتر) وغيرها. ومعناه ربيب/ربي الإله نسر.(رِب قد تعني عبد أو كبير) ، وطبعاً نسر لا علاقة له بالطائر المعروف في أصله ولكنه (نجم) أيضاً ، فهو لهجة في [النجر]: (نجرته الشمس أحرقته) أي أن أصله النور (نجمة). ونسر هو أحد الآلهة التي عبدها قوم نوح، |