رحلتي الى الكعبة |
|
إن فريضة الحج تعد بحق أعظم الفرائض الإسلامية من حيث الجزاء ؛ فمجرد زيارة الإنسان للحج ؛ تسقط عنه الذنوب ويعود كما ولدته أمه ؛ أما حساب الحسنات التي يجنيها فهي كثيرة جدا ؛ تفوق ربما حسنات الإنسان من زكاته طوال عمره ؛ فبكل خطوة يخطوها الإنسان في مشواره صوب مدينة الطهر والقداسة له بكل خطوة حسنة ؛ بل له حسنات بخطى الراحلة التي تحمله ؛ ولم لا... ففي حضن مكة يقبع البيت المعمور الذي تزوره الملائكة ؛ وفي الكعبة المشرفة يرقد الحجر الأسود هادئا مطمئنا ؛ نعم الكعبة تحيط بيمين الله في الأرض ؛ الحجر الأسود الذي يصافح الحجاج كما يصافح الأخ أخاه هكذا قالوا لنا. أحاديث وأحاديث عمرها من عمر الإسلام ؛ تتلى علينا صباح مساء ؛ فصارت تجري في دواخلنا ؛ اختلطت بدمائنا ؛ تجري في خلايا جلدنا ؛ تغلغلت حتى نخاع عظامنا؛ لا تستطع الهرب منها أو الفكاك من قيودها ولا حتى مجرد أن تفكر في مدى صدقها وصحتها ؛ فالتفكير من شيم البشر الآخرين القلقين غير المطمئنين ؛ أما نحن فمطمئنون مطمئنون لا نفكر؛ فقط نحفظ ونردد ؛ من استطاع أن يحج ولم يحج فليمت على الشرك أو على اسواء الديانات اليهودية أو النصرانية هكذا تعلمنا وهكذا قالوا لنا.
|