رحلتي الى الكعبة |
|
فكانوا كذلك حتى بعث الله تعالى محمدا صلعم، فأنزل عليه حين أحكم له دينه ، وشرع له سنن حجه ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ، إن الله غفور رحيم. يعني قريشا. والناس العرب فرفعهم في سنة الحج إلى عرفات والوقوف عليها والإفاضة منها. وأنزل الله عليه فيما كانوا حرموا على الناس من طعامهم ولبوسهم عند البيت، حين طافوا عراة، وحرموا ما جاءوا به من الحل من الطعام يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ، إنه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ، كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون. فوضع الله تعالى أمر الحمس ، وما كانت قريش ابتدعت منه على الناس بالإسلام ، حين بعث الله به رسوله صلعم.
الرسول صلعم يخالف الحمس قبل الرسالة قال ابن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم ، عن عمه نافع بن جبير ، عن أبيه جبير بن مطعم ، قال لقد رأيت رسول الله صلعم، قبل أن ينزل عليه الوحي ، وإنه لواقف على بعير له بعرفات مع الناس من بين قومه حتى يدفع معهم منها توفيقا من الله له ، صلى الله عليه و آله وسلم تسليما كثيرا. المتأمل في كل تلك القصص التاريخية يجد أن العرب قد تمحورا حول تلك الكعبات وحول بيت إبراهيم وحول الحج والرفادة والسقاية والطواف ورمي الجمرات الصراع على أن يكونوا سدنة الكعبة أي كعبة والسلام واحتلت الأصنام والأحجار مساحة واسعة من الفكر الديني لعرب الجزيرة ولازالت تحتل ذلك الركن الواسع والمهم كما أسلفنا من أن الحج فرض واجب على من يستطع وإن تكاسل أو تخاذل فالحرمان مصيره أما إذا سارع فالحسنات الكثيرة والدرجات الرفيعة والمغفرة والجنة و..... |