رحلتي الى الكعبة |
|
قال ابن إسحاق ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن لهم ، حتى قالوا لا ينبغي للحمس ان يأتقطوا الأقط (شئ يتخذ من المخيض الغنمي)، ولا يسئلوا السمن (طبخ السمن) وهم حرم ، ولا يدخلوا بيت من شعر ، ولا يستظلوا إن استظلوا إلا في بيوت الأدم ما كانوا حرما ، ثم رفعوا في ذلك ، فقالوا لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من الحل إلى الحرم ، إذا جاءوا حجاجا أو عمارا ، ولا يطوفوا بالبيت إذا قدموا أول طوافهم إلا في ثياب الحمس ، فإن لم يجدوا منها شيئا طافوا بالبيت عراة اللقى عند الحمس فإن تكرم منهم متكرم من رجل أو امرأة ، ولم يجدوا ثياب الحمس ، فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل ، ألقاها إذا فرغ من طوافه ، ثم لم ينتفع بها ، ولم يمسها هو ، ولا أحد غيره أبدا . وكانت العرب تسمى تلك الثياب اللقى(الشيء الملقى أو المطروح) فحملوا على ذلك العرب ، فدانت به ووقفوا على عرفات ، وأفاضوا منها ، وطافوا بالبيت عراة أما الرجال فيطوفون عراة ، وأما النساء فتضع إحداهن ثيابها كلها إلا درعا مفرجا(مشقوق) عليها ، ثم تطوف فيه فقالت امرأة من العرب ، وهي كذلك تطوف بالبيت اليوم يبدو بعضه أو كله * وما بدا منه فلا أحله ومن طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها من الحل ألقاها ، فلم ينتفع بها هو ولا غيره . فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركه من ثيابه فلا يقربه ، وهو يحبه كفى حزنا كري عليها كأنها * لقى بين أيدي الطائفين حريم يقول لا تمس |