رحلتي الى الكعبة |
|
لما دام ملك أبرهة باليمن وتمكن به ؛ بنى القليس بصنعاء وهي كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض ؛ ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك كنيسة لم ير مثلها ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حاج العرب.{وللكلام دلالة مهمة تبين مدى الصراع على استقطاب الحجاج} فلما تحدثت العرب بذلك غضب رجل من النسأة من بني فقيم فخرج حتى أتاها فقعد فيها وتغوط ثم لحق بأهله فأخبر بذلك أبرهة وقيل له إنه فعل رجل من أهل البيت الذي تحجه العرب بمكة غضب لما سمع أنك تريد صرف الحجاج عنه ففعل هذا فغضب أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت فيهدمه وأمر الحبشة فتجهزت وخرج معه بالفيل واسمه محمود وقيل كان معه ثلاثة عشر فيلا وهي تتبع محمودًا. بعث أبرهة الأسود بن مقصود إلى مكة فساق أموال أهلها وأصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ثم أرسل أبرهة حناطة الحميري إلى مكة فقال سل عن سيد قريش وقل له إني لم آت لحربكم إنما جئت لهدم هذا البيت فإن لم تمنعوا عنه فلا حاجة لي بقتالكم. فلما بلغ عبد المطلب ما أمره قال له: والله ما نريد حربه هذا بيت الله (من الله يا عبد المطلب؟) وبيت خليله إبراهيم (هل كانوا يعرفون قصصه؟) فإن يمنعه فهو يمنع بيته وحرمه وإن يخل بيته وبينه فوالله ما عندنا من دفع فقال له انطلق معي إلى الملك. {الملاحظ أن عبد المطلب يعرف الله وأنه قادر أن يحميه ويقول أن الكعبة بيت الله وبيت الخليل إبراهيم ؛ ما الجديد الذي جاء به محمد؟ أليس هو الله الذي جاء به محمد ونفس المعتقدات والشعائر؟} فانطلق معه عبد المطلب حتى أتى العسكر فسأل عن ذي نفر وكان له صديقًا فدل عليه وهو في محبسه فقال له هل عندك غناء فيما نزل بنا فقال وما غناء رجل أسير(ذي نفر كان قد أسره أبرهة سابقا) بيدي ملك ينتظر أن يقتله ولكن أنيس سائس الفيل صديق لي فأوصيه بك وأعظم حقك وأسأله أن يستأذن لك على الملك فتكلمه بما تريد ويشفع لك عنده إن قدر. وكان عبد المطلب رجلا عظيمًا وسيمًا فلما رآه أبرهة أجله وأكرمه ونزل عن سريره إليه وجلس معه على بساط وأجلسه إلى جنبه وقال لترجمانه قل له ما حاجتك فقال له الترجمان ذلك فقال عبد المطلب حاجتي أن يرد علي مائتي بعير أصابها لي فلما قال له ذلك فقال أبرهة لترجمانه قل له قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم زهدت فيك حين كلمتني أتكلمني في إبلك وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه قال عبد المطلب: أنا رب الإبل وللبيت رب يمنعه. الكامل في التاريخ لأبن الأثير باب ذكر أمر الفيل {وهنا تأكيد على أن العرب قبل الإسلام كانوا يعظموا البيت ويعبدون رب هذا البيت وهو الذي يحميه وهو نفس المعتقد المحمدي} انصرف عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم الخبر وأمرهم بالخروج معه من مكة والتحرز في رؤوس الجبال خوفًا من معرة الجيش ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقه باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة يا ربّ لا أرجو لهم سواكا ؛ يا ربّ فامنع منهم حماكا ؛ إنّ عدوّ البيت من عاداكا ؛ إمنعهم أن يخربوا فناكا؛ وقال أيضًا لا همّ إنّ العبد يم نع رحله فامنع حلالك ؛ لا يغلبنّ صليبهم ومحالهم غدرًا محالك ؛ ولئن فعلت فإنّه أمرٌ تتمّ به فعالك ؛ أنت الذي إن جاء با غٍ نرتجيك له كذلك ؛ ولّوا ولم يحووا سوى خزيٍ وتهلكهم هنالك ؛ لم أستمع يومًا بأر جس منهم يبغوا قتالك ؛ جرّوا جموع بلادهم والفيل كي يسبوا عيالك ؛ عمدوا حماك بكيدهم جهلا وما رقبوا جلالك وأرسل الله عليهم طيرًا أبابيل من البحر أمثال الخطاطيف مع كل طير منها ثلاثة أحجار تحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه فقذفتهم بها وهي مثل الحمص والعدس لا تصيب أحدًا منهم إلا هلك. الكامل في التاريخ لأبن الأثير باب ذكر أمر الفيل هنا يؤكد عبد المطلب أنه يعرف الرب الذي يستطيع أن يحمي بيته كما انه يتحدث عن شعار أبرهة النصراني وهو الصليب وهو قبل الإسلام بأربعين سنة فكيف مدح محمد النصارى في البداية ثم أنكر الصليب وأنقلب عليهم؟ كما أن المتأمل في هذا الدعاء يجد أن المسافة بين الإسلام ودين عبد المطلب ليست واسعة وشاسعة كما يصوراها لنا هؤلاء الطبالين والمزمرين. كما أن الظلمة والعتامة التي يرسمونها لنا بأنها كانت تلف الجاهلية ؛ هي من صنع خيالهم المريض كما أن الفارق بين دعاء عبد المطلب وقران محمد لا يوحي لنا بذلك الإعجاز الذي أصابنا بالعجز الحديث عنه ليل نهار!!! ثم يؤكد لنا أبن هشام في السيرة النبوية أن قريش تعبد رب الكعبة الذي جاء به محمد !!! الإبل لي والبيت له رب يحميه قال : وكان عبدالمطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه وأكرمه ..... ثم قال لترجمانه : قل له ما حاجتك ؟ فقال له ذلك الترجمان ؛فقال حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي ؛ فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه ، لا تكلمني فيه قال له عبدالمطلب إني أنا رب الإبل ، وإن للبيت ربا سيمنعه ؛ قال ما كان ليمتنع مني ؛ قال أنت وذاك فرد أبرهة على عبدالمطلب الإبل التي أصاب له قريش تستنصر الله على أبرهة فلما انصرفوا عنه ، انصرف عبدالمطلب إلى قريش ، فأخبرهم الخبر ، وأمرهم بالخروج من مكة ، والتحرز في شعف الجبال والشعاب تخوفا عليهم من معرة الجيش ، ثم قام عبدالمطلب، فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ، ويستنصرونه على أبرهة وجنده ، فقال عبدالمطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة لاهُمَّ إن العبد يمنع * رحله فامنع حلالكْ لا يغلبنّ صليبهم * ومحالهم غدوا محالك إن كنت تاركهم وقبلـ*ـتنا فأمر ما بدا لكْ (*)السيرة النبوية لأبن هشام باب قريش تستنصر الله على أبرهة. * تبع يذهب إلى مكة ويطوف بالكعبة قال ابن إسحاق وكان تبع وقومه أصحاب أوثان يعبدونها ، فتوجه إلى مكة ، وهي طريقه إلى اليمن ، حتى إذا كان بين عسفان ، وأمج ، أتاه نفر من هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد، فقالوا له أيها الملك ، ألا ندلك على بيت مال دائر أغفلته الملوك قبلك ، فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة ؟ قال بلى؛ قالوا بيت بمكة يعبده أهله ، ويصلون عنده وإنما أراد الهذليون هلاكه بذلك (هلاك تبع) ، لما عرفوا من هلاك من أراده من الملوك وبغى عنده فلما أجمع لما قالوا أرسل إلى الحبرين، فسألهما عن ذلك ، فقالا له ما أراد القوم إلا هلاكك وهلاك جندك، ما نعلم بيتا لله اتخذه في الأرض لنفسه غيره، ولئن فعلت ما دعوك إليه لتهلكن وليهلكن من معك جميعا؛ قال فماذا تأمرانني أن أصنع إذا أنا قدمت عليه؟ قالا تصنع عنده ما يصنع أهله تطوف به وتعظمه وتكرمه ، وتحلق رأسك عنده ، وتذل له، حتى تخرج من عنده؛ قال فما يمنعكما أنتما من ذلك ؟ قال أما والله إنه لبيت أبينا إبراهيم، وإنه لكما أخبرناك، ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التي نصبوها حوله، وبالدماء التي يهرقون عنده، وهم نجس أهل شرك- أو كما قالا له - فعرف نصحهما وصدق حديثهما فقرب النفر من هذيل ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، ثم مضى حتى قدم مكة ، فطاف بالبيت ، ونحر عنده، وحلق رأسه ، وأقام بمكة ستة أيام - فيما يذكرون - ينحر بها للناس ، ويطعم أهلها ويسقيهم العسل ، ثم أري في المنام أن يكسو البيت أحسن من ذلك ، فكساه الخصف ؛ ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك ، فكساه المعافر ؛ ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك ، فكساه الملاء والوصائل ، فكان تبع - فيما يزعمون - أول من كسا البيت ، وأوصى به ولاته من جرهم ، وأمرهم بتطهيره وألا يقربوه دما ولا ميتة ولا مئلاة، وهي المحايض ، وجعل له بأبا ومفتاحا ، وقالت سبيعة بنت الأحب بن زبينة بن جذيمة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان ، وكانت عند عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، لابن لها منه يقال له خالد ، تعظم عليه حرمة مكة ، وتنهاه عن البغي فيها ، وتذكر تبعا وتذللـه لها ، وما صنع بها أبني لا تظلم بمكة * لا الصغير ولا الكبيرْ واحفظ محارمها بني * ولا يغرنك الغرور أبني من يظلم بمكة * يلق أطراف الشرور أبني يضرب وجهه * ويلح بخديه السعير أبني قد جربتها * فوجدت ظالمها يبور الله أمنها وما * بنيت بعرصتها قصور والله آمن طيرها * والعصم تأمن في ثبير ولقد غزاها تبع * فكسا بنيتها الحبير وأذل ربي ملكه * فيها فأوفى بالنذور يمشي إليها حافيا * بفنائها ألفا بعير ويظل يطعم أهلها * لحم المهاري والجزور يسقيهم العسل المصفى * والرحيض من الشعير والفيل أُهلك جيشه * يرمون فيها بالصخور والملك في أقصى البلا * د وفي الأعاجم والخزير فاسمع إذا حُدّثت وافهم * كيف عاقبة الأمور (*) السيرة النبوية لأبن هشام باب تبع يذهب إلى مكة ويطوف بالكعبة الملاحظ في هذه الأبيات الشعرية لسبيعة بنت الأحدب أنها تحتوي من المفردات والجمل مثل : لا تظلم بمكة؛ السعير(عذاب النار) ؛ الله أمنها ؛ الله آمن طيرها ؛ الله أذل (المذل) ؛ أوفي بالنذور ؛ كيف عاقبة الأمور !!! كل هذه المبادئ المفطور عليها الإنسان موجودة حتى لدي الأمم التي لا تعرف الديانات فلم تكن الجاهلية كما يصورها لنا أصحاب الهوى ؛ فلمصلحة من تحجب عنا هذه الأشياء بل يزرعون في عقولنا عكسها تماما لماذا؟ نعم لتصب في النهاية بأن النبي محمد قفز بالعرب والمنطقة من الظلمة إلى النور !! * قال أبن هشام أن تبع بعد أن عاد من زيارته هذه صار نصرانيا ثم أرتبك وقال تهود وحكى من القصص المتضاربة وختمها كالمعتاد بالله أعلم!!! شعر أبي الصلت الثقفي في وقعة الفيل قال ابن إسحاق وقال أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي في شأن الفيل ، ويذكر الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام قال ابن هشام تروى لأمية بن أبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي إن آيات ربنا ثاقبات * لا يماري فيهن إلا الكفورُ خلق الليل والنهار فكل * مستبين حسابه مقدور ثم يجلو النهار رب رحيم * بمهاة شعاعها منشور حبس الفيل بالمغمس حتى * ظل يحبو كأنه معقور لازما حلقة الجران كما قطر * من صخر كبكب محدور حوله من ملوك كندة أبطا ل * ملاويث في الحروب صقور خلفوه ثم ابذعرُّوا جميعا * كلهم عظم ساقه مكسور كل دين يوم القيامة عندالله * إلا دين الحيفة بور (*) السيرة النبوية لأبن هشام باب شعر أبي الصلت الثقفي في وقعة الفيل في هذه الأبيات الشعرية يتحفنا أمية أبن أبي الصلت بمفردات وآيات قرآنية تنفي تماما عن عرب الجزيرة تلك الهمجية المظلمة التي أراد المطبلون أن يطبعوها في ذاكرتنا لكي يصبح محمد النبي الأمي الذي لا يعرف وتصبح المعرفة معجزة وختم الصدق والنبوة طالما لكل نبي معجزة وليس لمحمد معجزة ....... ولقد كشف أمية عن هذه المفردات .... آيات ربنا؛ إلا الكفورُ؛ خلق الليل والنهار فكل * مستبين حسابه مقدور(يجري بحسبان)؛ رب رحيم؛ كل دين يوم القيامة عند الله * إلا دين الحيفة(في بعض المراجع الحنفية وهي الأقرب للصواب) بور. فها أمية أبن أبي الصلت يفضح الجميع ويصرخ في وجوهكم ونحن معه نصرخ نريد أن نقرأ وندرس شعر أمية وأمثاله من الموحدين في جزيرة العرب قبل الإسلام رحم الله طه حسين عميد الأدب العربي وكتابه في الشعر الجاهلي... * قال رؤبة بن العجاج ومسهم ما مس أصحاب الفيلْ * ترميهم حجارة من سجيلْ و لعبت طير بهم أبابيلْ * ولطالما أدلى الجميع بدلوهم قبل القرآن عن حادثة الفيل فكان للقرآن أن يقص علينا أحسن القصص وهي فرصة لنقارن ويقارن القارئ بين بلاغة الجاهلية الجهلة وبلاغة وإعجاز الحكيم العليم في القرآن. الله جل جلاله يذكر حادثة الفيل ويمتن على قريش : قال ابن إسحاق فلما بعث الله تعالى محمدا صلعم ، كان مما يعد الله على قريش من نعمته عليهم وفضله ، ما رد عنهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم ، فقال الله تبارك وتعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل و أرسل عليهم طيرا أبابيل . ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ) وقال (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) أي لئلا يغير شيئا من حالهم التي كانوا عليها ، لما أراد الله بهم من الخير لو قبلوه . (*) السيرة النبوية لأبن هشام باب الله جل جلاله يذكر حادثة الفيل ويمتن على قريش. ما كان يليه الغوث بن مر من الإجازة للناس بالحج وكان الغوث بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر يلي الإجازة للناس بالحج من عرفة ، وولده من بعده ؛ وكان يقال له ولولده صُوفة وإنما ولي ذلك الغوث بن مر ، لأن أمه كانت امرأة من جرهم ، وكانت لا تلد ، فنذرت لله (أي اله ذلك الذي نذرت إليه)إن هي ولدت رجلا أن تصدق به على الكعبة عبدا لها يخدمها ، ويقوم عليها فولدت الغوث ، فكان يقوم على الكعبة في الدهر الأول مع أخواله من جرهم ، فولي الإجازة بالناس من عرفة ، لمكانه الذي كان به من الكعبة ، وولده من بعده حتى انقرضوا . فقال مر بن أد لوفاء نذر أمه إني جعلت رب من بَنيَّه * ربيطة بمكة العليَّه فباركن لي بها أليَّه * واجعله لي من صالح البريَّه وكان الغوث بن مر - فيما زعموا - إذا دفع بالناس قال . لاهُمَّ إني تابع تَباعه * إن كان إثم فعلى قُضاعه صوفة ورمي بالجمار والسؤال من هو الله الذي نذرت اليه تلك المرأة ولدها، وكيف كان لها هذا الايمان ان الله سيجيبها وترزق بولد،تتصدق به كيف عرفت هذه فكرة الصدقة؟ في ابيات الشعر التي ذكرت لوفاء النذر، نجد فيها نفس روح القران وايضا كلماته، ولولا انها كانت قبل القران لنسب الى قائلها اقتباسه من القران. قال ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد قال كانت صوفة بالناس من عرفة، وتجيز بهم إذا نفروا من منى، فإذا كان يوم النفر أتوا لرمي الجمار، ورجل من صوفة يرمي للناس، لا يرمون حتى يرمي فكان ذوو الحاجات المتعجلون يأتونه، فيقولون له قم فارم حتى نرمي معك ؛ فيقول لا والله ، حتى تميل الشمس فيظل ذوو الحاجات الذين يحبون التعجل يرمونه بالحجارة ، ويستعجلونه بذلك ، ويقولون له ويلك قم فارم ؛ فيأبى عليهم حتى إذا مالت الشمس قام فرمى ورمى الناس معه. كما هو معروف عن مناسك الحج رمي الجمرات، وكما سبق واوضحت ان رمي الجمرات مأخوذ عن ابراهيم نبي الله عندما اعاقه الشيطان فرماه بسبع جمرات، حتى ساخت نفسه على حد تعبير المحدثين عن نبي الاسلام. وايضا يجب ان يكون رمي الجمرات في وقت محدد اي انه بعد صلاة العصر. تولي بني سعد أمر البيت بعد صوفة قال ابن إسحاق فإذا فرغوا من رمي الجمار وأرادوا النفر من منى، أخذت صوفة بجانبي العقبة، فحبسوا الناس وقالوا أجيزي صوفة، فلم يجز أحد من الناس حتى يمروا، فإذا نفرت صوفة ومضت خلي سبيل الناس فانطلقوا بعدهم فكانوا كذلك حتى انقرضوا ، فورثهم ذلك من بعدهم بالقُعدد بنو سعد بن زيد مناة بن تميم ، وكانت من بني سعد في آل صفوان بن الحارث بن شجنة . صفوان وبنوه وإجازتهم للناس بالحج قال ابن إسحاق وكان صفوان هو الذي يجيز للناس بالحج من عرفة ، ثم بنوه من بعده ، حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام ، كرب بن صفوان ، وقال أوس ابن تميم بن مغراء السعدي . لا يبرح الناس ما حجوا معرفهم * حتى يقال أجيزوا آل صفوانا وهكذا يتضح لنا ان الاسلام ، انما سار على درب الجاهلية في عاداتهم وتقاليدهم وكأن الرسول اراد ان تسير الامور كما هي ولكن تحت لواء الاسلام واكذوبة الدين، الذي لم يأتي بجديد. |