قــــــــس ونــــــــبي

مقــــــــــــدمــــــة
هوية القس ورقة

نسب القس ورقة

نصرانية القس ورقة

إبيونية القس ورقة

علم القس ورقة

مهمة القس ورقة

القس ورقة رئيس النصارى

موت القس ورقة

القس والنبي في معترك الحياة

القس يزوج النبي

القس يدرب النبي

القس يعلم النبي

القس يعلن النبي خليفته

القس النبي والنبي القس

انجيل القس ورقة وقرآنه

إنجيل القس ورقة

القرآن العربي

إستمرارية الوحي والتنزيل

محمد يعلم ما تعلم

خاتمة

النصرانية والإسلام دين على دين

النصرانية في بيت محمد

الإسلام قبل الإسلام

النصرانية والحنيفية والإسلام 

الديـــــــن القــــــــيم

حق القس على النبي

مقدمة

في المسبح عيسى و أمه مريم

في الفروض والعبادات وشعائر الدين

في الحسنات والصدقات

في الجنة و النار و أحوال الميعاد

في أمثــــــــــال الانجيل القرآنية والخاتمة

نجاح وفشل

مقدمة

نجاح القس والنبي

فشل القرآن

محمديون أم قرآنيون

إسألوا أهل الذكر

الصفحة الرئيسية

إنجـيل القس ورقة و قرآنه  

 

إستمرارية الوحي والتنزيل

 

ليس في مسيرة الله عبر التاريخ انقطاع أن الله يستمر في ملاحقة الأحداث المتعاقبة فلا يتخلى عن خلائقه وعن رعايتها لكن الانسان يطمع في المزيد من النعمة ويطلب من الله الخلاص شأن الخلاص كالخلق فعل دائم وكلمة الخلاص مرهونة بالله مباشرة ككلمة كن الخالقة في الخلق لم يكلف الله بديلا له  وفي الخلاص أيضا الله هو الذي خلق والله أيضا هو الذي يخلص 

والخلق يستمر بموجب نظام بالغ في الدقة هكذا الخلاص يكون بموجب استمرارية في كلمة الله الموحاة إلى جميع الأنبياء فالله هو هو وكلمته هي نفسها  ووحيه هو ذاته وخلاصه للعالم كما خلقه إياه 

لا تبديل فيه وبالتالي لابد من أن يكون الوحي اللاحق استمرارا للوحي السابق 

والأنبياء اللاحقون يكملون رسالة الأنبياء السابقون والكتب في العهد الجديد تعتمد على الكتب في العهد القديم وغير ذلك يحلنا من كل ارتباط بالله 

وقد عبر القرآن العربي عن هذا خير تعبير وفي تعابيره هذه مجموعة ثانية من البراهين الدالة على وحدة مصدره وغايته 

وحدة الوحي

لقد كان محمد يعي استمرارية الوحي وعيا كاملا وهو لم يأت بوحي جديد من لاشئ لقد نزل الوحي عليه كما نزل على الأنبياء السابقين : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين ....

القرآن 4 : 163 

ووحي الله على محمد كوحيه على من سبقه سواء بسواء : كذلك يوحي إليك وإلى الذين من  قبلك الله العزيز الحكيم  42 : 3 

وأيضا لقد أوحي إليك وإلى الين من قبلك 39 : 65

ولكن إذا كان الوحي على محمد كالوحي على الأنبياء السابقين  فيكون الوحي المحمدي تابع لا محالة للوحي السابق تماما كما هو كتاب محمد من كتاب سابق كان من قبل من اللوح المحفوظ 85 : 22 

والكتاب المكنون 56 : 78 وقد عبر القرآن العربي عن مصدر الوحي 

فيه بصراحة ووضوح وردده قائلا 

ذلك مما أوحي إليك ربك من الحكمة 17 : 39  أوحينا إليك من الكتاب الذي هو الحق مصدقا لما بين يديه 35 : 31 وأتلي ما أوحي إليك من الكتاب 29 : 45   18 : 27 

ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك 11 : 49  وغيرها 

ينتج من ذلك أن وحي محمد  هو من وحي سابق ومن كتاب كان قبله ومن أنباء سالفة اعتمد عليها محمدا 

ومحمد من جهة أنه لا يعلم الغيب : قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب 6 : 50   11 : 31

ولا يعلم الغيب إلا الله 27 : 65 

ومن جهة ثانية يوحي إليه الله من الغيب وهذا التناقض الظاهر هو دليل على أن الغيب السابق هو المصدر الثابت لغيب محمد 

وحدة التنزيل 

والتنزيل القرآني هو أيضا عن تنزيل سابق أو هو تبيان لما أنزل من قبل وكان هم محمد أن يظهر للناس كل ما أنزل على الأنبياء الأقدمين وهو يأخذ منهم ويعتمد عليهم وينقل عنهم ويستوحي أخبارهم وقصصهم وأمثالهم وذلك ليبين للعرب كل شئ : نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ 16 :89 

أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم 16 :44 

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين قبلكم 4 : 26 

وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس 3 : 187

فالقرآن العربي إذن يبين في صفحاته كل ما في آيات الكتاب السابق وهو تنزيل منه مباشر ويستشهد بأهله ويعتبر النصارى على علم بما فيه : والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق 6 : 114 ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق 34 : 6 

والجميع كتابيين كانوا أو أميين يؤمنون بالكتاب السابق والقرآن العربي معا ومن لا يؤمن بذلك فهو ليس من أتباع النبي 

والراسخون في العلم منهم ( النصارى)  والمؤمنون ( من العرب ) يؤمنون بما أنزل إليك ( القرآن ) وبما أنزل من قبلك ( التوراة والانجيل )  4 : 162 

والمسلمون حقا هم القائلون أمنا بالله وبما أنزل إلينا وما أنزل من قبل 5 : 59 أنظر أيضا 4 : 162   2 : 4

ينتج من ذلك أن تنزيل القرآن العربي هو من تنزيل سابق والذين يقرأون التنزيل السابق يشهدون على صحة التنزيل العربي : إن كنت في شك مما أنزلنا إليك فأسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك  10 : 94 

وحدة الكتاب 

وما يؤكد استمرارية الوحي والتنزيل دعوة محمد جماعته للأخذ ب الكتاب كله 3 : 119 

أي بحسب تفسير الجلالين ب الكتب كلها وبتفسير القرآن نفسه ب الكتاب الذي نزله على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل 4 : 136 وليس على النصارى الذين من أصل يهودي أن يحزنوا بما أنزل إلى محمد  : الذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك 13 : 36  كما ليس على العرب الأميين أن يحتجوا على الرسول بأنه أعطاهم كتابا بغير لغتهم حتى قال لهم محذرا : لا تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين 6 : 156  أى غافلين عن قراءته لعدم معرفتنا لها إذ هي ليست بلغتنا الجلالين 

لقد وعى محمد مهمته هذه إذ لم يترك من الكتاب السابق شيئا إلا وأخذ به : ما فرطنا في الكتاب من شئ 6 : 38  

وعرف أن الايمان والخلاص منوطان باقامة الانجيل والتوراة والقرآن 

لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم 5 : 68  

ولكن طبعا بحسب مقدور أهل مكة والحجاز الذين لم يؤتوا من العلم إلا قليلا 

وحدة الشريعة 

وما يدل على استمرارية الوحي والتنزيل استمرار الشريعة ووحدتها من نوح إلى ابراهيم ....  إلى عيسى ومحمد 

وهذه الشريعة لم تتبدل : لن تجد لسنة الله تبديلا 35 : 43 

أنظر أيضا 6 : 34   48 : 23   18 : 27   10 : 64 

وهي نفسها التي أتى بها نوح القرآن 42 : 13  وجاء بها الرسل والأنبياء سنة من قد أرسلنا قبلك من  رسلنا 17 : 77 

ولم يكن دور محمد إلا أن يبين لأتباعه سنن الأولين ويهديهم إليها 

القرآن 4 : 26 

بيد أن فرقا بين سنة محمد وسنة من سبقه يقوم هذا الفرق على خفة الشريعة المحمدية ولقد أرادها الله كذلك لضعف الانسان ووهنه 

قال : الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا 8 : 66

ويريد الله بكم اليسر لا العسر 2 : 185 

ويريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا 4 : 28

وحجة ذلك أت محمدا هو رسول لأمة معينة لها ظروفها الخاصة لقد بعثنا في كل أمة  رسولا  16 : 36 لكل أمة رسول 10 : 47 

ورسول العرب يجب ألا يكون كرسول اليهود ولا يسن شريعة كشريعة اليهود لأن الله يجعل لكل أمة رسالة خاصة بها 

والله أعلم حيث يجعل رسالته 6 : 124 

وحدة المؤمنيين 

التنزيل العربي والتنزيل العبراني متلازمان العربي يفسر العبراني ويعتمد عليه والعبراني أصل العربي وشاهد عليه 

ومن يؤمن بواحد منهما دون الآخر لا يكون على الصراط المستقيم 

على بني إسرائيل أن يؤمنوا بالتنزيل العربي لأنه تذكرة للتنزيل العبراني وعلى المتقين من العرب أن يؤمنوا بالتنزيل العبراني لأنه أصل العربي ومصدق له 

يقول للمتقين من العرب قولوا أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب 2 : 136   3 : 84 

ويقول قولوا أمنا بالذي أنزل إلينا والذي أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد  29 : 46 

ويقول أيضا عن بني إسرائيل ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق 34 : 6

والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق 6 : 114 

وإذ سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق 5 : 83

ويقول للجميع : يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم 5 : 68 

ويحدد إيمان الجميع في التسليم بالتنزيل كله : 4 : 162   5 : 92 

وكل من التنزيل العبراني والعربي هو إذن ضروري فعلى العرب وعلى بني إسرائيل أن يأخذوا بالتوراة والانجيل والقرآن سواء بسواء وبهذا يكون الجميع مسلمين لله ومؤمنيين به حقا 

ومن يأخذ بالتوراة وحدها دون سواها فهو من اليهود الظالمين  أنظر القرآن في أكثر من 90 مرة  ينعت اليهود بالظلم لإنكارهم المسيح

ومن يأخذ بالانجيل وحده دون سواه فهو من المسيحيين المغالين في دينهم 4 : 171  5 : 77

ومن يأخذ بالقرآن العربي وحده دون سواه فهو من مسلمي مصحف عثمان وليس من أتباع محمد 

لأن أتباع محمد يخضعون لأمره النافذ : آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل 4 : 136

أما من يأخذ بالكل معا فهو من المسلمين الطيبين الذين يعلنون قائلين أمتا بالله وما انزل إلينا وما انزل من قبل  5 : 59 

وهم الذين يعرفون حقا أن لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل 

القرآن 10 : 90 

ينتج من ذلك كله أن وحي الله على أنبيائه هو هو وأن تنزيل القرآن العربي هو نفسه تنزيل الكتاب العبراني والتنزيل اللاحق هو من تنزيل سابق وأن كل ما له صلة بخلاص الانسان مستمر هو أياه منذ البدء حتى النهاية 

أما السؤال فهو : كيف تعرف محمد على التنزيل السابق ؟ 

إهو الله الذي دخل مباشرة على النبي محمد وعلمه ما لم يكن يعلم ؟

أم هو ملاك من الله وافى محمد ولقنه ما لم يكن بوسعه اكتشافه وحده ؟ 

أم هو أخيرا أمرا حدث له كما يحدث للملهمين من العالم ؟ 

واحد من إثنين : إما أن يكون محمد اكتشف التنزيل السابق بذاته وتعلمه بلغته الأصلية وهي العبرانية ونقله أو أخذ منه ما يناسب أحوال مدعويه 

أو يكون قد تلقن التنزيل السابق على يد خبير حكيم علمه ما لم يكن يعلم !

ولا يمكننا افتراض شئ آخر فلا الله يتدخل بأمور الناس متخطيا كل معطيات الانسان فيعلمه بعد جهل ويظهر عليه متجليا مرارا ومرارا 

ولا الملاك جبريل تتفتح له أبواب السماء ليلازم صديقه على الأرض على مدى 60 ستة ونيف ويظهر له أكثر من 26 ألف مرة السيرة الحلبية 1 : 269 

وما أدراك إن شك معظم الناس بوجود جنس ملائكي !

فالأمر الأول لا يمكننا إفتراضه حيث لم يعرف عن محمد أنه كان يعرف العبرانية أو الآرامية لينقل عنها قصص الأنبياء وأمثال الانجيل أو ليس بمقدوره أن يتلقن التنزيل السابق بدون الحاجة إلى معلم أو كتاب أو هداية .....

أما ما يؤكد لنا الأمر الثاني اعتماد محمد المستمر على من عنده علم الكتاب يسألهم ويستشهد بهم وتكفيه شهادتهم : قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب 13 : 43 

بقي إذن أن يكون محمد  تعلم ما لم يكن يعلم من خبير حكيم ولسنا نجد في كتب السيرة والأخبار غير القس ورقة بن نوفل 

وقد يكون غيره ولكن عوامل كثيرة توجهنا إلى القس ورقة : صلة القربى بينهما وبين القس وخديجة  ودور القس في زواج النبي وتدريبه على العبادة والتحنث في غار حراء وملازمته إياه أكثر من 44 سنة واعلانات القس المتوالية فيما سيكون عليه محمدا وعلم القس الواسع بالكتاب ومقامه في مكة وبين العرب 

كلها عوامل توجهنا إلى القس ورقة  وهو الشخصية النصرانية البارزة في حياة محمد  وكان القرآن العربي انجيل القس بالعربية وبقي على محمد أن يعلم بدوره ما تعلم ويبلغ ما تبلغ بعدما استوعب محمد ما في الكتاب من تعاليم وعقائد وتشريعات ...

عودة الى الصفحة الرئيسية