قــــــــس ونــــــــبي |
|
هــوية
القـس ورقة
نصرانية
القس ورقة
لقد قيل عن القس ورقة أنه كلن على دين موسى ثم صار على دين
عيسى عليهما الصلاة والسلام أى كان يهوديا ثم صار نصرانيا ( سيرة ابن هشام
1- 203 وقيل أيضا أنه كان نصرانيا ابن هشام 1- 175 و أيضا كان أمرأ قد تنصر
في الجاهلية البخارى باب بدء الوحي 1- 3 ) هذا القول يعنى أن ورقة كان يأخذ
بتعاليم موسى وعيسى معا .
آي كان يقيم التوراة والانجيل معا بحسب تحديد القرآن : يا
أهل الكتاب لسنم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل
( القرآن 5 – 68 )
ويعنى ثانيا أن
ورقة كان مقتصدا في عقيدته لا يغلو في نظرته إلى المسيح . كوفد نجران
المسيحي القائل بألوهية المسيح و لا يقتصر على موسى كاليهود الذين ينكرون
على عيسى نبوته . فورقة إذن يكون من اليهود – المتنصرين أى من اليهود الذين
تنصروا و اعتقدوا في المسيح نبيا أتي يكمل ناموس موسى دون أن يكون إلها أو
إبنا لله ويعنى أخيرا أن بعضا من العرب قد إستجاب لبشارة المبشرين من النصارى
ولم تبق النصرانية وقفا على الغرباء عنهم . وشهد التاريخ الإسلامي على تنصر أحياء كثيرة من العرب ودل خاصة على دخول النصرانية بعض قبائل مكة والحجاز . وأشار بوضوح ألى اعتناق بعض بطون قريش لها . و أخصها فرع عبد العزي بن قصي .
قال اليعقوبي في تاريخه : و أما من تنصر من أحياء العرب
فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزي . منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن
عبد العزي و ورقة بن نوفل بن أسد ... ( تاريخ اليعقوبي 1- 157 )
و أشار أيضا إلى تدين قبيلة قريش كلها في قوله
وكانت العرب في أديانهم على صنفين :
ألحمس و الحلة فأما الحمس فقريش كلها ( المرجع نفسه 1-
256 ابن هشام 1 –184 الحمس : التشدد حتى التزهد والتأله حاشية 2 الطبقات 1 –
72 ) وأوضح معنى هذا التدين قائلا: كانت قريش و عامة ولد معد بن عدنان
على بعض دين إبراهيم يحجون البيت ويقيمون المناسك ويقرون الضيت و يعظمون
الأشهر الحرم وينكرون الفواحش والتقاطع والتظالم و يعاقبون على الجرائم
فلم يزالوا على ذلك ما كانوا ولاة البيت ( تاريخ اليعقوبي 1- 154 )
ويذكر ابن هشام أن كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك أى
مع قريش في ألحمس أنظر طبقات 1- 72
و يؤكد الأزرقي في آثار مكة نصرانية قريش
وتدينها في قوله وجعلوا في دعائمها صور الأنبياء وصور الشجر وصور الملائكة .
فكان فيها صورة إبراهيم الخليل شيخ يستقسم بالأ زلام وصورة عيسى ابن مريم
أمه وصور الملائكة .
ولما كان يوم فتح
مكة دخل رسول الله البيت وأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم
ثم أمر بثوب فبل بالماء و أمر بطمس تلك الصور . فطمست وقال ووضع كفيه على
صورة عيس ابن مريم و أمه عليهما السلام وقال : أمحوا جميع الصور إلا ما تحت
يدي فرفع يديه عن صورة بن مريم وأمه ( أخبار مكة وما جاء فيها من آثار
للأزرقي 1- 165 ) أما الكلام على تنصر الكثير من أحياء العرب وقبائلهم فيشهد له المؤرخون و أهل السير عامة . يقول ابن قتيبة : أن النصرانية كانت في ربيعة وغسان وبعض قضاعة ( المعارف لأبن قتيبة الدينوري ص 621 )
ويقول اليعقوبي في تنصر تميم وربيعة وبني
تغلب وطيء ومذحج وبهراء وسليخ وتنوخ ولخم ( تاريخ اليعقوبي 1- 257 )
ويشهد الجاحظ بقوله : كانت النصرانية قد وجدت سبيلها بين
تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليخ والعباد وتنوخ ولخم وعاملة وجزام وكثير
بن بلحارث بن كعب ( كتاب الحيوان للجاحظ 7- 216 )
هذه الشهادات وغيرها في كتب السير والأخبار تدل على وجود
نصراني واسع في مكة والحجاز وسائر أنحاء الجزيرة العربية وبلاد الشام . وتدل
على تغلغل النصرانية إلى شبه الجزيرة العربية وأعتناق الكثيرين لها
وهو ما يبرر وجود فس عليها يدير شؤونها الروحية و يرعى
أمورها الزمانية و الاجتماعية وهو القس ورقة بن نوفل قس مكة و قبيلة قريش و الجدير بالذكر أن كتاب السير و الاخبار شهدت على نصرانية فرع عبد العزي بن قصى ولاذت بالصمت حيال فرع عبد مناف ولا ندرى إذا كان الصمت جهلا أو تنكرا
وكلا الإثنين لا يجوز
: فالجهل مردود على أصحابه لأن معرفتهم تعدت إلى فرع لا أهمية له بالنسبة إلى
سيرة النبي وهو فرع عبد العزي والتنكر هو تزوير للتاريخ .
والنصرانية غزت فرع
عبد مناف كما غزت فرع عبد العزي من قريش ويثبت ذلك تأرجح كتاب السير بين أن
يصوروا لنا أجداد النبي على الإيمان والهداية وبين أن يكونوا على الوثنية
والشرك ويميل المسعودي إلى الرجيحة الأولى مروج الذهب للمسعودي 2 -
108 أما نصرانية القس ورقة فكانت تقوم على ما كانت تقوم عليه النصرانية في تاريخ الكنيسة وقيل عن ذلك أن القس ورقة كان أحد من اعتزل عبادة الأوثان في الجاهلية وطلب الدين و قرأ الكتب و امتنع عن أكل ذبائح الأوثان الأصفهاني في الأغاني 3 – 113
وقيل أيضا أنه كان رابع أربعة تركوا الأوثان
والميتة وما يذبح للأوثان طبقات ابن سعد 1 - 162 الســـيرة المكية 1 –
110 ابن هشام 1 : 204 – 215
وهم عبيد الله بن جحش بن أميمة بنت عبد
المطلب عمة النبي وقد مات نصرانيا في أرض الحبشة تاركا امرأته أم حبيبة التي
تزوجها الرسول من بعده سيرة بن هشام 1 - 206
وعثمان بن الحويرث ابن عم ورقة بن نوفل
وخديجة بنت خويلد زوجة محمد تنصر بأرض الروم وحسنت منزلته عند القيصر وكان
يقال له البطريق لا عقب له مات بالشام مسموما سيرة بن هشام 1 - 206 في حاشية
1
وزيد بن عمرو بن نفيل الذي قال فيه النبي :
أنه يُبعث أمة وحده سيرة بن هشام 1 – 208 وهو ابن أخي الخطاب اشتهر
عنه انه نهى عن قتل الموءودة سيرة ابن هشام يقول للرجل إذا أراد أن يقتل
أبنته لا تقتلها انا أكفيكها مؤونتها فيأخذها .... صحيح البخاري 5 –
51
هؤلاء الأربعة من فرعى عبد العزي وعبد مناف على السواء
اشتهروا بتنصرهم وفق الواجبات و الفروض النصرانية المتبعة في الكنيسة
المعروفة في مقررات مجمع أورشليم الرسولي المعقود 49 م وهى تقوم على
الامتناع عن نجاسات الأصنام والفحشاء والمخنوق والدم أعمال الرسل 15 : 20
– 29 كما تقوم على الأخذ بناموس موسي و انجيل عيسى على السواء وعلى الختان
والمعمودية معا .....
إلا أن نصرانية القس
ورقة وندمائه الثلاثة الآخرين تختلف على ما يبدو عن نصرانية مقررات مجمع
أورشليم المنسوب ليعقوب الرسول – لأن نصرانية يعقوب تؤمن بألوهية المسيح و
بنوته لله وتحتكم بتعليم الانجيل و تعتقد
بصلب عيسى و قيامته من بين الأموات
في حين أن نصرانية القس ورقة و زملائه تنكر ألوهية المسيح و بنوته إلى الله إنكارا مباشرا وترفض صلبه وقيامته رفضا قاطعا وذلك على ما يظهر تبعا لشيعة في النصرانية معينة انتمى إليها القس و معظم قبيلة قريش واعتنقوها و أقاموا فروضها وواجباتها وهي الشيعة الابيونية
|