قــــــــس ونــــــــبي

مقــــــــــــدمــــــة
هوية القس ورقة

نسب القس ورقة

نصرانية القس ورقة

إبيونية القس ورقة

علم القس ورقة

مهمة القس ورقة

القس ورقة رئيس النصارى

موت القس ورقة

القس والنبي في معترك الحياة

القس يزوج النبي

القس يدرب النبي

القس يعلم النبي

القس يعلن النبي خليفته

القس النبي والنبي القس

انجيل القس ورقة وقرآنه

إنجيل القس ورقة

القرآن العربي

إستمرارية الوحي والتنزيل

محمد يعلم ما تعلم

خاتمة

النصرانية والإسلام دين على دين

النصرانية في بيت محمد

الإسلام قبل الإسلام

النصرانية والحنيفية والإسلام 

الديـــــــن القــــــــيم

حق القس على النبي

مقدمة

في المسبح عيسى و أمه مريم

في الفروض والعبادات وشعائر الدين

في الحسنات والصدقات

في الجنة و النار و أحوال الميعاد

في أمثــــــــــال الانجيل القرآنية والخاتمة

نجاح وفشل

مقدمة

نجاح القس والنبي

فشل القرآن

محمديون أم قرآنيون

إسألوا أهل الذكر

الصفحة الرئيسية

هــوية القـس ورقة

إبيونية القس ورقة  

 

عرف عن النصارى  من بني إسرائيل  الضاربين في مكة والحجاز انقسامهم فيما بينهم إلى  شيع وفرق وأحزاب  ثلاث كلمات مستعملة في القرآن للإشارة إلى كثرة انقسامات بني إسرائيل أنظر مثلا  30 \ 32   4\ 150 و 152  3 \ 103  و 105   42 \ 13  9 \ 122  2 \ 75 و 100 و 101 و 146   3 \ 78  وغيرها ......

وأشار القرآن العربي بوضوح إلى هذه الخلافات وقال اختلف  الأحزاب من بينهم  19 \ 47   43 \ 65  أي  النصارى  بحسب تفسير الجلالان  للآية المذكورة  وقال أيضا ومن الأحزاب من ينكر بعضه  13 \  36   ويصف  أحوال  كل منهم بأن كل حزب بما لديهم فرحون  23 \ 53   30 \ 32   ولا يعجب أتباع النبي من كثرة الأحزاب هذه لأنهم حذروا منها مسبقا وأعلموا بوجودها  ولما رأى المؤمنون من أتباع محمد الأحزاب عند النصارى قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله  33 \ 22 

 ويخشى النبي في ما  يخشى  أن يكون انتمى إلى حزب منها أو يكون ساهم في توسيع رقعة الخلاف بينهما  فيقول إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل 20 \ 94  كما يرفض أن يفرق بين الأحزاب  بل يريد لها السلم ويبغي توحيدها : ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون 2 \ 136  3 \ 84  ويقول عن أتباعه  أنهم هم
أيضا آمنوا بالله ورسله و لم يفرقوا بين أحد منهم   4 \ 15  وفي رأيه أن كل حزب آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله  2 \ 285 

والغريب في الأمر إن المسلمين هم بحسب تحديد القرآن لا يفرقون بين رسل الله وأنبيائه  أنظر  لفظة مسلمين في القرآن 2 \ 133 و 136    3 \ 84

وتضاف إلى شهادة القرآن العربي هذه شهادة التاريخ الكنسي وهي تشير لأسماء هذه الأحزاب وإلى تعاليمها وما يؤكد لنا الوفاق بين الشهادتين وحدة التعاليم التي تأخذ بها الأحزاب في كلا المصدرين ونقتصر على ذكر بعضها كالأبيونية والقيرنثية  والكسائية  لشهرتها ومعرفة تعاليمها  :

الأبيونيــــــــة

وهي فئة من اليهود المتنصرين التحقوا بالمسيح  ورأوا فيه نبيا عظيما من الأنبياء لا يعترفون بلاهوته ولا ببنوته لله بل يقولون أنه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان أو بالحري أن المسيح المبدأ الأزلي دخل يسوع يوم عماده وفارقه يوم استشهاده تقوم رسالته على التعليم والتبشير دون الفداء والخلاص ويقبل الابيونيون  انجيل متى وحده ويسمونه الانجيل حسب العبرانيين وهو نفسه انجيل متى الآرامي ولكنه ناقص ومحرف ومزيف كما يشهد ابيفانوس أما فروضهم فترتكز علىالإغتسال الدائم  بالماء للوضوء والتطهير وعلى تحريم الذبائح ويشددون على أعمال البر و الاهتمام  باليتامى و العناية بالفقراء  و المساكين و ابناء السبيل  و يوصون بإعالة المحتاجين و اطعام الجياع

و إقراء الضيوف و الغرباء ... و أسمهم يدل على ذلك وهو من قول الميسح : طوبى للفقراء و بالعبرانية طوبى للابيونيون ذكرهم أريناوس  ضد البدع  و أوريجانوس  في كتابه ضد  سلسوس  و أبيفانوس  في كتابه الشامل في الهرطقات

دخل في شيعتهم معظم رهبان قمران بعد خراب هيكل أورشليم فهاجروا إلى الحجاز وانتمى إليهم بعض قبائل العرب

القيرنثيـــــــــة

نسبة إلى مؤسسها قيرنث  تتميز بقولها أن ملكوت المسيح السماوي هو على المثال الأرضي و أن دور المسيح يقوم على تحرير شعبه من الحكم الروماني  و الأجنبي وان مهمته هي سياسية واجتماعية

وتقول بأن الجنة السماوية هي متاع الجسد وشهوته  يذكر أوسابيوس قيرنث في قوله :  بما أنه هو نفسه يحب جسده وكان شهوانيا فهو يحلم أن هذا الملكوت يقوم على الأشياء التي يشتهيها أى الطعام والشراب ولذة الجسد

الكســـــــــــائية

نسبة إلى الكسائي تذهب في الغنوص إلى أبعد حد وتسمي أنصارها أهل العلم وتعلم في المسيح أنه بشر كسائر البشر و أن المسيح فارق يسوع قبل استشهاده وأن الروح القدس تارة هو أم المسيح فهو بالتالي مؤنث وطورا هو الملاك جبرائيل فهو مذكر

 ويدعي الكسائي بأن ملاكا دفع إليه بالكتاب من السماء كان محفوظا في لوح مقدس نزله عليه جبرائيل وعلمه أسرار الحكمة والغيب

*************************************

هذه هي شهادات التاريخ الكنسي على بعض الشيع  النصرانية

 وهي على ما يظهر تتفق مع شهادات القرآن العربي أقله في الأمور الأساسية مثل إنكار لاهوت المسيح وإعتباره نبيا عظيما والشبه الواقع على صلبه ومثل إقامة أحكام التوراة والانجيل والأهتمام بالمساكين ووصف الجنة السماوية ... وغيرها

 ويكفي منها شهادة وجودها في مكة وتعرف القرآن العربي عليها إلا أن الجانب الأبيوني كان واضحا أكثر من سواه في حياة القس ورقة وممارساته الروحية وتحنثه في حراه

إن ما ظهر من أبيونية القس ورقة في حياته  وممارساته الروحية وتعاليمه يدل على انتمائه الأكيد إليها فعدا عن تعاليمه التى ترى لها أثرا واضحا في القرآن عند كلامنا على ذلك في الفصل الآخير نتوقف الآن على ما عرف عنه في تحنثه  في غار حراء مع عبد المطلب وعثمان بن الحويرث وعبيد الله بن جحش و أبي أمية بن المغيرة وغيرهم السيرة الحلبية  1 -  260  والتحنث هو التحنف والتبرر والتعبد الليالي الطوال وإقامة أعمال البر والاحسان  سيرة ابن هشام  1 -  218 و 222 

وذلك يقوم على الصيام شهرا كاملا في السنة وعلى إطعام الجياع والرأفة بالمساكين وعلى التخلي عن الناس والانقطاع  إلى الله والتفكر فيه  الأصفهاني في الأغاني 3 \ 113

ويقوم أيضا على اعتزال عبادة الأوثان والامتناع عن أكل الذبائح المقربة إليهم وقراءة الكتب المقدسة والتأمل في قصصها  طبقات ابن سعد 1 \ 85 

والأخذ بالختان والحج إلى البيت والغسل من الجنابة وتحريم الخمرة وما اهل لغير الله  لسان العرب  10 -  402  الكشاف 1 -  178 الطبرسي  1 -  467 تفسير الرازي 13  -  57 و 14  -   10 و 17  -  171  تفسير الطبري  3  -  104   تاج العروس 6  -  77   لفظة  حنف  القرطبي 4 -  109 القاموس 3  -  130  ابن خلدون 2  -  707  وغيرهم

بهذه الصفات وصف القس ورقة ومن ذكرته كتب السير والأخبار مثل أبي بكر الصديق ورباب البراء و أسعد بن كريب الحميري وقس ابن ساعدة  الآيادي وأبي قبيس ابن صرمة وغيرهم  المسعودي في مروج الذهب  1  -  77

ولم تكن هذه العبادات بعيدة عن النبي  فهو أيضا كالقس ورقة  ومعه تحنث في غار حراء  ومارس هذه الفرائض

عودة الى الصفحة الرئيسية