قــــــــس ونــــــــبي

مقــــــــــــدمــــــة
هوية القس ورقة

نسب القس ورقة

نصرانية القس ورقة

إبيونية القس ورقة

علم القس ورقة

مهمة القس ورقة

القس ورقة رئيس النصارى

موت القس ورقة

القس والنبي في معترك الحياة

القس يزوج النبي

القس يدرب النبي

القس يعلم النبي

القس يعلن النبي خليفته

القس النبي والنبي القس

انجيل القس ورقة وقرآنه

إنجيل القس ورقة

القرآن العربي

إستمرارية الوحي والتنزيل

محمد يعلم ما تعلم

خاتمة

النصرانية والإسلام دين على دين

النصرانية في بيت محمد

الإسلام قبل الإسلام

النصرانية والحنيفية والإسلام 

الديـــــــن القــــــــيم

حق القس على النبي

مقدمة

في المسبح عيسى و أمه مريم

في الفروض والعبادات وشعائر الدين

في الحسنات والصدقات

في الجنة و النار و أحوال الميعاد

في أمثــــــــــال الانجيل القرآنية والخاتمة

نجاح وفشل

مقدمة

نجاح القس والنبي

فشل القرآن

محمديون أم قرآنيون

إسألوا أهل الذكر

الصفحة الرئيسية

حق القس على النبي  

في الجنة والنار وأحوال الميعاد

 

بين القرآن العربي والتقاليد النصرانية وفاق تام فيما يخص أحوال الميعاد فأوصاف اليوم الأخير وأحوال الجنة والنار والايمان والقيامة العامة والحساب الأخــــيرهي نفسها في كلا المصدرين الصور والتعابير والألفاظ تكاد تكون واحدة  لكأن القـــرآن ينقل نقلا مياشرا عن التوراة والاناجيل والتقاليد النصرانية وحسبنا أن نقابل في المواضيع التالية

اليوم الأخيـــــــــر

أحوال الجنة

جهنم

*******************************************

 

اليوم الأخيـــــــــر

 

يعلم القرآن أن الساعة الأخيرة من هذا العالم ستأتي بغتة 6 : 31   7 : 187          12 : 107   21 : 40   22 : 55   29 : 53 

وأنها آتية لا ريب فيها 6 : 40  15 : 85   18 : 21   20 : 15   40 : 59            45 : 32  وتجئ كلمح البصر  43 : 66   47 : 18  وقد تكون قريبة  لعل الساعة تكون قريبا 33 : 63

وفي النصرانية أن المسيح يأتي بغتة في ساعة لا تتوقعونها متى 24 : 44     في ساعة لا يعلمها أحد متى 24 : 50  سيأتي كاللص ليلا متى 24 : 43       ويكون مجيئه قريبا على الأبواب متى 24 : 34  وفي لحظــــة وفي طرفـــــــــة عين  1 كور 15 : 52

يصر القرآن أن الله وحده عنده علم الساعة 43 : 85 ويردد أن علمها عند ربي 7 : 187 وعلمها عند الله 33 : 62 أما محمد على تقربه من الله فلا يعـــــلم متى هذا الوعد 10 : 48 لأن الله لا يظهر على غيبه أحدا 72 : 26

وكذلك الأمر في النصرانية ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلمها أحد ولا الملائكة ولا الأبن إلا الآب متى 24 : 36

أما أوصاف ذلك اليوم الأخير في القرآن نجدها رهيبة مظـــــاهر الكون كلها تتبدل تنشق السمـاء 84 : 1   25 : 25   55 : 37   69 : 16  وتنفطـــــر 82 : 1 وتنكشــــط 81 : 11 وتكون كالمُهل 70 :  8 أى كالفضـــة الذائبـــة  وتمـــــور مورا 52 : 9 وتصبح كالدخـــان 55 : 37 وتشقق بالغمام 25 : 25 وتطوى كطي السجل للكتب 21 : 104 ويومئذ تتكور الشمس 81 : 1 ويخسف القمــر 75 : 8 وينشق ويتسق 54 : 1   84 : 18 ويجمع بين الشمس والقمر 75 : 9  بعد أن كانا  لا يجتمعان ولا يلتقيان 36 : 40  تنكــدر النجوم 81 : 2 وتنتثـــــر الكواكـب 82 : 2 وتفجر البحار وتسجر 81 : 6   52 : 6

وتستفيض التقاليد النصرانية والانجيل بوصف ذلك اليوم الذي فيه تظلم الشمس وفقد القمر ضوئه وتتساقط النجوم من السماء وتتزعزع كواكب السمــــــاوات متى 24 : 29  يطوي الله السماء كما يطوى الرداء رؤيا 4 : 14 تفتح أبواب السماء وتهدم وتتمزق أحجبتها  والقمر يحمر اشعيا 24 : 23 ويتحول إلى لون الدمــــــاء يوئيل 3 : 4 أع 2 : 20 ويجمع فيما بين النيرين الشمس والقمر

في ذلك اليوم ترتجف الأرض 73 : 14 وتزلزل زلزالها وتحدث زلزلة عظيمة 23 : 1 وشديدة  وتبدل الأرض غير الأرض 73 : 14  وتمتد جبالها سهولا 84 : 3 وتدك دكة واحدة 69 : 14 وتشقق سراعا  وترتجف 74 : 14 وتكون كالصوف المنفوش وتسير سيرا 52 : 10 وتنسف نسفا  وتخر هدا 19 : 90 فتصبح هباء منثورا 25 : 23

في هذا اليوم تحدث زلازل هنا وهناك متى 24 : 7 وتذوب الصخور وتصير رمادا منثورا وتذوب السماوات كالرصاص في النار

 في ذلك اليوم  تنزل الملائكة على الناس  25 : 25 وتلقاهم وتقابلهم 17 : 92  ويدخلون عليهم من كل باب 13 : 23 ويأتي الله في ظلل من الغمـام والملائكة 2 : 210 ويجتمع الملائكة صفا صفا 89 : 22

في يوم الدين يحضر الملائكة كشهداء على أعمال البشر وكمشتكين على سيئاتهم هوذا الرب قد أتى في ألوف قديسيه ليجري القضاء على جميع الخلق ويخـزي المنافقين جميعا في كل نفاق اقترفوه وكل كلمة سوء قالها عليه الخاطئـــون والمنافقين يهوذا 14 - 15

في ذلك  البوم  يحدث برق ورعد ومخاوف عظيمة 24 : 43 ويكــون جـــوع عظـــيم 88 : 7 ينقر فى الناقور وينفخ في الصور 6 : 73 وتسمع صيحــة في كل مكان تهتز بها الأرض وترتجف فرائص البشر وتخشع لها أبصارهم 50 : 42   11 : 67   15 : 73   29 : 40 ...  فيه تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمــل حملها 22 : 3 ويجعل الولدان شيبا 73 : 17

تحدث مجاعات هنا وهناك متى 24 : 7 يرسل الله ملائكـته بالصور متى 24 : 31 وينفخ في البوق وتسمع صيحة 1 تسا 4 : 16 تنتحب لها جميع قبـــــائل الأرض متى 24 : 30 ويل للحبالى والمرضعات متى 24 : 19  يرى على رؤوس الشبان شعر أبيض

يفــر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمرء منهم يومئذ شأن يغنيه 80 : 34  فيه لا يسأل حميم حميما 10 : 10 ولا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا 31 : 33 ولا يغني مولى عن مولى شيئا 44 : 41 ولا تملك نفـس  لنفس شيئا  أنه يوم لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة 2 : 48

فيه يسلم الأخ أخاه إلى الموت والآب ابنه ويثور الأبناء على والديهم فيقتلونهم  متى 10 : 21 على كل واحد أن يحمل حمله غلاطية 6 : 5 لا أحد يشفع لأحد لا أب ولا أم ولا أخ ولا صديق ولا قريب لا يحمل أحد حمل آخر كل مسؤول عن أعماله  أنه يوم لا تنفع فيه شفاعة الحق أقول لكم إني لا أعرفكن متى 25 : 13

في ذلك اليوم لا شئ يفيد الانسان سوى أعماله الخيرة للذين استجابوا لربهم لهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لأفتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومئواهم جهنم 13 : 18 هو يوم لا ينفع مال ولا بنون 26 : 88 ومنهم من أعتبر كثرة الأموال والأولاد تنجيهم  نحن أكثر أموالا وأولادا  وما نحن بمعذبين 34 : 35

في التقاليد اليهودية النصرانية ..  لا تقدر فضتهم وذهبهم على انقاذهم في يوم غضب الرب ولا يشبعون نفوسهم ولا يملأون أجوافهم بهما لأنهما كانا معثـرة لهما حز 7 : 19  صفنيا 1 : 18  ولا ينفع المال في يوم الغضب امثال 11 : 4  الويل لكم أيها الأغنياء لأنكم وثقتم بغناكم  ستحرمون منها لأنكم لم تذكروا العلي يوم غناكم لقد نضجتم ليوم الدين العظيم

وفي نهاية ذلك اليوم المشهود تحدث القيامة العامة ويبتدئ الحساب العسير ويحضر الناس امام الله الديان العادل كل يحمل أعماله في كتاب وتوزن بميزان العدل فيذهب الأبرار إلى اليمين والأشرار إلى الشمال

فيه يحضر الناس أمام الله أشتاتا 94 : 6 ويكون الفصل بين الأبرار أصحاب اليمين والأشرار أصحـــاب الشمال 56 : 9 ويخيم على الجميع صمـــت رهيب 2 : 107 ويبتدئ الحساب 84 : 8 وتكشف الأعمال والخفيات 69 : 18   18 : 46  بحسب كتاب الأعمال لأن كل انسان له كتاب خاص تدون فيه أعماله 78 : 29   82 : 10   36 : 11   21 : 94

وتحشر لديه جميع الأمم .. فيفصل بعضهم عن بعض  فيقيم الأبـرار عن يمينه والأشرار عن شماله متى 25 : 32  ويجـازي يومئذ كل أمرء على قدر أعماله متى 19 : 27 وكل واحد سيؤدي  عن نفسه حسابا  لله رو 14 : 12  ثم تفتـح الكتب ...  ومن لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة  طرح في مستنقع النار  رؤ 20 : 12  دا  7 : 10

وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون  24 : 24 ويشهد عليهم بصرهم وسمعهم وجلودهم 41 : 20   36 : 65  وتوزن الأعمال ومن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه  له الهاوية ..  نار حامية 101 : 6 - 11

كل أعضاءكم تشهد عليكم في البيت الأزلي  يزن الله أعمــال الانسان في موازين العدل  يقول ايوب ليزني الله  في ميزان العدل ان كانت خطـــواتي قد جـارت عن الصراط المستقيم  ايوب 31 : 6

*******************************************

 

أحوال الجنة

 

في القرآن العربي كما في التقاليد النصرانية جنة واحدة في أوصافها وأحوالها ومحتوياتها وأول ما يتوقف عنده الباحث في الجنة تلك المادية المفرطة  من شهوات حسية متطرفة ومآكل متنوعة وملذات جسدية صاخبة وما يسترعى  منا الاهتمام والانتباه تلك المقابلة القريبة بين جنة القرأن وفردوس مار أفرام السرياني 379 م

ترتفع الجنة القرآنية عن الأرض في مكان عال حيث يتكـئ الصديقون في جنة عالية 69 : 22   88 : 10 ويرون الهالكين تحتهم وهم فوق 7

: 44  ويحدد مار أفرام  فردوســـــه في قوله أن قمم الجبال كلها  تحت شرفـــة قمته ...  يقبل قدمي الفردوس  ويطأ الرؤوس كافة  النسيد الأول 40  مار أفرام السرياني

ومساحة الجنة القرآنية لا تحد بل عرضها كعرض السماء والأرض  57 : 21   3 : 133  لها طبقات ودرجات  المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم  8 : 4 واعتـــمد القرآن تصنيفا  مبتدئا  بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين 4 : 69

ويحدد التلمود درجات الجنة بسبع  وعند مار أفرام ثلاثة أرضه ( الفردوس )  للتائبين  ووسطه للصديقين وقمته للمنتصريين الشهداء  وقبته سكنى  الله  النشيد الثاني 11  وعند القديس بولس ثلاثة كو 12 : 2

يقول القرآن الذين أتقوا ربهم لهم غرف من فوقها وغرف مبنية تجرى من تحتها الأنهار  39 : 20

وفي الانجيل ما يشابه هذا القول في بيت أبي منازل كثيرة  يوحنا 14 : 2

وللجنة أبواب يدخلها المتقون المؤمنون جنات مفتحة لهم الأبواب  38 : 50  سيق الذين أتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها  39 : 73 والملائكة يدخلون عليهم من كل باب 13 : 23 وفي مقر الرؤيا لأورشليم السمائية سور شامخ له 12 بابا عليها 12 ملاكا  وفي التلمود هناك بابان فقط للفردوس وعهد لاوي لا يحدد العدد

ومار افرام يؤكد وجود باب في قوله  لأن الباب قد فتح فيا طوبى لمن يقدم منظومة القردوس 13 : 13  خذ مفتاح الفردوس لأن الباب لمبـادر إليك  يتألق ويضحك لك الباب الفهامة يقيس الداخلين المرجع نفسه 2 : 2

أما السعادة القصوى في جنة القرآن كما في فردوس النصارى فتقوم على رؤية الله ومعرفته ورضوانه على المؤمنين الأبرار  لهم جنات رضى الله عنهم وذلك الفوز العظيم 3 : 15   9 : 21    58 : 22

وسعادة الدنيا بمقابل سعادة الآخرة ليست سوى بهجة عابرة وخـــادعة  والآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى  93 : 4 - 5  أعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ...  وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور 57 : 20  هذه هي كنوز الأرض حيث يرعى السوس والعث وينقب اللصوص بمقابل كنوز السماء حيث لا يرعى السوس والعث ولا ينقب السارقون

هذه السعادة تقوم على الفرح والسلام الدائمين إذ الجنة هي دار الســلام 6 : 127 حيث لا خوف ولا حزن  أدخلوها بسلام آمنيين 15 : 46 ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون 7 : 49

وهكذا هو فردوس مار أفرام  حيث لا عناء فيه  الفردوس 1 : 5  يسكنه الجمال لا عيب فيه  والأمان لا القلق  المرجع نفسه  5 : 12

لا يسمع الأبرار في الجنة أية كلمة كاذبة أو باطلة بل سلاما وأمانا لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما  إلا قول سلاما سلاما  الفرآن 56 : 25 وكل ضحكة صغيرة أو كبيرة تجر الويل والتعاسة ابن عباس يفسر 54 : 53 وهي لا توجد في الجنة ومن قول القرآن كل صغير وكبير مستطر القرآن 54 : 53

ويصف مار أفرام فردوسه الويل لمن يضيع في الضحك والثرثرة هذا اليوم الصالح للتوبة  لأن التعاسة ستكون مجازاة الضاحكين

لا شمس حارقة   ولا برد قارس في جـــنة القـــرآن بل وجوه يومئذ ناعمة   وجوه ناضرة  75 : 23  مسفرة ضاحكة مستبشرة 80 : 38  لكـــآنك تعرف في وجوههم نضرة النعيم  83 : 24  وسبب ذلك أنهم لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا  76 : 13

وهو حال أصحاب الفردوس فقوارس البرد ولواهب الحر لا وجـــود لها في ذلك الموضع المبارك الشهي منظومة الفردوس  11 : 2

وفي سفر الرؤيا لن تلفحهم الشمس ولا السموم   رؤيا 7 : 16   في ذلك اليـوم لا يكون نور بل قر وجليد زكريا 14 : 6 عكس ما هي عليه الجنة

أن أصحاب الجنة يصرخون ليل نهار بحمد الله ودعواهم فيها سبحانــك الله وتحيتهم فيها سلام وأخر دعواهم  الحمد لله رب العالمين 10 : 10   35 : 34  وأصحاب الفردوس يصيحون بصوت جهير  النصر لإلهنا .. الحمد والمجد والحكمة والشكر والاكرام والقوة والقدرة أبد الدهور رؤيا 7 : 9 - 12

أما وصف الجنة القرآنية وما فيها من ملذات فهي كما يلي للأبرار جنات تجري من تحتها الأنهار وترد هذه الصيغة في القرآن أكثر من 50 مرة  وعيون ماء ترد هذه العيون حوالي 10 مرات  ويعدد القرآن الأنهار بأربعة

واحد من ماء والثاني من لبن والثالث من خمر والرابع عسل مصفى 47 : 15 وهذه الأنهار الأربعة تذكرنا بأنهار سفر التكوين الأربعة وهي بحسب القـــرآن تعطي أحسن ما تنتجه الأرض كما هو حال أرض ميعاد العبرانيين التي يغزر فيها العسل واللبن والمياه .. تثنية 8 : 7   6 : 3    خروج 3 : 8    13 : 5

وتختلف خيرات الأنهار بحسب المصادر  ففي التلمود لبن وعطر وعسل وخمر وفي رؤيا بولس  الزيت بدل الماء  وفي اسراء موسى العطـر بدل الماء  وفي رؤيا يشوع بن لاوي الزيت والعطور بدل الماء واللبن وفي فردوس مار أفرام  الخمر واللبن والعسل والزبد  منظومة  الفردوس   10 : 6 

وتعود سعادة الجنة القرآنية إلى ما فيها من خيرات ومآكل شهية  أكلها دائم 13 : 35 ومن فواكه كثيرة 43 : 73    38 : 51  يشتهونها 77 : 42   52 : 22 ويتخيرون منها  ما يطيب لهم 56 : 20 فيها من كل الثمرات 47 : 15  يدنيها الله من يد المتقين ليسهل عليهم القطاف والأكل  قطوفها دانية 69 : 23

وذللت قطوفها تذليلا 76 : 14  فسره الجلالان بينالها القائم والقاعد والمضطجع

هكذا حال فردوس مار أفرام فالثمار من كل طعم في مطال اليد المنظـومة 9 : 4 وأخص فواكه الجنة الأعناب القرآن 78 : 32  والنخل والرمان  القرآن 55 : 68  ولحم الطيور  56 : 21   52 : 22 لكأنها وليمة مبسوطة أمام الأبـرار حيث الأكل الدائم 13 : 35 ويصفها مار أفرام أيضا أن الـأبرار ...  وجدوا الفردوس مائدة الملكوت مبسوطة أمامهم أو هي وليمة الملكوت طوبى لمن استحقـــها المنظومة 2 : 5   7 : 24   7 : 26    11 : 15

مشروب الجنة القرآنية المفضل هي الخمر  وتشرب في أكواب وكؤوس وأباريق وصحاف من ذهب وآنية من فضة  43 : 71   56 : 18   76 : 15    78 : 34 ..... إلخ   يشربها الصالحون كأسا من معين بيضــاء لذة للشاربين لا تغتال عقل الانسان ولا تسكره  كخمرة الدنيا

يقول القرآن يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون  37 : 45 - 47   لا تعرض الأبـــرار إلى الكلام الباطل أو إلى الأثم والكذب 52 : 23  أنها خمرة طيبة من رحيق مختوم 83 : 25 أى من قدم الدنيا في  عتقها أنها شراب طهور 76 : 21

مزاجه الزنجبيل والكافور 76 : 17  لقد أصبحت الخمرة في الجنة حلالا طيبا بعدما كانت على الأرض  محرمة على المؤمنين

وخمرة الفردوس الأفرامي لا تقل جودة عنها في جنة القرآن  ومن يمتنـع عنها هنا نالها هناك بسخاء  من صام عن الخمر زاهدا هفت إليه دوالــي الفردوس واحدة فواحدة تنيله عنقودها  منظومة 7 : 18 وهي كخمرة التلمود التي احتفظ بها الله منذ اليوم السادس للخليقة

يستريح الأبرار في جنة القرآن على سرر مرفوعة  ومصفوفة متقابلين بعضهم تجاه بعض  37 : 44 لكل منهم غرفة يلقون فيها تحية وسلاما  25 : 75  وغرف مبنية تجري من تحتها الأنهار 39 : 20  هم فيها آمنون  34 : 37 يتكئون على الأرائك مع أزواجهم  36 : 56 وهم ينظرون منها نضرة النعيم 83 : 23 ينبسطون على فرش مرفوعة 56 : 34 بطانتها من استبرق  55 : 54  ويلبسون ثيابا نضرة  خضراء من سندس واستبرق  وحريــــر ويحــلون بأساور من ذهب ولؤلؤ 18 : 31   44 : 53   76 : 21   22 : 23   35 : 33

ويتوسدون رفرف خضر وعبقري حسان أى أوسدة خضراء وطنافس جميلة    55 : 76

وهو حال المخلصين في فردوس مار أفرام يتنعمون بمآكل وألبسة ولذات لا حدود لها ولا نهاية  وهم بعد آدم وحواء اللذين أضاعا ثيابهما قد استرداها جديدة بيضاء  منظومة  الفردوس 6 : 9  يستحقون الطوبى والحلل الزاهية البيضاء  طوبى لمن استحق أن يرى حلتهم ذكور وأناث يشتمــلون بلباس من نور يحجب ألقه ملامح السوءة 

وكل واحد منهم التحف الضياء  المنظومة 6 : 23  ولبس النور هؤلاء المخلصون ويصفهم مار أفرام يولون الأشجار خلال الهواء الطلق تحتهم الأزاهير وفوقهم الثمار سماءهم تمر وأرضهم زهر ...  غمامة فوق الرؤوس مظلة من تمر وبساط تحت الأقدام منبسط من زهر  9 : 5 ثم يوجز النعيم بقوله أثمار قدسية  حلل نورية  أكاليل مشعة مناعم ولا عناء لذة بلا رعب عرس أبدي ولا نهاية   14 : 8 

وما يزيد في البهــــجة في جنة القرآن جمالها الفتان وملذاتها العارمة  حوريات  خلقهن الله حديثا وخصيصا للمتقــــين الأبرار  56 : 35 هن أبكار على الدوام  56 : 36 لهن من العمر 33 سنة لا يكبرن عنها أبدا تفسير البخارى والزمخشري 

وإلى هذا العمر يشير كتاب رؤيا يوحنا المنحول ويقول لهن من العمر ثلاثون وكل البشر سيقوم يوم القيامة العامة بهذا العمر

ويقوم في خدمة اصحاب جنة القرآن وأزواجهم  غلمان وولدان مخلدون 56 : 17    76 : 19  كأنهم لؤلؤ مكنون 52 : 24 إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا 76 : 19

أما الخدمة عند مار أفرام تناط بنسيمات الهواء يقول تهب النسيمات الطيبات من كل لون يحملن الأطباق ...  والمدعوون المولمون لا يبرحون ...  حيث الخدام يخدمون  ولا يتعبون   النسيمات يتنقلن أمام الأبرار تحف الواحدة بالطعام والأخرى تصب الشراب  هبوب تلك سمن   ومهب هذا رواء

من رأى قط نسمات يأتين بنفحات تؤكل وأخرى بنفحات تشرب  واحدة تنفح بندى وأخرى بطيب ...  نفحة ترويه ونفحة تشبعه   نسيم يرفهك  وآخر يلذذك  واحد يسمنك وأخر ينعمك ..  المنظومة 9 : 6

لا أقول أن القرآن العربي نقل مباشـــرة عن مار أفــرام  السرياني أو من سواه ولا أقول أن محمدا كان مطلعا على شوارد الجنة النصرانية أو ألم بأوصافها كلية

بل نقول أن كتابات مار أفرام  كانت شائعــة في الكنيسة الســريانية النصرانية ومعروفة كتاباته لدى جميع آباءها وكتابها  والصلة بين القرآن ومؤلفات الكنيسة السريانية  لم تكن فقط نتيجة جو عام عاشه محمد وأخذ عنه

بل كانت بواسطة تعاليم ونصوص عرفها شفهيا وكتابة بواسطة معارفه الشخصية واحتكاكه المباشر ببعض مؤلفات السريان

وكان الكلام على الجنة وأحوالها من أبرز ما اهتمت به الكنيسة السـريانية في كرازتها وتقواها

وجاءت تقوي القرآن في الآخرة والميعاد قريبة الصلة يالمفاهيم الدينية  التي كانت مسيطرة في الكنيسة السريانية  في زمن محمد وقبله

*******************************************

 

جهنـــــــــــــم

 

في القرآن كما في التوراة والتلمود والاناجيل أسماء عديدة واستعارات كثيرة تدل على جهنم ولفظة جهنم ترد نحو 77 مرة قي القرآن وتعني لغة وادي هنوم  يشوع 18 : 16 ارميا 32 : 35  ملوك 23 : 10

حيث هيكل الإله مولك وحيث يحرق الوثنيون ضحاياهم البشرية  فأصبح بذلك وادي هنوم وادي القتل الذي فيه تصير جثث الشعب مأكلا لطير السماء ولبهائم الأرض ارميا 37 : 31 - 33

وحيث جثث الناس الذين عصوني لأن دودهم  لا يموت ونارهم لا تطفأ أشعيا 66 : 24 ثم أصبحت كلمة جهنم تعني مقر الأموات في مكان ما تحت الأرض فيه الظلمة والنار والعذاب بحسب ما جاء في التقاليد اليهودية

ويستعمل العهد الجديد هذه اللفظة مرارا متى 5 : 22    10 : 28   18 : 9 لوقا 12 : 5 مرقس 9 : 43  رؤيا 19 : 23

كما أن التلمود اليهودي يركزها في منتصف الأرض ويقسمها إلى سبع أقسام وسعتها لا حدود لها غارقة في الظلمة نارها أشد من نار الأرض بستين مرة

وألفاظ آخرى في القرآن تحدد جهنم مثل الجحيم وترد نحوا من 27 مرة وسعير 16 مرة ونار ما يقارب 120 مرة وسفر 4 مرات ويشبه القرآن جهنم بالحطمة  و اللظى 70 : 15  وعذاب الحريق 85 : 10 وبالهاوية 101 : 9 وبالحفرة 3 : 103 .. وهي تشابيه قريبة من التوراة والتلمود حيث تعني جهنم الجب والحفرة والتهوم أى هيجان البحر حيث خرج الطوفان على الأرض تك 1 : 2    8 : 2  رؤيا 9 : 1

والتوفت أى الحفرة العميقة المملؤة نارا وحطبا  ونسمة الرب  كسيل من كبريت تضرمها أشعيا 30 : 33

وفي تشبيه القرآن لجهنم بدار القرار 14 : 29   38 : 60 وبالمستقر 25 : 66 وبالمقام 25 : 76   19 : 73  وبدار البوار 14 : 28  ودار الخلود  41 : 28 ما يجعلنا نقارن بينها وبين شوول التوراة الذي يعني مقاما لا رجوع للانسان منه أيوب 7 : 9 2 ملوك 12 : 23  وهو موقف أباء الكنيسة أمثال هيبوليت الروماني وأغناطيوس الأنطاكي كيرلس الأورشليمي

أما وصف جهنم فيتفق فيه أصحاب التوراة والقرآن ونجد لجهنم القرآن سبع درجات بدليل قوله سبع أبواب 15 : 44 ويفسرها الجلالين بطبقات سبع كما تفسر أيضا بالأبواب

والملائكة يحرسون هذه الأبواب ويدخلون فيها الهالكين قائلين ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها 16 : 29 حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ... ادخلوا ابواب جهنم خالدين القرآن 39 : 71 - 72

ولجهنم اليهود أيضا سبع درجات ولكن بثلاثة أبواب واحد من جهة الصحراء والثاني من جهة البحر والثالث من جهة أورشليم  ويشير أيوب إلى أبواب الموت أو أبواب ظلال الموت أيوب 38 : 17 وأشعيا يقول عن أبواب الجحيم  أشعيا 38 : 10

أن الذنوب التي تؤدي بالهالكين إلى جهنم كثيرة سنقف عند بعضها  من يكتم البينات ويخفي الدليل والهدى فمصيره جهنم أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ... أولئك يلعنهم الله القرآن 2 : 159  من ينقض العهد هو الخاسر  2 : 27 

ومن يحرف كلام الله أو يبدل في الكتب المنزلة  يستحق لعنة الله

فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه  2 : 75  ويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ...  فويل لهم مما كتبت أيديهم 2 : 79 أن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ...  ويقولون هو من عند الله 3 : 78  من الذين هادوا  يحرفون الكلام عن مواضعه لعنهم الله 4 : 46 لعناهم  يحرفون الكلم عن مواضعه  5 : 13

كل من يسمع الأقوال النبوية في هذا الكتاب فإن زاد أحد عليها شيئا زاده الله من النكبات ... وإذا اسقط أحد شيئا من أقوال الكتاب النبوي  أسقط الله نصيبه من شجرة الحياة .. رؤيا 22 : 18 - 19

من يؤذي الله ورسوله فمصيره جهنم  اللذين يؤذون الله ورسوله  لعنهم الله في الدنيا والآخرة 33 : 57  ومن يصد غيره عن طريق الله  له هلاك فيه خالد  الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين  ...  هم كافرون  11 : 18

من يفسد في الأرض  فله سوء العذاب  الذين ينقضون عهد الله  ويفسدون في الأرض .. أولئك لهم اللعنة وسوء الدار  13 : 25 ومن يقتل مؤمنا متعمدا  فجزاءه جهنم خالدا فيها 4 : 93

وغير ذلك من ذنوب لم نذكرها لشيوعها ومعرفة الناس بها كالكبائر مثل الشرك والكفر والقتل والزنى والتخلف عن الجهاد  وقذف المحصنات  وغيرها وغيرها

ويشير القرآن إلى كثرة الهالكين في جهنم ودخول الناس إليها أفواجا أفواجا 19 : 86  وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا 39 : 71 وجهنم مليئة بالناس والجن ... حق القول مني لأملأن جهنم من الجن والناس أجمعين 32 : 13    11 : 119

وهي لا تشبع على رحابتها يوم نقول لجهنم هل امتلأت ؟ وتقول هل من مزيد ؟ 50 : 30

وإلى مثل هذا أشارت التوراة والاناجيل وسعت الجحيم نفسها وفغرت فاها بلا حد فينحدر فيها وجهاء الأرض وعامتها وجمهورها وكل مرح فيها أشعيا 5 : 14

ثلاث لا يشبعن ... الجحيم والرحم العقيمة والأرض أمثال 30 : 15 - 16 ويشير متى إلى رحابة الطريق إلى جهنم وسهولة الانحدار فيه أن الطريق المؤدي إلى الهلاك رحب واسع وما أكثر الذين يسلكونه في حين أن الباب ضيق والطريق المؤدي إلى الحياة  حرج وما أقل الذين يهتدون إليه متى 7 : 13 لوقا 13 : 24 يوحنا 10 : 9

ولكثرة الواردين إلى جهنم  يخشى أن يكون كل البشر يردها ولو للحظة وجيزة فوربك لنحشرنهم والشياطين  ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ... وأن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين أتقوا وننذر الظالمين فيها جثيا 72 : 23

ولكن يختلف الرأي في القرآن عما إذا كانت عذابات جهنم أبدية أم لها نهاية ؟ ونرى فيه رأيين متناقضين  من جهة أبدية  فهي عذابات لا تزول وجهة ثانية هي منتهية وتقف عند حد

يؤيد الرأي الأول بعض النصوص من يعص الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدين فيها ابدا 72 : 23   33 : 65 أنظر أيضا 2 : 81 و  3 : 116  و  7 : 36  و  10 : 27

وهو رأى نراه في المسيحية بوضوح  حيث جهنم نار لا تطفأ ونار أبدية وعذاب أبدي متى 3 : 12 مرقس 9 : 44 متى 18 : 8  ...  وغيرها كثير

ويؤيد الرآى الثاني  نصوص أخرى  تنيط الهلاك  بمشيثة الله مثل أما الذين شقوا ففي النار  لهم فيها زفير وشهيق ... أن ربك فعال لما يريد 11 : 106 - 107 وأيضا قال الله النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك لحكيم 6 : 128

كل شئ إذن حتى أبدية جهنم أو نهايتها متعلق بحكم الله وأرادته الحرة وتصرفه المطلق لأن الله يفعل ما يريد ويحكم ما يريد وفعال لما يريد 22 : 14 و 5 : 1 و 85 : 16

وإذا كان القرآن يعترف فعلا بنهاية عذابات جهنم يكون معنى ذلك أنه يعترف بالمطهر  الذي تقول به التقاليد المسيحية والنصرانية

ويقوم المطهر بأن يكفر الانسان أى يكمل كفارته من خطاياه قبل أن يدخل الجنة في مكان ما بعد الموت ..  ويبدو أن المتأخرين من المسلمين فهموا ذلك فهما صريحا وأسند بعض المحدثين للنبي حديثا يقول فيه  يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان فيخرجون منها وقد أسودوا فيلقون في نهر الحياة صحيح البخاري الايمان ص 12

وعن أنس عن النبي قال يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير ... وفي قلبه وزن ذرة من خير البخاري الايمان ص 17 - 18

وحجاب الأعراف  الذي يتكلم عليه القرآن مختلف فيه هو أيضا يقول وبينها حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون  وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين  ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم  جمعكم  وما كنتم تستكبرون .. 7 : 46 - 48

يظهر أن حجاب الأعراف  هو سور الجنة الفاصل بينها وبين النار ورجال العراف  يسيرون على هذا السور الذي هو أيضا صراط الجحيم 37 : 23 أى جسر العبور الذي عليه يعبر هؤلاء الرجال بعد الموت

وقد أشارت إليه بعض التقاليد اليهودية والنصرانية  أنه طريق ضيق فوق الهوة نار على يمينه ومياه على شماله ومن سار عليه مثقلا بخطاياه خاف الوقوع ويقع لا محالة

ورجال الأعراف لا نعرف ميزتهم ولا إذا كانوا من أصحاب الجنة أم من أصحاب النار والظاهر أنهم بين بين  وأنهم مازالوا على الجسر يسيرون لم يصلوا بعد ولم تتحدد هويتهم لكنهم يعرفون أصحاب الجنة كما أصحاب النار ويحذرون الناس بألا يعبرون دون نور

يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا أنظروا نقتبس من نوركم قيل أرجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب 57 : 13

والهالكين في جهنم لا يشعرون بموت  ولا بحياة من يأت ربه مجرما فله جهنم يموت فيها ولا يحيى 20 : 74  بل هم يموتون ميتين ربنا أمتنا أثنتين وأحيينا أثنتين  فأعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ؟ 40 : 11 وفي مكان آخر يقول القرآن عن الناجين أنهم لا يعرفون إلا ميتة واحدة وهذا ما نتبينه في سفر الرؤيا حيث الهالكون يموتون ميتة ثانية والناجون ميتة واحدة

لا يذوقون  فيها الموت  إلا الموتة الأولى 44 : 56 إن هي الا موتتنا الأولى  44 : 35 أفما نحن  بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين 37 : 58 - 59

من غلب  فلا يضره الموت  الثاني  رؤيا 2 : 11  وبحيرة النار هي الموت الثاني  رؤيا 20 : 14  أما الجبناء والكفرة  .. فأن  نصيبهم في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت  هذا هو الموت الثاني رؤيا 21 : 8

وعذابات الهالكين في جهنم  على أنواع تحيط بهم جهنم من كل جهة  أن جهنم لمحيطة بالكافرين ... يخشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم 29 : 54 - 55  وتطلع النار  على أفئدتهم وتطبق عليهم  نار الله الموقدة التى تطلع على الأفئدة انها عليهم مؤصدة في عمد ممددة 104 : 6 ينامون على النار ويلتحفون بها

لهم من جهنم ماد ومن فوقهم غواش أى أغطية 7 : 41 وهم في سموم وحميم وظل من يحموم  دخان شديد السواد 56 : 42 - 43  والنار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين 2 : 24 أما الذين فسقوا مأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار 32 : 20

وتصبح سوداء حالكة فترى الذين كذبوا على الله  وجوههم مسودة 39 : 60  كأنها قطعا من الليل  أغشيت وجوههم  قطعا من الليل مظلما 10 : 67 تعلوها ظلمة سوداء 80 : 40 - 41    75 : 24

وفي التقاليد المسيحية والنصرانية  فيض من هذه الصور الجهنمية  ونقرأ كتاب أخنوخ المنحول  الظلمة مسكنهم والدود مهادهم وليس لهم أمل بالنهوض  من مرقدهم  وعند مار أفرام السرياني  الهالكون يقعدون  في بحيرة من نالر يتألمون بدون أمل  في الرجوع عن الألم تلفهم لهب النار  من كل جنب أفواههم تتقيأ نارا  ويضيف أن المنافقين في جهنم مأكل للنار

وفي الأناجيل عامة وصف للمنافقين في جهنم حيث هم قابعون  في ظلمة قاتمة متى 8 : 12  يهوذا 6 تلفهم من فوقهم ومن تحتهم ويملأ الدخان عيونهم وقلوبهم وتسود كل المناظر أمام وجوههم  وفي الأنبياء نرى جهنم  أرض دجية حالكة كالديجور وظلال الموت لا نظام فيها ونهارها كالديجور أيوب 10 : 22

أما حالات الهالكين النفسية  فلا توصف لكثرة  ما هي عليه من الذل والخزي  والأسف .. ويعكس ذلك ما يسمع منهم من زفير وشهيق وعويل  للهالك نار جهنم خالد فيها ذلك الخزي العظيم 9 : 63 و 41 : 16 و 39 : 40  خاشعة أبصارهم  ترهقهم ذلة  68 : 43 و 70 : 44 و 10 : 27 وتراهم .. خاشعين من الذل 42 : 45

ولكن لن ينفعهم شئ من التأسف إن أرادوا تأسفا  لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون 21 : 100 و 11 : 106

والهالكين حسب الانجيل ليسوا بأحسن حالا من هالكي القرآن واهم بكاء وصراخ وعويل وصريف أسنان متى 8 : 12 و 13 : 42  و 22 : 13  24 : 51  و 25 : 30  لوقا 13 : 28 كما لا يسمع منهم أسفهم وتوبتهم كما هو حال الغني الذي يتعذب في الدرك الأسفل مستنجدا بابراهيم وابراهيم لا يفيده شيئا لوقا 16 : 19

وتتصف عذابات جهنم بما يكون على أعناق الهالكين من قيود وسلاسل وأغلال  إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان وهم مقحمون 36 : 8  إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون 40 : 61

إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلال وسعيرا 76 : 4 و 73 : 12  وينادى الله الملائكة ليقوموا بتعذيب الهالكين خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ... فأسلكوه 69 : 30 - 32

وكتاب أخنوخ المنحول كلام عن سلسلة من حديد ومقارع يحملها ملائكة التعذيب  وفي الانجيل يقول  الملك أمسكوه وغلوه في يديه ورجليه وأطرحوه في الظلمة الخارجية متى 22 : 13  وكتب نصرانية أخرى ترى غضب الله يقيد الهالكين في عمود وينزل الملائكة وفي أيديهم مقارع مشرقة وسلاسل من نار

ولهالكي القرآن مأكل خاص بهم  شوك مر المذاق لا ينفع وهو من شجرة خاصة بجهنم تسمى الزقوم  44 : 43 - 46 و 37 : 64 و 56 : 52  أنها الشجرة الملعونة 17 : 60  التي تذكرنا بشجرة الفردوس التي نهى الله آدم  عن أكلها فلعنت الأرض بسببها تكوين 3 : 17

ومن جملة مآكل الجحيم الشوك الذي يبقى في الزلعوم غصة ولا ينفع في سد حاجة القرآن 88 : 6 - 7 وأهم العذابات أن النار تأكلهم وهم يأكلونها القرآن 2 : 174  أما الشراب هو من حميم أى ماء يحرق الأمعاء 10 : 4 و 6 : 70 أو من ماء يغلي يمزق الأحشاء تمزيقا 47 : 15 و 56 : 54 ويشربون أيضا غساقا أى القيح والدم 78 : 24 و 38 : 57

ويشربون الصديد جرعة جرعة فيضر حتى يميت ولكنه لا يميت 14 : 16 - 17 وتختصر السورة 88 مأكل الهالكين ومشربهم .. وجوه يومئذ خاشعة أى ذليلة عاملى ناصبة ذات نصب وتعب بالسلاسل تصلي نارا حامية تسقي من عين آنية أى شديدة الحرارة ليس لها طعام إلا من ضريع  نوع من الشوك لا يسمن ولا يشبع من جوع

أما الملائكة الذين يلعبون دورا في موت الانسان وهلاكه فللقرآن فيهم نظرة النصارى  يقول بملاك الموت  قل يتوفاكم ملاك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون 32 : 11 وقد يكون أسمه مالك 43 : 77 وفي التقليد النصراني والإسلامي عزرائيل  وعزازيل الذي يقبض أرواح البشر عند دنو أجلها

إلا أن ملاك الموت هو الذي بشق الانسان شطرين كما يقول سفر دانيال 13 : 55 - 59  ليس له على المؤمنين من اليهود حافظي التوراة أى سلطان  وتتم عملية ملاك الموت كالتالي

عندما يترك الانسان هذا العالم يظهر عليه ملاك الموت لينزع منه نفسه فإن كان بارا تنزع روحه بلطف  كما تسحب الشعرة من اللبن  ولو كان شريرا تنزع كما تخرج المياه الدافقة من مخرج ضيق ويعبر القرآن عن هذه الصورة بقوله  النازعات نزعا والناشطات نشطا ... 79 : 1 - 2 ومعناه تنزع الملائكة أرواح الكفار نزعا بشدة وتنشط الملائكة أرواح المؤمنين أى تسلها برفق الجلالين على 79 : 1

وعندما تنتهي مهمة  ملاك الموت يحضر  إلى جانب الميت ملاكان أخريان  هاروت وماروت  2 : 102 واحد عن شماله والآخر عن يمينه ويسير كل منهما بالميت في الطريق الذي يستحق 50 : 17 وإذا ما تقرر مصيره وكان من الهالكين يحضر إليه ملاكان آخران السائق والشهيد  50 : 21 ليلقيانه في جهنم  50 : 24 - 26

وعندما يصلا به لأبواب الجحيم تتكفل به وبأمثاله من الهالكين ملائكة أشرار يضربون وجوههم وأدبارهم 47 : 27  ويبلغ عددهم  بحسب القرآن 19 يسمون زبانية 96 : 18 وهم ملائكة غلاظ شداد 66 : 6 وأصحاب النار 74 : 31 وخزنة الجحيم كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ؟  67 : 8

وفي التقاليد اليهودية والنصرانية  كلام كثير عن الملائكة فالصالحون يقودون الأبرار إلى الجنة  ومنهم المهلكون ويناط بهم عذاب الأشرار من الناس  وفي التوراة مرجع هام  لكل شئ عن الملائكة ويذكر سفر المزامير أن الله أرسل عليهم أى على الأشرار  وفر غضبه  السخط والحنق والضيق وذلك بارسال مهلكين

وترجع لملاكي لوط اللذين قالا له إنا مهلكان هذا الموضع ... وقد بعثنا الرب لنهلك المدينة تكوين 19 : 13 ويعيدها القرآن في 11 : 74 و 29 : 31  وعلى ذلك يعتمد كتاب أخنوخ المنحول لقد رأيت صفوف الملائكة المهلكين يمشون وفي أياديهم مقارع وسلاسل من حديد محمى ونحاس يعدونها للهالكين

هؤلاء الملائكة المهلكون هم بحسب باخوميوس غلاظ لا يرحمون خلقهم الله بدون شفقة لئلا يكون لهم على الأشرار أى عطف والأسم الذي سماهم به القرآن زبانية يبدو قريبا من شبايا عند مار أفرام السرياني الذين حسب رأيه يدفعون الناس إلى الهلاك والزبانية في لسان العرب  هم الذين يدفعون الناس

أن كلام القرآن على اليوم الآخير والقيامة العامة والجنة والنار كان أول ما بشر به محمد وأنذر في دعوته النبوية

وهذا الكلام في أحوال المعاد قريب جدا من الأفكار النصرانية  ومن يتعمق أكثر يتثبت أكثر

عودة الى الصفحة الرئيسية