قــــــــس ونــــــــبي |
|
النصرانية والإسلام دين على دين
الديــــــــــن القـــــــــــــيم
في اعتمادناعلى القرآن وكتب السير والأخبار يمكننا استجلاء مواقف محمد من أهل الكتاب من يهود ومسيحيين ونصارى وسنتقصى القرآن حول كل فئة منهم لنستطيع أن نميز فيما بينهم ونعرف من استجاب للدعوة الجديدة منهم ومن انكرها ومن أتبعها من العرب والمعنيون في القرآن هم أربعة اليهود والمسيحيين والنصارى والمتقين من العرب والتعرف عل معتقد كل فئة منهم ومعرفة موقفهم من الإسلام ينجلي لنا حينئذ هوية الدين القيم الذي به بشر محمدا اليهــــــــــــــــــــود وهم يتبعون ما أنزل على أباءهم ولا يقرون بتنزيل سواه دعاهم محمد إلى أن يؤمنوا بما أنزل عليه فجابهوه بالرفض : إذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه 2 : 91 وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا 2 : 170 وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا 5 : 104 وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا 31 : 21 واليهود فيما هم عليه من رفض وإنكار يصفهم محمد بالظالمين وشر البرية وأول كافر به هم سماعون للكذب يحرفون الكلم عن مواضعه وهم موصوفون بالكفر الصريح فهم الذين كفروا من أهل الكتاب 2 : 105 59 : 2 98 : 1 وكفروا بالآيات 3 : 70 وودوا تضليل الناس القرآن 2 : 109 ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم 3 : 69 يلبسون الحق بالباطل 3 : 71 ويصدون عن سبيل الله 3 : 99 ومن مآخذ القرآن العربي عليهم عدم أخذهم بالكتاب كله أى التوراة والانجيل معا بل أخذوا منه بنصيب 4 : 44 أو ألم ترى إلى الذيت أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون 3 : 23 ومع هذا لم يكن لليهود أى فاعلية في سور القرآن المكية حتى أن أسمهم لم يرد في مكة ولم يتعرض لهم الرسول ولم يخاصمهم كما أصبح حالهم معه في المدينة ومن جراء العداوة بين محمد واليهود في المدينة راحت كتب السير والأخبار والتفسير والأدب والحديث تؤلف قصص الصراع وتذكر العداوات الكثيرة التي حدثت بين العرب واليهود وأصبح الكهان الوثنيون ورهبان النصارى وعرافوا العرب ينذرون النبي من خطر اليهود ويحذرونه منهم ويلفقون الأخبار حول عداء اليهود لمحمد والحقيقة أن ذلك كله جاء بتأثير مواقف لا حقة من زمن المدينة في حين أن واقع مكة لم يكن هكذا وذلك أمر هام في فهم تاريخ القرآن والرسالة المحمدية على السواء المسيحيــــــــــــــون وهؤلاء لم يعرفهم محمد تمام المعرفة ولم يطلع على كتابهم الرسمي ولا حقيقة معتقدهم وهم الذين يؤمنون بالانجيل حسب رواياته الأربعة ويؤمنون بإلوهية المسيح وببنوته الروحية لله والمسيحيون اختلفوا فيما بينهم فتفرقوا إلى فرق وعرف العرب منهم ثلاثا اليعقوبية والنسطورية والملكانية وهم جميعا يؤمنون ويعترفون بإلوهية المسيح وحقيقة صلبه وقيامته وسر الفداء والاختلاف بينهم شكلى وهو في التعبير والتصوير ولا يتعداه ولذلك عقيتهم في المسيح والثالوث جعلتهم في نظر محمد النصراني مغالين في الدين وإيمانهم الصحيح جعلهم في خصام مع أهل الكتاب من يهود ونصارى فاليهود لا يعترفون بمجئ المسيح والنصارى لا يعترفون بإلوهية المسيح وينكرون الصلب والفداء ووافقهم القرآن وسماهم المغالين في الدين ونصحهم بقوله : لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ..الخ القرآن 4 : 171 - 172 وأيضا يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق .. 5 : 105 وينتقل القرآن من النصيحة إلى التكفير ويكرره بقوله عنهم : لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم ... ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل 5 : 72 وهؤلاء الذين عرفهم محمد وكفرهم واعتبرهم بمشركين لم يكونوا سوى وفد من أهل نجران جاء مكة ليقدم للرسول الولاء السياسي وهو بالمقابل ليقدم لهم الأمان وبالمناسبة جدالهم مع محمد حول ألوهية المسيح وبنوته لله نجده في القرآن المدني من عام الوفود أى ما قبل السنة الآخيرة من الدعوة 631 ميلادي وقد وزع هذا الجدال على ثلاث سور آل عمران 3 : 33 النساء 4 : 170 المائدة 5 : 75 - 80 فيما هو في الأصل حديث واحد وحيد جرى بين محمد ووفد نجران المسيحي ملحوظة : الكلام على مسيحية وفد نجران هذا مختلف فيه هل هم على المذهب اليعقوبى أم على المذهب النسطوري ؟ ويقول ثورأندرةأنها كانت قبل الإسلام على اليعقوبية ولما سيطر الفرس أصبحت على النسطورية وفي سورة التوبة نجد موقف العداء من المسيحيين مستحكما ومشرعا له النصــــــــــــــارى ويختلفون عن اليهود وعن المسيحيين على السواء لا ينكرون نبوة عيس مثل اليهود ولا يؤلهونه مثل المسيحيين أنهم أمة وسط بين الفريقين 2 : 143 وأمة مقتصدة 5 : 66 يقيمون الكتاب كله التوراة والانجيل معا 3 : 119 يؤمنون بموسى وعيسى على السواء 7 : 159 3 : 72 ويتلون الآيات على حقيقتها 3 : 113 ويؤمنون بالله ايمانا صادقا 3 : 199 ويؤتمنون على الكثير الكثير 3 : 75 يصفهم القرآن بالعلم والمعرفة وهم الراسخون في العلم 3 : 7 وهم أولوا العلم قائما بالقسط 3 : 18 والذين أوتو العلم 16 : 27 28 : 80 30 : 56 47 : 16 الذين أوتو العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا 17 : 107 وهم يعلمون أن القرآن حق ويؤمنون به 22 : 54 43 : 6 والقرآن في نظرهم هو آيات بينات .... 29 : 49 ويفرحون به بما عندهم من العلم 40 : 83 لذلك يرفعهم الله درجة فوق درجة 58 : 11 ويستشهد بهم محمد على صحة رسالته فهم مع الله والملائكة يشهدون على التوحيد ونبذ الشرك 3 : 188 ويشهدون على القرآن بما عندهم من مثله 46 : 10 ومحدا تكفيه شهادتهم 13 : 43 ويوم يرتاب محمد من صحة ما أنزل إليه يسألهم لتثبت لديه الحجة وليطمئن 10 : 94 ويوم يرتاب أتباع محمد من صوابية رسالته يأمرهم بسؤال أهل الذكر 16 : 43 21 : 7 وعندما تصعب الحجة على النبي يذهب إليهم ليحتكم عندهم 5 : 47 المسلمــــــــــــــون كانت الدعوة إلى محمد أن يوحد بين أحزاب النصارى وأمرهم بقوله : أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه 42 : 13 وأعتصموا بحبل الله ولا تتفرقوا 3 : 103 وكا ن هاجسه ألا يقال عنه أنه فرق بينهم 20 : 94 6 : 159 واستجاب النبي هذه الدعوة حين قال : لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون وكرر قوله 3 : 84 2 : 285 ووصف أتباعه ب الذين أمنوا بالله ورسله لم يفرقوا بين أحد منهم 4 : 152 وينصحهم قائلا لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا 30 : 32 3 : 105 إذن المسلمون هم النصارى الذين توحدوا وفي الواقع هم توحدوا في كل شئ في الأسم وفي الكتاب وفي العقيدة حتى أصبحوا أمة واحدة 23 : 52 وأصبح أسمهم وأصبح أسمهم مسلمين وكتابهم القرآن ودعوتهم الإسلام وعقيدتهم لا إله إلا الله لأجل هذا طلب الحواريون شهادة عيسى على أنهم مسلمون : قال الحواريون ... وأشهد ( يا عيسى ) بأنا مسامون 3 : 52 يبدو وبوضوح تام لا يقبل اللبس أن المسلمون هم النصارى الذين توحدوا في أمة واحدة أمة مقتصدة أمة وسط وذلك بعد تفرقهم وتحزبهم ويبدو أيضا بالوضوح نفسه أن الإسلام هو الأسم العربي للنصرانية وهي الطائفة التي أمنت من بني إسرائيل وأيدها النبي والقرآن في إيمانها على التي كفرت 61 : 14 ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون 30 : 30 ونخشى أن نكون ممن لا يعلمون إن كنا نعلم فيجب أن نعلم ما يلي يخرج من هذا الدين اليهود الظالمين الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق 3 : 71 ويخرج منه أيضا المسيحيين المتطرفون الذين يغلون في الحق 4 : 171 ويخرج منه الأعراب المنافقون الذين هم أشد كفرا ونفاقا 9 : 97 ويبقى طائفة من أهل الكتاب ومن بني إسرائيل أمنت بالله والكتب كلها وهم على دين القيمة 98 : 5 وعلى الصراط المستقيم يعبدون الله مخلصين له الدين حنفاء يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة 98 : 5 ذلك الدين القيم 9 : 36 وهو أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم 12 : 40 ومن لم يأتمر فهو من الخاسرين : أقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله 30 : 43 النصرانية والإسلام إذن دين على دين من يجمع بينهما فهو على ضلال ومن يعتبرهما إثنين هو أيضا على ضلال ومن يحاول الوفاق بينهما فهو على ضلال ومن يباعد بينهما فهو أيضا على ضلال من يعتبر القرآن كتاب المسلمين وحدهم فهو على ضلال ومن يقول القرآن وحده هو كتاب المسلمين فهو على ضلال فالقرآن والانجيل والتوراة ثلاثتهم من حق المسلمين لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل إليكم من ربكم 5 : 68 نقول بملْ الثقة أن النصرانية والإسلام اسمان لمسمى واحد ودين واحد الأول نشأ في اليهودية والثاني في مكة والحجاز وكلاهما واحد ولا مفر |