قــــــــس ونــــــــبي

مقــــــــــــدمــــــة
هوية القس ورقة

نسب القس ورقة

نصرانية القس ورقة

إبيونية القس ورقة

علم القس ورقة

مهمة القس ورقة

القس ورقة رئيس النصارى

موت القس ورقة

القس والنبي في معترك الحياة

القس يزوج النبي

القس يدرب النبي

القس يعلم النبي

القس يعلن النبي خليفته

القس النبي والنبي القس

انجيل القس ورقة وقرآنه

إنجيل القس ورقة

القرآن العربي

إستمرارية الوحي والتنزيل

محمد يعلم ما تعلم

خاتمة

النصرانية والإسلام دين على دين

النصرانية في بيت محمد

الإسلام قبل الإسلام

النصرانية والحنيفية والإسلام 

الديـــــــن القــــــــيم

حق القس على النبي

مقدمة

في المسبح عيسى و أمه مريم

في الفروض والعبادات وشعائر الدين

في الحسنات والصدقات

في الجنة و النار و أحوال الميعاد

في أمثــــــــــال الانجيل القرآنية والخاتمة

نجاح وفشل

مقدمة

نجاح القس والنبي

فشل القرآن

محمديون أم قرآنيون

إسألوا أهل الذكر

الصفحة الرئيسية

نجــــاح و فشــــل  

فشل القرآن

 

لحق بالنجاح الكبير فشل ذريع وأسرع الفشل كما أسرع النجاح ولم يكن بالحســبان أن يكون ما كان مــات النــــبي ورجعت العصبية القبلية تتحكم بالأحزاب التي خشي منها في حياته ولكنها رجعت بأشكال جديدة وحول مسائل جديدة

ما أن توفي محمد حتى اختلف أتباعه فيما بينهم  وزعم قوم أنه لم يمت وأنما
أراد الله رفعه إليه كما رفع عيسى ابن مريم ..  ثم اختلفوا بعد ذلك في موضع دفنــه أراد أهل مكة رده إلى مكة ..  وأراد أهل المدينة  دفنه بالمدينة ..  وقال آخرون بنقله إلى أرض  القدس  ودفنه ببيت المقدس  البغدادي كتاب الفرق بين الفرق

ثم اختلفوا فيمن يكون الخليفة بعده وأفترقت الأمة إلى ثلاث فرقة منها سميت شيعة وهم شيعة علي ابن ابي طالب ومنهم تفرقت  صفوف الشيعة كلها

وفرقة أدعت الآمرة والسلطان وهم الأنصار ودعوا إلى عقد الأمر لسعـد ابن عبادة الخرزجي    وفرقة مالت إلى أبي بكر ... وتنازعوا ...  النوبختي  فرق الشيعة

وتوالت الخلافات واشتدت العصبيات وتخطت إلى أمور الدين وعقائده  وكل فرقة تسلحت بالسيف  كما تسلحت بالقرآن والأحاديث النبوية  فكانت النتيجة تعدد الفرق حتى بلغت السبعين واتسع بينها الشقاق وتأصلت العداوات واستحكمت البغضاء  حتى تحول الجهاد الذي أوصى به النبي جهادا على المشركين إلى حرب بين المسلمين أنفسهم ...

وأمتد الخلاف وتشعب وشملت الدائرة شعوبا كثيرة زحف إليها أتباع النبي  وبلدانا عظيمة أخضوعها لحكمهم وأديانا آخرى وافقت عقيدتهم أم لم توافق  ذللـــوا بأصحابها

ولم يميز الفاتحون بين نصارى ويهود ولا بين مجوس وروم  ولا بين مؤمن وملحد ...  أنه الجهاد في سبيل مغانم كثيرة يأخذونها  48 : 19   قد وعدهم الله بها  48 : 20

ولو كان في سبيل الله لميزوا بين يهودي ظالم ونصراني حنيف  وبين مسيحي يغلوا في دينه وبين نصراني مقتصد على دين الحق  وبين فتوحات لأجل نشر الإسلام وفتوحات في سبيل الجـاه والمال والتوسع السياسي ....

في غمرة الفتوحات والحروب  تولى الخليفة عثمان بن عفان  جمع القرآن من صدور الصحابة ولم يوفر في جمعه زيادة أشياء وحذف أشياء وتبديل آخــرى  تبعا لعواطف الفاتحين تجاه من إنهزموا أمامهم أو من قاوموا توسعهم  أو من عاندوا سياستهم

فبت ترى في مصحف عثمان مواقف متناقضة لم تكن في قرآن القس والنبي  ونكتفي بمثل واحد لإظهار هذا التناقض الفادح بين  المصحف والقرآن  أو قل بين عثمان والنبي  وهو الذي يتعلق بمفهوم  النصارى  وموقف كل من المصحف والقرآن

موقف القس والنبي من النصارى

النصارى في قرآن القس والنبي هم المسلمون حقا قبل مســلمي العــــرب  وكانــوا للنبي قدوة ومثالا يهتدي بهديهم ويتقرب منهم وينتسب إليهم ويستشهد بهم  ويمدح مودتهم  ويجــل رهبانهم ويؤمن بآلههم ويؤيدهم في رسالتهم  ويسترشد بأراءهم ويستشيرهم في صحة تعاليمه .. وفي كتابه عنهم أقوال مأثورة  سجل التاريخ دورهم في هداية محمد  ورسالته العتيدة بين قبائل العرب

قال القرآن فيهم  أولئك الذين هدى الله  فبهداهم أقتده  6 : 90

من قوم موسى  أمة يهدون بالحق وبه يعدلون  7 : 159

وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون  7 : 181

وعندما يشك النبي  في صحة كتابه عليه سؤال الذين يقرؤون الكتاب من قبله 10 : 94

ويحث تابعيه إلى نفس السؤال ليتثبتوا مما هم عليه  16 : 43     21 : 7

فستعلمون  من أصحاب الصراط السوي  ومن اهتدى 20 : 135

والنصارى من جهتهم يشهدون على صحة ما آتي النبي  4 : 162

ويجهرون آمنا به كل من عند ربنا 3 : 7

أن الذين أوتوا العلم من قبله ...  يخرون للأذقان سجدا  17 : 107

لأنهم يعلمون أنه الحق من ربك فيؤمنوا به  22 : 14

ويشهدون مع الله والملائكة على أن القرآن العربي هو من عند الله 3 : 18

ولأجل هذا يكتفي محمد بشهادتهم  كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ....  13 : 43

أضف لذلك موقف قرآن القس والنبي  من رهبان النصارى وقسيسيهم فهم التائبون  العابدون الحامدون السائحون الراكعون   9 : 112

وتراهم ركعا سجدا  يبتغون فضلا من الله ورضوانا 48 : 29

يقيمون الصلاة  ويؤتون الزكاة  وهم راكعون  5 : 55

يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون 3 : 113

وترى سيماءهم في وجوههم من أثر السجود  48 : 29

وإذا ما سمعوا القرآن يرتل  يخرون للأذقان سجدا 17 : 107

هؤلاء الرهبان الذين عرفهم محمد  وكان لهم في حياته دور  لا يستكبرون 5 : 82

موقف مصحف عثمان من النصارى

أما ما ورد في مصحف عثمان فمختلف عما ورد في قرآن القس والنبي في المصحف  النصارى كاليهود ظالمون  وكالوثنيين  مشركون وكالمسيحيين يغلون في دينهم  وبالتـــالي هم أعداء الفاتحين تفرض عليهم الجزية فيعطونها عن يد وهم صاغرون  9 : 29   ويفـــرض عليهم الجهاد  كالكفــار والمنافقين 9 : 73     66 : 9

وأختلط الأمر على الفاتحين فخلطوا بين النصارى  والمسيحيين سواء بسواء واتهم الجميع في ايمانهم وقولهم أن عيسى ولد من الله  أنظر في القرآن  2 : 116   4 : 171  6 : 101  10 : 68    17 : 111   18 : 4   19 : 35   21 : 26   23 : 91  ....ز

وأن الله ثالث ثلاثة  5 : 73  وأتهم الجميع بالغلو في الدين  5 : 77  واعتبار الله هو المسيح عيسى   5 : 72  .  فيما الحقيقة تظهر أن هذا الكلام يوجه إلى وفد نجــران المسيحي  وقد عممه عثمان على  جميع بني إسرائيل من مسيحيين ونصارى

واختلط على الفاتحين موقفهم  من الرهبانية والرهبان  وظنوا أن هناك توافقا بين قرآن القس  والنبي وبين مصحف عثمان  واعتبروا الرهبانية بدعة  57 : 27   والرهبان أكلة أموال الناس  9 : 34  واتخذهم الناس أربابا من دون الله 9 : 31 

فيما الحقيقة تظهر أن القس والنبي يعظمان  في كتابهما  جميع النصـارى لأن منهم  قسيسين ورهبانا وهم لا يستكبرون 5 : 82

ولا نجد مبررا لهذا الخلط بين النصارى والمسيحيين في مصحف عثمان  سوى الانتصــار السياسي الذي حققه الفاتحون  وهؤلاء وجدوا سكان الأمصار التي أفتتحوها وذللوها أعـــــــــــــــــداءا لهم  ومن الطبيعي أن يكونوا كذلك شأن كل مدحور منهزم أمام الفاتح العاتي  ومن الطبيعي أيضا والقرآن ما يزال في طور جمعه  من صدور الصحابة أن يســب بالمقهورين سياسيا كما يسب  بالمشركين والكفار  والمنافقين

فزيــــد بالتـــــــــالي  على قرآن القس والنبي  ما يشفي غليل  الفاتحين  وما يبرر فتوحـــاتهم  حتى ولو كان المدحورون  على دين الحق  وعلى إيمان النتصرين

ويؤكد لنا ذلك وجود آيات في غير مكانها  آيات مكية في سور مدنية  وآخرى مدنية في سور مكية  وقد جمعت السور حسب طولها وقصرها  لا بحسب ظروفها الزمنية

وزيدت كلمات جنب كلمات  لم تكن موجودة في الأصل  وأصبح مصحف عثمان  متحديا التاريخ  ومستهترا بأبسط أصوله  ويعمل الباحثـون اليوم في ترتيب القرآن ورد سوره  وآياته إلى  وضعها  التاريخي

كما عمل من قبل مسلمون عديدون بوضع كتب في أسباب النزول  ولكن دون جدوى  بسبب فرض  عثمان لمصحفه فرضا على الناس وحرقه وإتلافه لما سواه

ويكفي أن نختار مثالا على ذلك  من السور التي أقحم فيها أسم النصارى إلى جانب اليهود دون ما مبرر سوى العداوة اللاحقة بهم في عهد الفتوحات

ورد في مصحف عثمان  كونوا هودا أو نصارى  تهتدوا 2 : 135  ولا يستبعد إقحام  كلمة أو نصارى  على النص  لأسباب منها

الجدال في سورة البقرة  بين محمد واليهود ولا دخل للنصارى فيه  ثم أن الآية التالية 136 تقـــــول أن الإسلام هو الايمان بما أوتي موسى وعيسى بلا تفريق  وهو موقف النصارى الصحيح كما رأينا  والآية 137  تقتصر على اليهود وحدهم حيث قيل عنهم أنهم لا يقرون بالهدى عند النصارى ولا النصارى يقرون بالهدى عند اليهود

بدليل قول اليهود ليست النصارى على شئ  وقول النصارى ليست اليهود على شئ 113 فكيف إذن يجمع مصحف عثمان بينهم ؟

وأخيرا أن لفظة نصارى تفسد النظم المسجع الذي اعتدنا عليه في القرآن فيكون أصلها إذن كونـــــــــــــوا هـــــــــــودا تهتـــــــــــــــــدوا

وهكذا قل أيضا عن آيات أخرى أقحمت فيها كلمة نصارى إلى جانب لفظة اليهود  ومثال ذلك قوله  لن ترضى عنك اليهود  ولا النصارى  حتى تتبع ملتهم  2 : 120

وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كانوا هودا أو نصارى  تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين  2 : 111

أن تقولوا أن ابراهيم  واسماعيل و ....  الأسباط كانوا هودا  أو نصارى  قل أ أنتم أعلم أم الله  ...  وما الله بغافل عما تعملون 2 : 140 وغير هذه الأمثلة كثيرة  وكلها تقع في سور  يدور موضوعها الأساسي  حول جدال محمد مع اليهود  ولا دخل للنصارى فيه  مطلقا

وتقع في سور من القرآن المدني  الذي عرف بمخاصمته لليهود لا للنصارى  وفي سور هي جدال مع وفد مسيحي  على البعة اليعقوبية  أو البدعة النسطورية  التي تغلو في إيمانها بالمسيح  وهذه  من زمن أواخر العوة المحمدية وعام الوفود

ونحن نرى أن موقف مصحف عثمان يختلف فيما يخص النصارى مثلا عن موقف قرآن القس والنبي  فذاك يخاصم اليهود والنصارى على السواء  وهذا يعتبر النصارى أصحاب مودة  وصفاء

وقالها قرآن القس والنبي بصريح العبارة فميز بذلك بين اليهود الظالمين  والنصارى أهل المودة  لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا  ولتجدن أقربهم  مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصـارى  ذلك أن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون هؤلاء  إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ... 5 : 82 -  86

والنصارى على ما نرى في هذا النص  هم أقربهم مودة  منهم القسيسين والرهبان   لا يستكبرون   تفيض أعينهم بالدمع   فرحا لما سمعوا آيات من انجيلهم العبراني  بلسانهم العربي  وعرفوا  أنها الحق 

هؤلاء يثيبهم الله في جنة عدن خالدين  لأنهم من المحسنيين  ..  وعكس ذلك  اليهود  الذين كفروا  وكذبوا  وظلموا وكانوا شر البرية  .. أن لهم الجحيم وهم خالدون في نار لا تطفأ

عودة الى الصفحة الرئيسية