الصـوت المخيـف
مـلك عنيـد:
كان ملك شرير يدعى منسي، وقد صنع الشر في عيني الرب لإغاظته، ويذكر
الكتاب أن الله وجه إليه نداء التوبة بصوته اللطيف، ولكنه لم يتب إذ يقول
"وكلم الرب منسي وشعبه فلم يصغوا" (2أخ10:33)
فمن حنان الله ومحبته له وجه إليه قرعات عنيفة لكي يجذبه لحياة التوبة.
"فجلب الرب عليهم رؤساء الجند الذين لملك أشور فأخذوا منسي بخزامة وقيدوه
بسلاسل نحاس وذهبوا به إلى بابل" (2أخ11:33).
بهذه المعاملة العنيفة تاب منسى إذ يقول الكتاب عنه "ولما تضايق طلب وجه
الرب إلهه، وتواضع جداً أمام إله آبائه، وصلى إليه فاستجاب له وسمع تضرعه
ورده إلى أورشليم إلى مملكته" (2أخ12:33،13).
فعندما لا تُجدي طريقة اللطف مع الخاطئ يستخدم الرب بعض العنف ليحثه على
التوبة فقد يكون المرض صوتاً عنيفاً يستخدمه الله لرد خاطئ عن طريقه، وقد
يستخدم وسائل أخرى كالاحتياج والفقر والمشاكل وقيام الأعداء، الفضائح كما
فعل مع شمشون إذ سقط مع دليله، داود إذ سقط مع امرأة أوريا، أيوب إذ كان
يعتز بالبر الذاتي. (أي1:29-51).
ويذكر الكتاب عنه صراحة أنه كان بارا في عيني نفسه. (أي23:1).
وبعد معاملة الله معه قال "أندم في التراب والرماد" (أي6:42).
فليتك يا عزيزي تبدأ حياة التوبة قبل أن يستخدم معك الله صوته المخيف
فأصغ لصوت الله اللطيف الآن لتتمتع بنعمة الغفران "ليترك الشرير طريقه
ورجل الآثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران."
(أش7:55).
|