عمق السلام
إن حالة القلق والاضطراب وعدم السلام التي تلازم الخطيئة تنتهي في الحال
عندما نضع أنفسنا في يد الرب، وعندما نحصل على الغفران. إذ يقول معلمنا
بولس الرسول "إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله" (لو50:5).
والسيد المسيح عندما غفر خطايا المرأة الخاطئة قال لها "إذهبى بسلام"
(لو50:7).
إن السلام من أعظم العطايا التي يحصل عليها التائب، فما عاد يضطرب من جهة
خطاياه لأنها في الدم مغفورة، ولا من جهة أبديته فهي في يد الرب مضمونة
لذلك يترنم معلمنا داود النبي بهذا السلام فيقول "حولت نوحي إلى رقص
لي.حللت مسحي ومنطقتني فرحاً." (مز11:30)
ويقول في موضع آخر "أبتهج وأفرح برحمتك." (مز7:31).
وتنعكس هذه البهجة وهذا السلام في حياة أليهو أحد أصدقاء أيوب ويعبر عن
ذلك بقوله "يغنى بين الناس فيقول "قد أخطأت وعوجت المستقيم. ولم أجاز
عليه. فدى نفس من العبور إلى الحفرة (أي جهنم) فتري حياتي النور"
(أي27:33).
وهذا هو وعد الرب للنفس التائبة كما دونه أشعياء النبي "لأنه هكذا قال
الرب هأنذا أدير عليها سلاماً كنهر" (أش12:66).
لهذا يترنم التائب مع أشعياء النبي ويقول "أحمدك يارب لأنه إذ غضبت عليَّ
(بسبب خطيتي) ارتد غضبك (بالصليب) فتعزيني. هوذا الله خلاصي فاطمئن ولا
ارتعب لأن ياه يهوه (الرب الإله) قوتي وترنيمتي. وقد صار لي خلاصاً
فتستقون مياهاً بفرح من ينابيع الخلاص" (أش1:22-3).
فإن كنت تريد أن تحصل على السلام القلبي قدم توبة صادقة فيغمر السلام
قلبك.
|