الطريق الروحي حياة التوبة

مقدمة
الفصل الأول: في مفترق الطرق وسط الميدان
1- طريق واسع
2- طريق خادع
3- طريق صالح
الفصل الثاني: دعوة للتوبة
1- يسوع يحبك
2- هل يبغضك الله..؟
3- هل يقبلك الله..؟
الفصل الثالث: نداء التوبة
1- الصوت اللطيف
2- الصوت المخيف
3- اسمع صوت الرب
الفصل الرابع: زمان التوبة
1- للتوبة زمان
2- فرصة ذهبية
3- فات الأوان
4- صلاة التوبة
الفصل الخامس: طريق التوبة
1- طريق العودة
2- تبكيتات الروح
3- محاسبة النفس
4- طلبة في انسحاق
5- إقرار واعتراف
6- راية الإيمان
7- ثقة الإيمان
الفصل السادس:معطلات التوبة
1- الذات
2- صغر السن
2- المشغولية
3- الحرمان
4- الخوف من الفشل
5- التأجيـل
الفصل السابع: بركات التوبة
1- هبة الغفران
2- عمق السلام
3- شرف البنوية
4- ميراث مجد الأبدية-
الفصل الثامن: ثمار التوبة
1- السلوك المقدس
2- الأعمال الصالحة
3- ربح النفوس
الفصل التاسع: خطورة رفض التوبة
1- اللعنات
2- الضربات
3- افتراس الرب
4- الهلاك الأبدي
خـاتمـة
حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

طريق خادع



يكشف سليمان الحكيم عن سر هذا الطريق فيقول: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طريق الموت". (أم12:14).

أن هذا الطريق لهو أخطر بكثير من الطريق الواسع .. .. كالصديق الخائن الذي قال عنه أحد الحكماء "أنقذوني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم" ..

هناك أناس كثيرون يتحفظون لأنفسهم من الطريق الواسع ولكنهم يسقطون ضحية الطريق الخادع ..

وخطورة هذا الطريق أن له مظهر الطريق الصالح، ولكنه يخفى بين طياته مهالك الطريق الواسع ... ولذلك فهو يخدع البسطاء بمظهره ...

أما المراءون فيجدون فيه الطريق الشرعي لما يجب أن تكون عليه الحياة .. أنه طريق الشعارات الغاشة الخادعة ...

كم من لافتات مثبتة على جانبيه تحمل العبارات المسمومة التي راح ضحيتها الملايين من البشر على مر السنين ...

فتقرأ على إحداها ... "سـاعة لربك وساعة لقلبك". وأيضاً … "العمل عبادة" ويبررون بهذا المثل انشغالهم بالأعمال اليومية عن عبادة الله ...

و "ربنا رب قلوب" لتغطية ثمار الخطية الظاهرة في حياتهم ...

وسنكشف الستار عن بعض مظاهر هذا الطريق الغاش وهي:

أولاً :- التدين السطحي.
ثانياً :- الأدب الخلقي.

أولاً :- التدين السطحي
وهو الاكتفاء بممارسة وسائط النعمة من صوم وصلاة وصدقة وقراءة إنجيل، وحضور الكنيسة، والتناول من الأسرار على أنها فرائض واجبة:

· يؤديها الفرد دون أن تتماس مع كيانه الداخلي ...

· يؤديها دون أن يحصل من ورائها على النعمة المطلوبة ...

· يمارسها بغير وعي قلبي ... أو اختبار شخصي ...

· يمارسها بدون شركة سرية مع الرب ...

· يمارسها ليس على اعتبار أنها مجرد وسائل تسرى من خلالها نعمة الرب فتضفي على حياته بجملتها مسحة مقدسة، بل يمارسها على أنها فرائض واجبة ينتهي مفعولها بمجرد الانتهاء من أدائها ...

لذلك فهو لا يرى مانعاً بعد أداء هذه الفرائض من مشاركة أهل العالم في أسلوب معيشتهم من حفلات ... وخمر ... وقمار ... وأفلام ... وجنس ... الخ.

ويخدر المسكين ضميره بأنه قد أدى ما عليه من واجبات نحو الله، أو بتعبير عامي "أعطى الله حقه" أو حسب شعار هذا الطريق "ساعة لربك وساعة لقلبك".

وقديماً وقف إيليا النبي في عرض هذا الطريق، وتصدى لجماعة السائرين فيه، وصرخ في وجوههم قائلاً: "حتى متى تعرجون بين الفرقتين ... إن كان الرب هو الله فاتبعوه... وإن كان البعل فاتبعوه..." (1مل21:18).

والرب يسوع نفسه يظهر استياءه وعدم رضاه على مثل هذا السلوك، فيقول لأحد السالكين فيه:- "ليتك كنت بارداً أو حاراً ... هكذا لأنك فاتر، ولست بارداً ولا حاراً ... أنا مزمع أن أتقيأك من فمي ... (ؤ15:3،16).

فليتك يا عـزيزي تكون صريحاً وحازماً مع نفسك ... وتطلب من الرب نعمة حتى ينقذك من خداع هذا الطريق المهلك ...

ثانياً :- الأدب الخلقي

وهو مجرد التحلي بحميد الصفات والخصال ... ويكتفي الفرد بأنه:

· إنسان مؤدب ... ذو أخلاق سامية ...

· إنسان مهذب ... ذو عواطف رقيقة ...

· إنسان محب ... باذل، مضحى ...

ووجه الخطورة في هذا الأمر أنه لا يشعر باحتياجه إلى شئ ... فهو على أفضل ما يكون من الأخلاق ...

ولمثل هذا الإنسان قال الرب يسوع: "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي لأنك تقول أنى أنا غنى ... وقد استغنيت ... ولا حاجة لي إلى شئ ... ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس ... وفقير ... وأعمى ... وعريان ... أشير عليك أن تشترى منى ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني ... وثياباً بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك ... وكحل عينيك بكحل لكي تبصر". (رؤ17:3،18).

فهو إنسان يشعر أنه غنى بما عنده من حميد الأخلاق وأعمال الخير ... فلا يشعر باحتياجه إلى شئ آخر.

مسكين هذا الإنسان، فهو محتاج لأن يعرف أن المسيحية:

ليست مجرد التخلي عن الرذائل

أو التحلي بحميد الفضائل
إنما هي سكني الرب في الداخل

المسيحية قبل كل شئ هو شركة حب مبنية على أساسين:

1- اكتشاف النفس لحقيقتها ونجاستها ومصيرها.

2- واكتشاف السر العجيب المستور، ألا وهو حب وديع القلب يسوع ... الحب الذي تجلى على مقصلة الإعدام، نيابة عنى ... لينفذ فيه حكم إعدامي ... فيطلقني حراً بريئاً ... ينقذني من المصير المحتوم في النار الأبدية ... ليملكني في مجده الأسنى. "يالها من محبة عجزت العقول عن إدراكها ... "محبة المسيح الفائقة المعرفة..." (أف19:3).

فالمسيحية إذن:-

شركة حب لا تنقصم

دليلها الالتصاق الدائم

برهانها السلام القلبي مع الله

علامتها الفرح المجيد الذي لا ينطق به

مظهرها القداسة والمحبة ... والأدب الأخلاقي ...

فهل يا عزيزي قد اختبرت عمق الشركة مع الرب وظهرت فيك ثمارها أم أنك تكتفي بثمار مزيفه دون شركة الحب القلبية؟ …

فالأدب الخلقي غير المبنى على الاختيار الروحي درب من دروب الطريق الخادع.