صلاة المسيح الشفاعية
قال القس فادي عبد المسيح:
لنتقدم في قراءتنا إلى صلوات يسوع ونطلع على ما قاله عندما تكلم مع ابيه
السماوي. تكلم مع القدير عن هدف ارساليته ووضوحها بتعابير دالة على امتلاء
أتباعه بالروح القدس.
قرأ الشيخ أحمد البعمراني:
“وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ
الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ...”
(إنجيل يوحنا 17: 3).
تدخل الشيخ عبد السميع الوهراني:
أثبت عيسى بشكل واضح أنه رسول الله، فلم يتكبر ليصير مشابهاً لله بل تواضع
وأطاع الله إلى المنتهى.
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
كان لمجيئ عيسى هدف واحد وهو أن ينال أتباعه الحياة الأبدية حتى لا يعرفوا
الخوف أو الرهبة يوم
القيامة والحساب، وسيبث الله روحه وحياته في قلوبهم إلى أن يقوموا من بين
الأموات، ويعيشوا منذ الآن في الحياة الأبدية.
قال ناجي فياض:
إن الطريق الوحيد لنيل الروح هومعرفة الله حق المعرفة، فلا يكفي أن نؤمن بأن
الله حي موجود، بل علينا أن نركز على جوهر الله وندرك صفاته. أعلن إلهنا أنه
إله المحبة المعتني بأبنائه والمضحي بأثمن ما يملك كي ينقذهم من الموت
والهلاك. وليس ذلك فحسب، إنما قبل أن يلقب من قبلهم بـ “أبونا” يتنازل لتكون
له علاقة شخصية ومباشرة معهم.
قال الشيخ عبد الله السفياني:
اعتذر منكم إذا أخبرتكم أن عبارة “الله أبونا” لا أتحملها، كما أنني لا
أستطيع نطقها، وكلما سمعتها يقشعر بدني إذ اعتبرها تجديفا وقذفاً في حق الله
تعالى. إن هناك فرقاً شاسعاً بين الخالق والمخلوق، فمن أنا حتى أدخل في علاقة
شخصية ومباشرة مع الله.
قال القس فادي
عبد المسيح:
لا يستطيع أي إنسان أن يدرك حقيقة الله من تلقاء نفسه إلا إذا أخذ سبحانه
وتعالى بيده وأعلن له عن نفسه. فبعدما تجسد يسوع كشف الله له عن نفسه وأوضح
له علانية انه “ابنه الحبيب الذي به سر”. من يعرف محبة الآب السماوي ويدرك
محبة ابنه الوحيد ينصهر في هذه المحبة، وكل من حل عليه روح الله ينال الحياة
الأبدية ولا خوف عليه فيما بعد.
لخص الشيخ عبد العليم الشرقاوي اللقاء قائلا:
تطرقنا إلى معمودية عيسى على يد يحيى في نهر الأردن، ورأينا كيف أيده روح
الله وأقر بأنه ابنه الروحي. وقرأنا أن روح الرب حل عليه لأنه مسحه وباركه
فحق له أن يسميه “أباه الروحي”، ويدعونا المسيح أن نتبعه بثقة كما تتبع
الخراف راعيها لننال منه الحياة الأبدية ويحفظنا ويحمينا من كل شر وسوء
عاقبة.
إننا بحاجة إلى دراسة أعمق في آيات الإنجيل كي ندرك من هو الله ومسيحه وروحه،
فهم ليسوا ثلاثة بل واحد في المحبة وفي التواضع والقوة.
|