فتح أعين الكفيفين
قرأ الشيخ متولي صابر:
“وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرَخَانِ
وَيَقُولاَنِ ارْحَمْنَا يَا ابْنَ دَاوُدَ وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ
تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَانِ، فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ أَتُؤْمِنَانِ
أَنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟ قَالاَ لَهُ نَعَمْ يَا سَيِّدُ
حِينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً بِحَسَبِ إِيمَانِكُمَا لِيَكُنْ
لَكُمَا فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. فَانْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً
انْظُرَا، لاَ يَعْلَمْ أَحَدٌ! وَلكِنَّهُمَا خَرَجَا وَأَشَاعَاهُ فِي
تِلْكَ الأَرْضِ كُلِّهَا”
(متى 9: 27-31).
قال الشيخ محمد الفيلالي:
كان المكفوفان عنيدين، فهما لم يريا عيسى لكن سمعا أنه قريب منهما. وعندما لم
يهتم بهما أحد من المارة لكثرة انشغالهم، صرخا بصوت عال ولمرَّات متتالية،
لكن لم يتلقيا أي جواب. كما أن المسيح تجاهلهما ولم يجبهما على الفور ممتحنا
إيمانهما. فقوة إيمانهما دفعت بهما أن يبحثا ويلتمسا الطريق المؤدي إلى البيت
الذي دخله المسيح. ودخل المكفوفان البيت عنوة، وهي الفرصة الأخيرة لنيل شفاء
كامل.
سأل الشيخ متولي صابر:
ماذا يعني لقب “ابن داود” ولماذا لم يسمياه باسمه الخاص؟؟
أجاب ناجي فياض:
قرأنا في لقاء سابق كيف أن رب العهد أوحى بواسطة النبي ناثان للملك داود:
“مَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَ
نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ
يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى
الأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً. إِنْ
تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ”
(2صم 7: 12–14).
لقب المكفوفان يسوع بابن داود حتى يوضحا
للناس بأنه
المسيح الموعود من سلالة الملك، وابن الله في الوقت نفسه، ولكن بما أن
العبارتين كانتا مشحونتين بمعان سياسية ودينية، فقد اقتصرا على لقب ابن داود
كغطاء لهذه المعاني السياسية.
أضاف الأستاذ رياض العلمي:
لم يسألهما عيسى عن مرضهما ولا عن آلامهما، بل ركز اهتمامه على إيمانهما،
فلمس أعينهما بإصبع يده المليئة بالمحبة والقوة، فشعرا بتيار الرحمة يخرج من
ابن داود ليحل عليهما وتتفتح أعينهما.
أضاف القس فادي عبد المسيح:
أمرهما يسوع -بعدما فتح أعينهما- أن ينسيا من فعل
بهما هذه المعجزة، وأن يحمدا
الله الذي خلصهما وأخرجهما من الظلمة التي كانا يعيشان فيها من قبل، وأن
يُسَبِّحا لابنه المسيح. كما أمرهما أن يكونا مبصرين بالروح القدس، وأن
يتعمقا في هذه المعجزة، لأن المسيح أراد أن يفتح أعين قلبيهما بالإضافة إلى
اعينهما الجسدية، وطلب منهما أن لا يخبرا احداً بهذه المعجزة، بل أن يعيشا
حياة مستقيمة.
|