شفاء غلام الضابط الروماني
قرأ الشيخ عبد السميع الوهراني:
“وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ
يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ يَا سَيِّدُ، غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ
مَفْلُوجاً مُتَعَذِّباً جِدّاً فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ
فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ ·يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ
تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي.
لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي.
أَقُولُ لِهذَا اذْهَبْ فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ اِيتِ فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ
افْعَلْ هذَا فَيَفْعَلُ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ، وَقَالَ
لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ، لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي
إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هذَا. وَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كَثِيرِينَ
سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ
إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا
بَنُوالْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إلى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ
يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ
الْمِئَةِ·اذْهَبْ، وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ فَبَرَأَ غُلاَمُهُ فِي
تِلْكَ السَّاعَةِ”
(متى 8: 5-13، قارن أيضاً لو7: 1-10 ويو4: 46-53).
أوضَحَ ناجي فياض:
كانت مدينة كفر ناحوم ملتقى لطرق البعيدة والقريبة من مصب الأردن في بحيرة
طبرية. وقد اختار يسوع هذه المدينة مقراً له، إذ أجرى فيها معظم معجزاته،
وكان الرومان قد أسسوا فيها ثكنة عسكرية صغيرة تتكون من مئة جندي ليوفروا
النظام ويُشيعوا الاستقرار.
قال الشيخ عبد الله السفياني:
إذاً، فقائد جيش المستعمرين في كفر ناحوم تقدم شخصياً إلى يسوع المسيح طالباً
منه شفاء غلامه، وهذا يعني أنه كانت ليسوع اتصالات مشبوهة وواضحة مع عدو
الأمة.
أجاب ناجي فياض:
تمهل، لم يتقدم يسوع إلى قائد المئة، بل الضابط هوالذي أتى إليه طالبا منه،
بكل تواضع واحترام، عدم الدخول تحت سقفه، كي لا يتهم بأنه عميل للرومان، وكان
هذا الضابط يؤمن بأن كل الأرواح والأمراض تخضع لسلطة يسوع وتطيع أوامره، بدون
أي عناد أو شرط مسبق، حتى ولوكانت بعيدة عنه. كانت تصله كل الأخبار عن يسوع
المسيح من خلال أعوانه وأتباعه الذين يجولون في المنطقة، فأدرك أنه ليس بثائر
سياسي بل هورجل دين له سلطة الله.
أجابه التاجر البشير الدمشقي:
تعجب يسوع من إيمان القائد ومن أنه يدرك محبة الله لكل العالم، فأثبت له
المسيح أنه سوف يجلس مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات لأجل إيمانه
به.
قال الشيخ عبد السميع الوهراني:
إن أكثرية اليهود لم يؤمنوا بالمسيح فبشرهم بالعذاب الأليم، أمّا غلام الضابط
فشفاه من مسافة بعيدة جداًّ دون أن يلتقي به أوحتى يلمسه،وذلك بفضل إيمان
سيده.
|