شفاء عشر أشخاص مصابين بالبرص
قرأ الأستاذ رياض العلمي:
“وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ اجْتَازَ فِي وَسَطِ السَّامِرَةِ
وَالْجَلِيلِ. وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ
رِجَالٍ بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ وَصَرَخُوا يَا يَسُوعُ يَا
مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا. فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ اذْهَبُوا وَأَرُوا
أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ. وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. فَوَاحِدٌ
مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللّهَ بِصَوْتٍ
عَظِيمٍ، وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِراً لَهُ. وَكَانَ
سَامِرِيّاً. فَقَالَ يَسُوعُ أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ
التِّسْعَةُ؟ أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْداً لِلّهِ غَيْرُ
هذَا الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ قُمْ وَامْضِ. إِيمَانُكَ
خَلَّصَكَ”
(لوقا 17 :11-19).
قال ناجي فياض:
من إلتقى منكم مرة بمصاب بالبرص أثناء ضيقه سيفهم لماذا صرخ الرجال العشرة،
المبعدون عن أي شركة مع الآخرين في مجتمعهم قائلين: “يا يسوع ارحمنا” دخلت
هذه الصرخة إلى صميم قلب المسيح، إذ لم يقل لهم: “اتركوني وشأني فالرب
يشفيكم” كلا، لم تصدر منه مثل هذه الاقوال الجارحة، بل وقف وامتحن إيمانهم،
فقال لهم: “اذهبوا للكهنة وأروهم جلدكم”.
سأل الشيخ عبد السميع الوهراني:
لماذا لم يقل لهم عيسى: “اشفوا” وتحققت المعجزة في الوقت نفسه، دون أن يطلب
منهم التوجه إلى الكهنة ليظهروا لهم أنفسهم؟ أليس هذا استهزاء وعمل غير
لائق؟؟
أجابه القس فادي عبد المسيح:
تكلم البرص فيما بينهم، وفكروا في العاقبة إن لم يحدث لهم أي تغيير، لكن
واحداً منهم قال: “لقد خاطبنا المعلم، وأمرنا أن نتقدم إلى الكهنة، لننال
منهم شهادة الشِّفاء، فأنا ذاهب ومتكل على قول النَّاصري. هو لن يستهزئ بنا
لأنه يعرف حالتنا ومعاناتنا، وأنا سأتجاسر وأذهب بالرَّغم من أنني لم أختبر
بعد أي شيء”. رافقه الآخرون وكان قلبه مليء بالإيمان والشَّك والرَّجاء.
بينما هم منطلقون في مسيرهم نحو هدفهم الموعود، نالوا الشِّفَاء الكامل،
لأنهم لو بقوا في مكانهم ولم يؤمنوا لظلوا على حالهم الأول، و لما نالوا
الشِّفاء. فطاعة يسوع قد خلَّصتْهم وأبعدت عنهم اللَّعنة.
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
واحد من العشرة فقط رجع إلى يسوع، وكان يرتّل بصوت عال مسبحاً وشاكراً الله
على طبيبه ومنجيه، فخرَّ على رجليه وسجد له. قبل يسوع هذا السجود لأنه نور من
نور، وروح من أب الأرواح، ورحمة من الرحمان، فهو والآب واحد. وأثبت يسوع
إيمانه وقال له: “لأنّك آمنت بي وبكلمتي قد شفيت وخلصت. قم واذهب شاهدا
لمحبتي وسط الشعب السَّامري”.
|