إقامة بنت رئيس المجمع
قرأ الشيخ عبد العليم الشرقاوي بتمعن:
“فَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ
قَائِلِينَ:
ابْنَتُكَ مَاتَتْ. لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟ فَسَمِعَ يَسُوعُ
لِوَقْتِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي قِيلَتْ، فَقَالَ لِرَئِيسِ الْمَجْمَعِ: لاَ
تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ. وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَتْبَعُهُ إلاَّ بُطْرُسَ
وَيَعْقُوبَ، وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ. فَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ
الْمَجْمَعِ وَرَأَى ضَجِيجاً. يَبْكُونَ وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيراً. فَدَخَلَ
وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ
لكِنَّهَا نَائِمَةٌ. فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ
الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ
وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً، وَأَمْسَكَ بِيَدِ
الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا: طَلِيثَا قُومِي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا
صَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ قُومِي). وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ الصَّبِيَّةُ
وَمَشَتْ، لأَنَّهَا كَانَتِ ابْنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا
بَهَتاً عَظِيماً. فَأَوْصَاهُمْ كَثِيراً أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذلِكَ.
وَقَالَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ”
(مرقس5: 35-43 قارن أيضاً متى 9: 18-26 ولو 8: 41-56).
أوضح الشيخ أحمد البعمراني:
لم يكن لعيسى أي اتصال بالضابط الأعلى للقوة الاستعمارية في كفر ناحوم فحسب،
بل تقدم إليه رئيس المجمع الديني اليهودي أيضاً لشفاء ابنته المحبوبة، فأدرك
الجميع مدى أهمية يسوع المسيح وقداسته .
قال ناجي فياض:
عندما أخبر الخادم والد الصبية بموت ابنته المريضة، تدخل يسوع على الفور وطلب
منه عدم الخوف بل أن يؤمن فقط حتى تُشفى ابنته. فنقرأ كلمة “لا تخف” والتي
ترد “365” مرة في الكتاب المقدس، على عدد أيام السنة، كأن الرب يقول لنا كل
يوم بيومه “لا تخف” وهذا يعطينا القوة حتى لا نضطرب من الأمور الملموسة في
هذه الدنيا، بل أن نبني رجاءنا على الله وكلمته وروحه فقط. فربنا ليس إله
الأموات بل رب الأحياء.
قال الشيخ متولي صابر:
رافق عيسى المسيح الأب الحزين الحائر (المحتار) بين قول الخادم النَّاعي
بالموت وقول المسيح المبشّر بالحياة، فذهب معه إلى بيته إذ وجد النساء
يولولن، ويشددن شعرهن، ويلطمن خدودهن، فحاول المسيح أن يخفف من حزنهن وأخبرهن
بأن الصبية لم تمت بل نائمة، وسوف يقيمها بعد حين، فاستهزأن به لأنهن لم
يستوعبن كلامه جيداً.
أضاف الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
أمسك يسوع بيد البنت الميتة وأمرها بلطف أن تقوم، فقامت فوراً ملبية نداءه
وبدأت تمشي في الغرفة. لقد اخترق صوت المسيح جدار الموت، إذ أن الأموات لا
يسمعون لأي صوت سوى صوت المسيح. فكل من يسمع له ويلبي دعوته يحيا، وكلمته
محيية لأن الذي يقيم واحداً من بين الأموات، كما جاء في القرآن، كأنه أقام كل
الأموات.
قال الشيخ عبد الله السفياني:
لا أرى في تصرف عيسى أي منطق، إذ منع أهل البيت الحائرين بين الفرح والحزن من
إخبار الآخرين بقيامة ابنتهم. الكل يعلم أن البنت قد توفيت، غير أن المسيح
أصر على عدم إعلام الآخرين حتى لا يؤمنوا به من خلال معجزاته بل أن يختبروا
محبته وقداسته وبره.