شفاء الأبكم الأصم
قرأ الشيخ أحمد البعمراني:
“وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ
يَدَهُ عَلَيْهِ. فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ،
وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ فِي
أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ
السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: إِفَّثَا. أَيِ انْفَتِحْ. وَلِلْوَقْتِ
انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ
مُسْتَقِيماً. فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ. وَلكِنْ عَلَى
قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا
يُنَادُونَ أَكْثَرَ كَثِيراً. وَبُهِتُوا إِلَى الْغَايَةِ
قَائِلِينَ:·إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَناً! جَعَلَ الصُّمَّ
يَسْمَعُونَ وَالْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ!”
(مرقس 7: 32-37).
انتبه التاجر البشير الدمشقي وقال:
لم يمكث عيسى في منطقة الجليل فقط أو في القدس، بل تقدم باتجاه لبنان، وذهب
ماشياً نحوسوريا والأردن، فلم يكن يفكر في الراحة أو الاستجمام حتى في
البلدان الغريبة. قدموا إليه أحد المرضى، الذي لم يكن يسمع ولا يتكلم، وطلبوا
منه أن يشفيه بوضع يده على أذنيه وعلى لسانه.
قال القس فادي عبد المسيح:
تباطأ يسوع في شفاء المريض، لكن شك المشركين دفع به إلى أخذ المعذب جانباً،
فلمس أذنيه، وتفل على إصبعه، ووضع ريقه على لسانه، وصلى. كان يسوع مصليا
بسلطان الله، وفتحت شفاعته أبواب السماء. إنه لم يتكلم كثيراً إلى أبيه
السماوي، بل رفع عينيه نحوه تاركاً قلبه يخاطبه عوضاً عن شفتيه. أخيرا تنهَّد
وقال: “انفتح” فانفتحت أذنا الأصم، وانفكت عقدة لسانه، فتكلم كبقية الناس.
إن محبة يسوع تقدر أن تغلب كل الأمراض، وتشفيها بقوة السماء مهما كانت. فإن
وَجدت أي عُقدة، أومشكلة في حياتك، تقدَّم بها إلى يسوع الحي، حتى يضع يده
على رأسك ويشفع فيك ويفديك. إنه مستعد لذلك متى طلبته والتجأت إليه.
|