شفاء الأبرص
قرأ التاجر البشير الدمشقي:
“فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِياً وَقَائِلاً لَهُ:
إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي! فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ
يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ، فَاطْهُرْ. فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ
يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ وَطَهَرَ. فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ
لِلْوَقْتِ، وَقَالَ لَهُ: انْظُرْ، لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئاً، بَلِ
اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ
بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُمْ. وَأَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وَابْتَدَأَ يُنَادِي
كَثِيراً وَيُذِيعُ الْخَبَرَ، حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ
مَدِينَةً ظَاهِراً، بَلْ كَانَ خَارِجاً فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ، وَكَانُوا
يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ”
(مرقس1: 40-45 قارن أيضاً متى 8: 2-4 ولوقا 5: 12-16).
قال القس فادي عبد المسيح:
ما الفريد في هذه المعجزة؟؟
أجاب الشيخ محمد الفيلالي:
البرص مرض خبيث ليس باستطاعة أحد أن يشفى منه بشكل كامل، أمّا هذا الأبرص
فيظهر أنه قد سمع عن قدرة عيسى على الشفاء، وأنه يحب المرضى فآمن به وتقدم
إليه قائلا: “إن أردت تقدر أن تطهرني”، لم يشك المصاب في قدرة المسيح
الشفائية.
أجابه الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
قرر عيسى أن يشفيه على الفور، إنه دائماً يبحث عن المرضى والمحتاجين. تحنَّن
على المسكين المتألم ومد يده ولمس جلده المريض، رغم تراجع الجميع إلى الوراء
خوفاً من انتقال العدوى إليهم. فوجه المسيح كلامه إلى الأبرص وقال بصوت عال:
“أريدك أن تطهر فاطهر... “ما أعظم هذه الكلمات الموجهة إلى الأبرص، وكذلك إلى
كل واحد منا، لأنه يريد أن يطهرنا من كل نجاساتنا. فمن يؤمن بكلمته يختبر
قدرته على التطهير والشفاء.
أضاف رياض العلمي:
نقرأ في هذا النص أن يسوع المسيح بعد ما خاطب المريض اختفى المرض مباشرة،
وأصبح جسم هذا الشخص نقياً طاهراً كما كان يوم ولادته. لقد راقب الجميع عملية
الشفاء بأُم أعينهم. لكن لماذا منع عيسى المريض أن يخبر الآخرين بهذه المعجزة
العظيمة؟ لو سمح له بذلك لكانت أفضل دعاية للمسيح؟؟
أجاب ناجي فياض:
لم يرد يسوع أن يكسب الناس بواسطة معجزات وشفاءات باهرة، بل تمنى أن يعرفوا
الخطيئة، ويندموا عليها، ويتوبوا توبة نصوحة صادقة، فإن لم يندم الخاطئ على
آثامه، وينسحق أمام الله، فلن يتأصل الإيمان في قلبه. أمر يسوع المشفى أن
يذهب إلى الكهنة، ويقدم ذبيحة الإثم لكي لا يقتصر على التطهير الجسدي فحسب،
بل أن يطهر نفسه النجسة. إن يسوع يريد شفاء كل الأمراض، غير أن شفاء النفس
تحظى بالأولوية والإهتمام.
|