الخـاتمـة
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:
تطرقنا اليوم إلى 14 معجزة أجراها يسوع المسيح. أقترح عليكم أن يقرأ كل واحد
منا هذه الأخبار المثيرة في بيته مرة أخرى، كي يكرم المسيح الحي. ونشكر الله
لأجل ما فعل بواسطته. هذه الآيات حجَّةً قاطعة بأنه مرسل من قبل الله، وهوآية
الله الفريدة ورحمة الله المتجسِّدة، بل أكثر من ذلك إنه كلمة الله، وروحه،
ومحبته، وشفاؤه، وانتصاره على الموت. فمحبَّة المسيح أعظم مما نعلم.
قال الشيخ عبد السميع الوهراني:
قد قرأنا حتى الآن في الإنجيل سبع (7) معجزات ليسوع المسيح، جاء ذكرها في
القرآن أيضاً، منها: إبراء العمي، وتطهير البرص، وإقامة الموتى، وإشباع
التلاميذ في البرية، وتجديد قلوبهم وأنه هو بحد ذاته أعظم آية من الله. لم
نقرأ في الإنجيل أن يسوع تكلَّم في المهد، ولا نجد أيضاً أنه خلق طيراً من
هيئة الطِّين. فالقرآن يحتوي على عدد من معجزات المسيح أكبر مما ذكر في
الإنجيل.
أجاب القس فادي عبد المسيح:
تحاشيت عمداً التَّطرُّق إلى الإختلافات المتواجدة بين الإنجيل والقرآن، لكن
بما أنك فتحت هذا الباب، سأجيبك:
عندما زار الطبيب اليوناني، البشير لوقا، مريم أم يسوع، وحصل منها على
المعلومات المتعلقة بولادة يسوع، وعن الأسابيع التالية لولادته، لم تخبره أي
شيء عن تكلم يسوع في المهد، لأن هذا لم يحصل قطعاً مع المسيح، ولوكان قد حصل
لما أخفته
عنه، بل لأظهرته كي تكون لدعوته قوة وقبولا. عندما
سألها الطبيب عن نموه، لم تذكر
له قضية خلق الطير وبث الروح فيه من جديد، لأنه لم يحدث فعلا، فلوكان قد وقع
حقاً لكانت أمه أول من علم بهذا الأمر، ولأخبرت الآخرين عنه كي يصدِّقوا
قوله.
لم يؤلف محمد هذه القصص من تلقاء نفسه، بل سمعها من عبيد سريان كانوا
متواجدين في مكة أثناء تلك الفترة، فهؤلاء العبيد كانوا يعتبرون هذه الأخبار
من الخرافات والأساطير المتداولة بينهم، وأنها تُحكى للأطفال الصغار أثناء
توجههم إلى فراشهم، فتساعدهم على النَّوم. ومن يرغب أن يقرأ مثل هذه القصص
يمكنه ذلك، لأنها من بين الأسفار غير القانونية، أي الموضوعة والضعيفة، والتي
لا تعترف بها أية كنيسة. إنها مثل الكتب والمؤلَّفات التي تحتوي على الأحاديث
الموضوعة والملفَّقة عن محمد. فآباء الكنيسة لم يقبلوا مثل هذه الكتب، لأنها
ليست وحياً إلهياً، ولاتمت إليه بأيَّة صلة.
ختم ناجي فياض البحث قائلا:
أتمنى أن لا تسبب مثل هذه الاختلافات أي مشكل أو غضب فيما بيننا، لأننا نحتاج
إلى تصحيح أفكارنا وتصوراتنا من خلال الحقائق التَّاريخية. المهم أن نقبل
صورة المسيح كما أخبرنا بها شهود عيان، من بطرس، ويوحنا، ومريم، كي ندرك من
هو المسيح التَّاريخي والحقيقي، ونؤمن بالذي امتلأ قلبه بالمحبة والحنان. لا
تتخلُّوا في أدعيتكم عن المسيح الحي، ضعوا ثقتكم فيه مثل الآخرين الذين وثقوا
به، ونالوا شفاءً روحياً وجسدياً في الوقت نفسه. واعتمدوا عليه كي يستجيب
لصلواتكم، حسب قصده، وليس حسب أمنياتكم ورغباتكم.
أضاف القس فادي عبد المسيح:
نجد في الإنجيل أخباراً متعددة عن معجزات أخرى للمسيح، فأشجعكم أن تتعمَّقوا
في كلمة الحياة في بيوتكم. وكما أخبرنا البشير يوحنا:
“وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً
وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ
الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ.
آمِينَ”
(يوحنا 21: 25).
وقف القس فادي عبد المسيح موضحا:
بلقائنا نكون قد تطرقنا الى رسالة المسيح ومعجزاته التي يستحيل علينا التوقف
عندها بأكملها لكثرتها وأيضا لضيق الوقت. أما المواضيع التي لم نتطرق لها
بعد، هي “أخلاق المسيح وأيامه الأخيرة على الأرض، وقيامته من الموت” لذا
سيكون موعدنا المقبل فرصة للدراسة والتعمق.
سيكون اجتماعنا -بحول الله وقدرته- في بيت أخينا التاجر، البشير الدمشقي،
وسينضم الى هذه الحلقة الدراسية، التي أشكر الرب عليها كثيرا، إذ توسعت فشملت
عدة أشخاص من مختلف الإختصاصات والمجالات، سينضم إلينا الأخ “عبد المعطي”
المتخصص في المجالات الزراعية.
|