آية للناس

المقدّمة

 شراء الإنجيل من مكتبة العاصمة

إنجيل واحد أم أربعة

عصمة الإنجيل

مريم أم المسيح

تسبيحة مريم

يوسف خطيب مريم

ولادة يسوع

عَلاقة المسيح بالله وروحه

معمودية يسوع

تجربة يسوع من قبل الشيطان

تعريف المسيح بنفسه

يسوع الراعي الصالح

صلاة المسيح الشفاعية

مضمون رسالة المسيح

المعاملات

العبادات

تطويبات المسيح

مُعجزات المسيح حسب الإنجيل

شفاء المسكون بالأرواح النجسة داخل المجمع

شفاء الأبرص

شفاء غلام الضابط الروماني

شفاء المفلوج يوم السبت

إقامة بنت رئيس المجمع

فتح أعين المكفوفين

إقامة شاب ميت

الإسراع إلى كفرناحوم

إسكان العاصفة

تحرير المسكون بالأرواح

إشباع الخمسة آلاف

مشي يسوع على الماء

شفاء الأبكم الأصم

شفاء عشر أشخاص مصابين بالبرص

إقامة ألعازر من القبر

الخاتمة

مسابقة الجزء الاثني من كتاب آية للناس

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

 

علاقة المسيح بالله وروحه

 

التقى طلاب الحق بالقس فادي عبد المسيح وزميله ناجي فياض في بيت الشيخ أحمد البعمراني، فتوجه الشيخ عبد العليم الشرقاوي باقتراح إلى القس فادي عبد المسيح طالبا منه تفسير آيات من الإنجيل تشير إلى علاقة المسيح بالله وروحه.

قال القس فادي عبد المسيح:

في زمن يسوع عمَّت حركة التوبة كل أرجاء بني اسرائيل. كان يوحنا بن زكريا الملقب في القرآن بـاسم “يحيى” محور هذه الحركة وزعيمها، وسوف نلقي عليه بعض الأضواء كي نستوعب بشكل أفضل الآيات التي ستأتي فيما بعد.

قرأ الشيخ أحمد البعمراني:

“وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ قَائِلاً تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً وَيُوحَنَّا هذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ، وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً. حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ، وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ. فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ، قَالَ لَهُمْ يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ لَنَا إبراهيم أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لإِبْراهِيمَ”

(انجيل متى 3:1 9).

سأل الشيخ محمد الفيلالي:

ماذا يعني ملكوت السماوات؟؟ هل يريد الله أن ينشئ مملكة قوية على هذه الأرض ويزيل كل السلاطين والممالك الأخرى؟؟

أجاب ناجي فياض:

لا يتكلم الإنجيل عن دولة سياسية بل يقصد تجديد الأمة روحيا من خلال تطهير القلوب وتنقية الأعين وصدق الألسن وتحفيز الأيدي على الاجتهاد ودفع الأرجل للسعي نحوالخير وخدمة المساكين. ملكوت السماوات هومملكة المحبة والتواضع المبني على القداسة والقوة الروحية الخارقة.

أضاف الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

أعلن الله منذ 700 سنة نبوءة على لسان النبي إشعياء تحققت في يحيى. وقد تنبأ بأن المتخاصمين يتصالحون، والمتكبرين يتواضعون، والحزانى يتعزون، والأثمة يتبررون.

سأل الشيخ صابر متولي:

ماذا تعني عبارة “أعدّوا طريق الرب” هل يريد الله العظيم أن يعدوا له الطريق حتى يأتي إلى أرضنا الصغيرة، إذ كيف يمكننا أن نعد الطريق للأزلي حتى يأتي إلى الإنسان الفاني وإلى المؤمن المحدود الحياة؟؟

أجاب القس فادي عبد المسيح:

صدقت، إن إعداد طريق الله لا يمكن أن يتم إلا بروح الله نفسه، فالرب هوالذي يشق طريقه نحونا وينتظر منا الاستعداد والترقب والاستقبال. هويقترب من كل واحد. غير أن خطايانا تبعده.وتمنعه من الوصول إلينا. لقد عم الفساد كل مجتمعاتنا إذ نجد الزناة يزنون بلا خجل ولا حياء، والبعض الآخر يمارس الفرائض والطقوس الدينية حتى يتلقوا المدح والثناء من الآخرين، ليمجدوهم ويعتبروهم من زمرة المقربين الصالحين، والبعض الآخر يتظاهر ويعتصم طالبا السماح له بالزواج بمن يماثله جنسيا (الذكر مع الذكر والأنثى مع الأنثى). فيوحنا أظهر لنا الطريق الفضلى: “اكشف نفسك في نور الله، اعترف بذنوبك أمام القدوس، تب لربك واستغفر له فلا مفر من الحق الإلهي”.

سأل الشيخ محمد الفيلالي:

لماذا هرول الناس باتجاه يحيى قادمين من فلسطين والأردن والمدن العشر الأخرى، هل لأنهم أبصروا شخصاً كثيف الشعر لم يزر حلاقا طيلة حياته، يقتات من الجراد والعسل البري. هل ظهوره كان يثير الخوف والغرابة في نفوس الناس؟؟

أجاب ناجي فياض:

كلا، إنما الداعي أنه كشف لهم عن أخطائهم وعيوبهم، فلاحظوا أن المعمدان كان شخصا مستقيما أراد أن ينجيهم ويرفع عنهم غضب الله الآتي، فأقبلوا إليه لكي يطفئ كبرياءهم وينقص من شرفهم المزعوم ويحررهم من الأنانية الكاذبة.

سأل الشيخ أحمد البعمراني:

إلى ماذا تشير عملية المعمودية في نهر الأردن؟؟ هل تشبه عملية التطهر والوضوء قبل الصلاة ؟ إذا كان كذلك فهذا يعني أنه ليس باستطاعة أحد التقدم إلى الحضرة الإلهية أومُباشرة الصلاة بدون الطهارة البدنية.

أجاب القس فادي عبد المسيح:

لمعمودية يوحنا في نهر الأردن معان عديدة. إنها ترمز إلى أن الشخص المعتمد ذوطبيعة فاسدة، يستحق الموت أوبالأحرى الغرق، فلا مهادنة ولا مسامحة مع الخطية، فالمعمودية تأخذ مكان الدينونة الإلهية مسبقا، وعلى المعتمد أن يعترف قبل معموديته بأنه مذنب ومستحق للموت عن خطاياه.

أمّا المعنى الثاني للمعمودية فهوتطهير المعتمد. هكذا ينبغي على المؤمن التائب أن يعيش بعد معموديته بدون تسلط الخطيئة عليه، مثل الشخص الذي ينزل الى الماء وسخا ثم يصعد منه طاهرا نقيا مما عُلِّقَ به.

لاحظ التاجر البشير الدمشقي:

أليست المعمودية هدفاً صالحا ذا محتوى فارغ؟ وبالرغم من ذلك نجد أناساً يستمرون في خطاياهم ولم تحدث فيهم المعمودية أي تغيير يذكر.

قال ناجي فياض:

كلا، كبرياءهم قد انكشف من خلال اعترافهم بخطاياهم، والرب القدير قد استجاب لهم. إن سلوك التائبين يتغير جذريا وتدريجيا، ولم تعد إرادتهم متجهة للشهوات الدنيوية الدنيئة فيما بعد، بل اتخذوا الله هدفا لمسيرهم ولمصيرهم.

سأل الشيخ عبد السميع الوهراني:

من هم الصدوقيون والفريسيون الذين نعتهم يحيى بـ”يا أولاد الأفاعي”؟؟ هل هم أصحاب الجحيم الذين أنزل الله عليهم غضبه ومسخهم مثلما مسخ غيرهم من اليهود، إذ أصبحوا قردة خاسئين؟؟

أجابه القس فادي عبد المسيح:

كان الصدوقيون ينتمون إلى إحدى الطوائف اليهودية المتحررة، إذ اكتفوا بطقوس الهيكل، واعتقدوا بأن الله راضٍ عنهم بفضل صلواتهم وقرابينهم وصيامهم الأيام الواجبة والمفروضة عليهم.

أمّا الفريسيون فينتمون إلى إحدى الطوائف المحافظة والمتشددة في تنفيذ الشريعة، فخلصوا إلى وجود “613” وصية من التوراة  –بل هناك أكثر وظنوا أن بتنفيذهم هذه الوصايا سيحوزون على رضى الله ورضوانه.

قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

كان جواب يحيى صائباً، فالإنسان لا ينال الخلاص بناءً على أعماله الحسنة من عبادات ومعاملات، بل يتم ذلك من خلال تجديد القلوب. قرأت في بعض الكتب المسيحية أنه ينبغي للإنسان العتيق أن يموت ويقوم بدلا منه إنسان جديد، ذوقلب نقي طاهر،فالطريق الأمثل للوصول إلى هذا الهدف، يمر بواسطة النصوحة النابعة من القلب، وعمل الله في حياة الفرد.

قال الشيخ محمد الفيلالي:

قال يوحنا كلمة مهمة: “إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. “وذلك في حالة عدم توبة اليهود أو النصارى أو المسلمين، فالله قادر على تجديد القلب الفاسد والذهن المتحجر والعنيد.

أضاف القس فادي عبد المسيح:

لنستمر في قراءة الإنجيل، كي نرى ما هوالحل الأمثل الذي قدمه يحيى للحصول على النجاة.

قرأ الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

“وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ”                                                                          (متى 3: 10-12).

قال الشيخ أحمد البعمراني:

هل رأيتم جذع الشجرة الكبيرة كم هولَيِّن مما يسهل قطعه بسرعة. إن هذه الشجرة تشبه حال أمتنا الفاسدة المنخورة الجسم، والمستحقة لغضب الله ان لم تتب من اعماقها.

أضاف ناجي فياض:

أنبأ يوحنا المعمدان الجموع بمجيء يسوع المسيح، واعترف بأن هذا الأخير أقوى منه بالروح وأعظم في المحبة والقداسة، وأعلن أنه غير مستحق أن ينحني أمامه ويحِلَّ سيور حذاءه ويغسل رجليه.

قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

من خلال هذه النبوة نقرأ أن المسيح عيسى الموعود لن يعمد بالماء بل بالروح والنار. ربما دلت هذه الموهبة على تجديد القلوب وتنقيتها من الذنوب، فالمسيح الآتي هوالمستحق أن يعمد التائبين بالروح القدس.

أضاف الشيخ عبد السميع الوهراني:

قرأنا في القرآن أن الروح القدس يأتي على قلوب العباد لكي ينذر غير المبالين والمعرضين عن الحق.

سألهم القس فادي عبد المسيح:

في هذا المثل، يقف المسيح الآتي على البيدر، ويقوم بعملية ذر المحصول، حتى يميز بين القش الفارغ وبين الثمرة الصالحة النافعة، فأين نضع أنفسنا: هل نحن ننتمي إلى التبن الذي تتقاذفه الرياح، أم نشبه البذرة الثابتة النافعة لنفسها ولغيرها؟؟