رَحمَة الله |
قال الشيخ محمد الفيلالي: لقد حفظت شهادة عيسى التي يقول فيها: «وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ» (آل عمران 3 :49). ماذا تعني هذه الآية الغريبة. إني لا أرى عيباً أو ذنباً في الشخص الذي يأكل في بيته ويحفظ لوازم البيت في خزائنه، فلماذا يريد عيسى أن يكشف على بديهيات بيوتنا؟؟
أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي: لا تتعلق هذه الآية ببديهيات الحياة ولا بأسرار الحياة الزوجية، بل تشير إلى أفعال النفاق والظلم. فمثلا إذا زارك ضيوف وأثناء حضورهم قدمت لهم حساء العدس والفول، وبعد خروجهم من بيتك، أخذت في تناول أحسن الطعام كالدجاج المحمر وغيره… فيعتبر هذا التصرف إثما ونفاقا. أو رأيت في مجتمعك محتاجين وفقراء وعوض أن تساعدهم، ذهبت لتخزن أموالك من الذهب والفضة… فإنك في هذه الحالة تعتبر لصاً. إن عيسى لم يستطع احتمال مثل هذه الأعمال المشينة من الكذب والرياء والنفاق، فجهر بالحق وتكلم بجرأة وصدق تجاه المذنبين والخطاة. تنهد أحد الشيخ عبد الله السفياني وقال: ليت عيسى يتكلم اليوم مع الأمراء ومالكي النفط الذين ينعمون في الرفاهية والعيش الرغيد حتى يرشدهم إلى الدول الفقيرة والمحتاجة في هذا العالم، إذ نجد بين هذه الدول الفقيرة عَشراً منها تنتمي إلى العالم الإسلامي وهي تعيش تحت مستوى الفقر المدقع. قال الشيخ أحمد البعمراني: تكشف لنا شهادة عيسى قدرته في أن ينبئنا عن كل ما نفعله سواء في الخفاء أو في العلانية، فعنده أعين كاشفة نفاذة تخترق كل مستور وخفي كأشعة الشمس التي لا تعيقها الجدران والخزائن عن التوقف، فأعمالنا لا تبقى مستترة بل حتى أفكارنا ومقاصدنا مكشوفة أمامه. اهتز الشيخ متولي صابر من مكانه، وقال: لو كان عيسى يتميز بكل هذه الصفات، لكان هذا يعني بأن مصيري جهنم، لكن لا محالة عنده الشفاعة وسأطلب منه أن يشفع لي عند الله ويطلب من القدوس كفارة لأجلي |
الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله |