رَحمَة الله |
لاحظ الشيخ متولي صابر: قرأنا عدّة مرات أثناء لقاءاتنا، أنّ عيسى شفى بكلمته المرضى بدون أي مقابل، فهو تحنّن على المساكين والمعوزين، وتفقّد المرضى ولم يتخل عن المحتقرين والمنبوذين، بل منحهم وقته وحياته لكي يخرجهم من ضيقهم ويفَرِّج كربتهم، فمحبته كانت الدافع لشفائهم. أضاف الشيخ محمد الفيلالي: أعرف عدّة مرضى يقصدون النصارى كي يحصلوا منهم على الشفاء، راجين منهم أن يطلبوا من عيسى الذي هو حي عند الله أن يشفع لهم ويبرئهم، إنهم يؤمنون بقدرته ورحمته وشفاعته. أما النصارى فيجيبونهم: «لا نقدر أن نطلب الشفاعة لأجلكم إن لم تؤمنوا بالشافي إيماناً ثابتاً، لأنّ الإيمان به هو بمثابة همزة الوصل بينكم وبينه»، يجيبهم البعض: «نؤمن بعيسى أنّه ابن مريم وكلمة الله وروحٌ منه» عندئذ يتوجّه النصارى بالصلاة إلى عيسى بلجاجة وإخلاص مرات عديدة، إلى أن نال بعضهم الشفاء العجيب. تدخّل الشيخ عبد السميع الوهراني غاضباً: يستطيع السَّحرة أن يشفوا المرضى أيضاً ويسلطوا شياطينهم على المشركين، خاصة في مثل هذه الجلسات التي يلتمس فيها الشخص الشفاء من أرواح الأموات. فمثل هذه الأعمال مرفوضة عند الله تعالى لأنّها تقود إلى الشر والنجاسة. احترسوا أن لا تنغمسوا في مثل هذه الأعمال الشريرة حتى لا تلبسكم الأرواح. أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي: الحق معك، فكل من يلتمس أرواح الموتى أو الجن أو يلتجئ إلى العرافات يصبح مسكوناً ومقيداً بهم، فالله يمنع بتاتاً كل اتصال بالأرواح، لكن عيسى المسيح ليس روحاً من الأرواح النجسة وليس من الجن، لأنّه كان عند الله قبل ولادته وأتى إلينا ثم عاد إلى مصدره الأول، إنه جزء من روح الله الأزلية، وكل من يتصل به ينال منه روح اللطف والتواضع والوداعة والرحمة |
الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله |