رَحمَة الله |
اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته افتتح الشيخ عبد العليم الشرقاوي اللِّقاء قائلاً: من يقرأ المصحف الشريف يجد أنّ الله آتى رُسله آيات وبينات ليوضح قدرته، كما نقرأ: «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ» (الإسراء 17: 101). علَّق الشيخ عبد السميع الوهراني: ما أقوى البيّنات المعطاة لموسى، كانت كل واحدة منها عبارة عن قصاص وعقاب لفرعون الذي قسى قلبه، ولشعبه الفاسد. اقرأ ما يقول الله في سورة الأعراف: «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِين» (الأعراف7 :133). أجاب الشيخ أحمد البعمراني: كانت الآيات التي استودعها الله بين يدي عيسى ابن مريم تسعاً أيضاً لكنها مختلفة كل الاختلاف عن آيات موسى. فالبيّنات المعطاة لابن مريم لم تكن قصاصاً أو غضباً من الله بل بالحري ثمار الروح القدس في عيسى. إذا قرأنا بعض الآيات بتمعن نستطيع أن نكتشف الفرق بين عهد موسى وعهد المسيح، وخير مثال على هذا قوله: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُس» (البقرة 2: 253). سأل الشيخ متولي صابر: ماذا يقصد القرآن بكلمة «البيّنات» وما معنى «الآيات»؟؟ أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي: ورد ثلاث مرات في القرآن أنّ المسيح لم يقم بتنفيذ البيّنات المختصة بعيسى بل إنّ الروح القدس أيده على القيام بها، فالروح القدس ساعد الروح المتجسد في عيسى على تنفيذ معجزاته المباركة، وهذه الآيات تدلُّ على نعمة من الرب كما نقرأ أنّ عيسى ذكر عدة مرات عبارة: «أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ» (آل عمران 3: 49-50 والمائدة 5: 114). فآيات عيسى وبيّناته ترمز الى قدرة الله العاملة فيه. |
الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله |