رَحمَة الله |
سأل الشيخ صابر متولي: ماذا تعني كلمة: «متوفيك» هل كلمة وفاة تعني موت عادي بعد حياة موفقة؟؟ أجاب الشيخ أحمد البعمراني: هناك معان مختلفة لكلمة «متوفيك» حسب كتب التفسير. بعضهم يشرحها بوضوح بأنها تشير إلى موت طبيعي بدون بطش أو غير ناتج عن حادث. والبعض الآخر يقول أنّ هذه العبارة تدل على سبات في شكل موت، ثم الانتقال إلى الأبدية. أما الفئة الثالثة فتفسّر كلمة «متوفيك» بمعنى التوفيق في الحياة بعدما ختم حياته بالفلاح. إذن تتضمّن هذه الكلمة معان مختلفة، إلا أنّها تتّفق كلها على أنّ عيسى بالرغم من ذلك لم يرفض الشهادة، بل أنهى الله حياته على هذه الدنيا بكل سلام وأمان. قال التَّاجر بشير الدمشقي: لقد وجدت -بموجب عملي الذي يحتم عليَّ السفر من الشرق إلى الغرب في إحدى ترجمات القرآن بأندونيسيا، وبتركيا، أنهم ترجموا كلمة «متوفيك» بـ «أُميتك» فعلماء القرآن يعرفون بدقة أكثر من غيرهم أنّ عيسى ابن مريم قد مات حقًّا، وبعد ذلك صعد إلى السماء عند ربه. غير أن بعضهم لا يريدون الأخذ بهذه الحقيقة التاريخية. قال الشيخ محمد الفيلالي: لقد انزعجت كثيراً عندما قرأت الآيات التي سبقت هذه الآية، وخاصة الآية التي تقول: «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا» (سورة ال عمران 3 :54-55). فما معنى هذه الآية التي تشمئز منها نفسي؟؟ أوضح الشيخ عبد العليم الشرقاوي: احتدّ غضب بعض اليهود المتعصّبين والمتطرّفين، إذ يذكرهم القرآن 12 مرة أنهم كذّبوا الأنبياء والرسل، بل قتلوا البعض منهم أيضاً، وهذا مانجد ذكره في سورة البقرة: «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَائَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ» سورة البقرة قارن أيضاً: (البقرة 2: 61-62،91 وآل عمران 3: 21،112 -113، 181، 183 والنساء 4: 155، 157 والمائدة 5: 70 ). كما رفضوا الأنبياء والرسل من قبل، هكذا قابلوا دعوة ابن مريم رغم بيّناته فخطّطوا لقتله أضاف الشيخ أحمد البعمراني: النص الموجود في سورة آل عمران «الآية 54» يخبرنا أنّ اليهود مكروا وخطّطوا وعزموا على قتل عيسى ابن مريم، لكن الله كان أمكر منهم، فهو خير الماكرين، إذ تدخل ونجى عيسى من مقاصد اليهود ومؤامراتهم المتمثلة في قتلهم للمسيح قال الشيخ عبد الله السفياني: أعوذ بالله من هذه التهمة، أَصَادقون في قولكم؟! فلغاية اليوم كنت أعتقد أنّ خير الماكرين صفة من صفات الشيطان، وليست من أسماء الله سبحانه وتعالى قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي: ربما أحب الله المسيح عيسى ابن مريم كثيراً، حتى قبل أن يُسمى بخير الماكرين لينجي ابن مريم من الموت الحقيقي الذي كان في انتظاره قفز الشيخ عبد السميع الوهراني من مكانه كأنه وُخِزَ بإبرة، وقال: ليس الله بماكر مثل مكر الأشرار، إنما أحكم الخطة وعامل اليهود بالمثل، فمكر لأنهم مكروا أيضاً،ومسخهم لأنهم لم يطيعوا شريعته، وكان هذا جزاءهم. كما أنّه لا يحق لنا أن نفسّر هذه الآية تفسيراً حرفياً أجاب الشيخ أحمد البعمراني: وردت هذه الصفة عن الله (خير الماكرين) مرتين في القران (آل عمران 3: 54 وَالأنفال 8: 30) ونجد صفة أخرى في القرآن: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ...» ) سورة النساء 4 :142). فلا ندرك دائماً ما معنى هذه الآيات والصفات بدقة، ولم نفسرها تفسيراً حرفياً كما قُلت |
الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله |