رَحمَة الله |
أضاف الشيخ أحمد البعمراني: لم أقرأ مرّة واحدة أنّ عيسى طلب من حوارييه مالاً ولا زكاةً ولا صدقةً، ولم يتاجر بآيات الله لا بثمن قليل ولا كثير، فكان هو بذاته وحي الله المتجسّد، وعلم أنّ كلمة الله لا تقدر بثمن. كذلك أتباعه عملوا على تقديم آيات الإنجيل بدون مقابل، إذ نقرأ في القرآن: «وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ» (آل عمران 3: 199). قال الشيخ عبد الله السفياني: في إحدى المرات عندما كنت أحاسب بعض النصارى في السوق، وأثناء حديثنا قال أحدهم: «ليس أحد يقدر أن يخدم الله والمال، فإمّا أن يبغض الواحد ويحبّ الآخر وإمّا يلازم الأوّل ويترك الثاني». خجلت من كلام البائع، لأنّي تشاجرت معه وخاصمته من أجل دراهم معدودة.
أضاف الشيخ عبد العليم الشرقاوي: يتضح لي أنّ المسيح عيسى لم يتمسّك بالكنوز الدنيوية، لأنّه كان روحاً من الله، وأدرك أنّ كل الأشياء الدنيوية فانية. لذلك كانت روحه متّجهة نحو الله الذي يرزق بسخاء وبدون حساب كل من اتّكل عليه. فما كان عيسى جابياً، ولا تاجراً، بل خادماً في رحمة الله. |
الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله |