رَحمَة الله

التكلّم في المهد

سأل الشيخ عبد الله السفياني:

لماذا تكلم عيسى في المهد وهو لا يزال طفلاً، وماذا يعني بالخطابين الَّذَيْن وجههما إلى أمه مريم وإلى أهل قبيلته؟؟

أجاب الشيخ أحمد البعمراني:

تكلَّم عيسى بعد ولادته مباشرة لأنّه بذاته كلمة الله المتجسدة، لقد امتلأ بكلمات الله، وعلمه العليم الكتاب الأصيل مع التوراة والإنجيل وحكمة سليمان، فكان عيسى ممتلئاً بالعلم والمعرفة منذ ولادته، وبما أنّه كان روحاً في جسد إنسان لم يحتج إلى وقت ليتعلم لغة أمه. لأنه عرف الكلَّ وفهم الكل، واستطاع أن ينطق بكل حرف بدون تهجٍّ، فلم يحتج إلى فترة زمنية حتى ينمو فكره مثل الأطفال الآخرين. إنّه فريد إذ لم ير تاريخ البشرية إنساناً آخر بهذه القدرة، لذلك هو آية الله لكل الناس.

سأل الشيخ محمد الفيلالي:

ماذا قصد ابن مريم بكلماته الأولى، وما هو مضمون ومغزى خطاب الرضيع؟؟

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

نقرأ في القرآن هذه الآيات:

«فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا ألاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَانِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ  إِنسِيًّا»    (مريم19 :24 -26).

أراد المولود الجديد أن يعزي أمه المنفردة والمنعزلة اليائسة لأنّها ولدت صبياً وهي عذراء، فأكد لها أنّها ولدت شخصية بارزة، فكلمة: «سريا» تحمل عدة حركات في القرآن. هناك من قرأها ب: «سُريا» أو «سِريا» أو «سَريا»، فالقراءة الأولى (بالضمة) تعني شخصية بارزة، أما قراءتها بـ(الكسرة) «سِريا» فربما هي مشتقة من «سر» أي ما هو سري وخفي، بينما قراءتها بـ(الفتحة) «سَريا» تعني الجدول الصغير… فكل مفسر يمكن أن يقرأ الكلمة كما يريد وذلك لأنّ القرآن أُنزل على سبعة أحرف (سبع قراءات ) وكل واحدة منها صحيحة.

سأل الشيخ متولي صابر:

لماذا نجد للقرآن سبع قراءات وكل واحدة منها تختلف عن الأخرى مما يجعل لكل عبارة معان مختلفة؟

أجاب الشيخ أحمد البعمراني:

كتبت المصاحف الأولى من القرآن بدون نقط وحركات، وهذا أعطى مجالا للناس أن يختاروا بين الكلمات المختلفة أثناء القراءة أو التجويد، فترتب عن ذلك بروز طرق متنوعة من التفسير من قبل العلماء والفقهاء، أما الله فأوحى لعيسى ثمانية خطابات حسب المصحف، لكن خطاباته الأخرى فهي مدوَّنة في الإنجيل الشريف وكلها واضحة المعاني لا اختلاف ولا تأويل حولها.

الصفحة الرئيسية

الافتتاحية: رؤيــا

الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية

اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم

اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته

اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية

اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته

التكلّم في المهد

خلق الطير

إبراء الأكمه والأبرص

إحياء الموتى

بصيرة نافذة ثاقبة

المائدة السماوية

مجدّد الأذهان

أم المعجزات

اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته

بارُّ بأمه

وديع ومتواضع القلب

مشفق على المساكين

رحمة من الله

لا يتاجر بكلمة الله

غلامٌ زكيٌّ

أحيا الجميع

عزوبية عيسى

رجل السلام

اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم

وفاة عيسى ومكر الله

صلب عيسى

شُبِّه لهم

الفصح في التوراة

غضب الله على الجميع

الأعمال الحسنة والإنابة

اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله

رفع عيسى

وجيه في الدنيا والآخرة

تحقيق كفارة عيسى

شفاعة عيسى

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

الصفحة الرئيسية