رَحمَة الله |
قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي: بحثنا في اللقاء الأخير أنّ عيسى أقام الموتى. ربما ارتبط عمله هذا بطهارته وقداسته، فلو كان مرتكباً للخطيئة في حياته لما كان للموت أن يطيعه ويستجيب لقوته. أمّا الآن قد أتى الطاهر من القدوس وغلب عدوّ البشرية، إذ أخذ الفريسة من فم الشيطان العدوّ الأوّل والأخير. قال الشيخ عبد الله السفياني: لقد وجدت في القرآن آيةً تصبّ في هذا الموضوع: «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...» (المائدة 5: 32). لم يحي عيسى نفساً واحدةً وحسب، بل أقام ثلاثة أنفس على الأقل. وكما سمعنا أقام بنتاً ثم شاباً ثم شخصاً بالغاً من موتهم،ومن خلال هذه الآيات يتضح لنا أنّ عيسى المسيح أحيا الجميع ثلاث مرات. أضاف الشيخ أحمد البعمراني: إنّ الآية القرآنية التي استشهدنا بها تدلّ على مسألة شرعية: كلّ من قتل شخصاً (بريئـاً) بغير حق كأنّه قتل جميع الناس بغير حق في كل البلدان، غير أنّ من أحيا أو أنجى بريئاً من موت محتوم ومحقّق فقد ربح نفساً ونال جزاءً وإكراماً من كلّ الناس. أوضح الشيخ عبد العليم الشرقاوي: يحق لنا أن نقول أنّ عيسى أحيا جميع الناس من الموت لأنّه واهب الحياة، إذ رأينا في قصة خلق الطير أنّه نفخ فيه من روحه، فطار بعدما بعث فيه الحياة من جديد، وعندما أقام الموتى فقد انتصر حقاًّ على الموت لأنّ من يقيم واحداً باستطاعته أن يقيم الجميع، لأنّه قد انتصر على مصدر الشر مبدئياً، وأصبح من الهيّن والسهل عليه أن يقوم بأي عمل يماثله، فالمسيح أظهر حياة جديدة في نور الله |
الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله |