رَحمَة الله

عزوبية عيسى

ذكر الشيخ أحمد البعمراني:

 حفظت كل آيات القرآن عن ظهر قلب، لكني لم أجد دليلاً واحداً على أنّ عيسى المسيح كان متزوّجاً. لهذا نجد أن بعضاً من أنصاره قد اقتدوا به مفضّلين العزوبيّة، فكيف كبت هؤلاء الرجال الشهوة الجنسية التي منحهم إياها الله؟؟

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

إن كان روح الله الذي في عيسى قادراً على إقامة وإحياء الموتى، فهل يصعب عليه أن يكبح الشهوة الجنسية التي فيه؟ تتذكّرون أنّ بعض الطرق الإسلامية وخاصّة الصوفية منها تمارس الزّهد والتقشّف حتى تفوز بالنعيم المنشود. فكم بالحري عيسى ابن مريم الطاهر المولود من روح الله.

سأل الشيخ عبد السميع الوهراني:

أتعتقد بأن عيسى كان رافضاً للنساء ومعرضاً عنهن؟ سمعت في إحدى الإذاعات قصّة غريبة عن عيسى، فقد أحضر إليه الأصوليون من اليهود زانية وألحّوا عليه أن يحكم عليها، وأن يدين عملها المشين. غير أنّ عيسى تباطأ في إصدار الحكم،  ومع إلحاحهم المتواصل قال لهم: «الذي بينكم بلا خطية فليرجمها أولا»؟ وبعد وقت وجيز انسحب الجمع لأنّ ضمائرهم أنَّبتهم، فأدركوا أنّ ليس بينهم ولا واحد أفضل من الزانية. أمّا عيسى فرفع بصره نحوها وطلب منها أن لا تخطئ في ما بعد، وسمح لها بالانصراف.

قال الشيخ أحمد البعمراني:

أخبرني بعض النصارى أنّ عيسى بارك الزواج عدّة مرّات، وطلب من الرجل المتزوّج أن يكون زوجاً لامرأة واحدة فقط، لأنّه من المستحيل أن يحبّ المرء أكثر من امرأة بالمحبّة نفسها. فـثـبت عيسى الزواج بامرأة واحدة وبارك الأولاد، غير أنه لم يعط الأهمية الكبرى للأمور الجنسية، بل ربّى أتباعه على الحياة الروحية، وضبط النفس بقوة روحه الطاهرة.

سأل الشيخ عبد الله السفياني:

سمعت أنّه كان للنبي سليمان ألف امرأة بل أكثر من ذلك، كما أنّ داود المرنّم أمر بقتل زوج امرأة أُغرم بها حتى تحلّ له.

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

معظم النساء اللواتي تزوّج بهن سليمان أحضرن معهن آلهتهن وأصنامهن إلى الأمّة اليهودية، فأصبحت الحضارة عبارة عن خليط ممزوج بين التوحيد والشرك. عند ذلك أنزل الله غضبه على الجميع. أمّا داود صاحب الزبور فقد أذلّه الله وسحقه حتى أدرك ذنبه ومعصيته. وقرأت أيضاً في بعض الكتب، أنّ داود بعد ارتكابه للخطيئة، توجّه إلى ربّه صارخاً متضرّعاً إليه:

«قـلباً نقياً اخلق فيَّ يا الله

وروحاً مستقيماً جدّد في داخلي

لا تطرحني من قدّام وجهك

وروحك القدّوس لا تنـزعه منّي»                       (مزمور 51: 10،11).

 

يخطئ الكثيرون مثل داود وسليمان، لكن القليلون منهم يتوبون توبة نصوحة مثلهم. فالله منح لصاحب الزبور قلباً نقياً بعد توبة مصحوبة بالدموع والصراخ النابعة من القلب. دعونا نسأل أنفسنا كيف هي حالة قلوبنا وأفكارنا، هل هي نقية طاهرة أم تزخر ببقع نجسة سوداء تحجب عنها نور الله؟؟

أضاف الشيخ أحمد البعمراني:

لا أجد بين أتباع عيسى فكرة الطلاق، إذ يعمّ -غالباً -بين المتزوجين وئام وانسجام تام، فقدوة معلمهم وتعليمه أثّرت فيهم وفي أخلاقهم كما حلّت فيهم فضائله وامتيازاته.

الصفحة الرئيسية

الافتتاحية: رؤيــا

الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية

اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم

اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته

اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية

اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته

التكلّم في المهد

خلق الطير

إبراء الأكمه والأبرص

إحياء الموتى

بصيرة نافذة ثاقبة

المائدة السماوية

مجدّد الأذهان

أم المعجزات

اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته

بارُّ بأمه

وديع ومتواضع القلب

مشفق على المساكين

رحمة من الله

لا يتاجر بكلمة الله

غلامٌ زكيٌّ

أحيا الجميع

عزوبية عيسى

رجل السلام

اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم

وفاة عيسى ومكر الله

صلب عيسى

شُبِّه لهم

الفصح في التوراة

غضب الله على الجميع

الأعمال الحسنة والإنابة

اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله

رفع عيسى

وجيه في الدنيا والآخرة

تحقيق كفارة عيسى

شفاعة عيسى

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

الصفحة الرئيسية