رَحمَة الله

رحمة من الله

أضاف الشيخ أحمد البعمراني:

هل فكرت مرة وأدركت أنّ الروح في الرؤيا التي رأيتها في تلك الليلة قالت: «آية للناس ورحمة منا» فالله هو الرحمان الرحيم، وعيسى المسيح هو رحمته. هذا يعني أنّ ابن مريم هو جوهر من الله، فهما يقتسمان الرحمة نفسها، ويجوز القول أنّ الله هو الرحمان، والروح القدس هو الرحيم، وعيسى المسيح هو الرحمة. هذه الثَّلاثة تكون واحداً في الجوهر.

لم يحتمل الشيخ عبد السميع الوهراني ما سمع فانفجر غاضباً:

أوقفوا خزعبلاتكم وتخيلاتكم عن وحدة الثالوث، ومحاولاتكم لتوحيد ثلاثة في واحد، فالثلاثة دائماً ثلاثة والواحد يبقى واحداً، ولا يمكن بل من المستحيل أن يساوي الثلاثة واحداً.

ابتسم الشيخ متولي صابر قائلاً:

تعقّل يا أخي، العالم كله مليء بـ: 3 = 1 (1 يساوي 3)، أنت عندك جسد ونفس وروح، وهذه الثلاثة تشير إلى شخص واحد وليس إلى ثلاثة أشخاص، وكذلك بالنسبة إلى البيضة فهي تحتوي على القشرة وعلى البياض والمح الأصفر، وهذه العناصر الثلاثة تُكوِّن بيضة واحدة. كذلك لا تنس التكوين الكيميائي للماء الذي يتركب من ذرتي الهيدروجين، وذرة الأكسجين التي تكوِّن جزئي الماء، ولا يمكن الفصل بينهما، ولو حصل وفصلنا بينهما لانْعَدم عنصر الماء.

أضاف الشيخ محمد الفيلالي:

الشَّمس بعيدة عنّا جدًّا، غير أنّ أشعتها تصل إلينا وتسبّب حرارة. كل هذه الأشياء «الشمس» و«الأشعة» و«الحرارة» هي واحدة. ونفس الشيء يتكرّر بالنسبة للمولد الكهربائي الذي يصدر التيار فيولد نوراً وتبريداً أثناء حركته وسرعته. كل واحدة من هذه الحقائق الثلاثة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً وكاملاً.

وجّه أستاذ الرياضيات رياض العلمي قوله إلى الشيخ عبد السميع الوهراني، فأجابه:

الحق معك، فالثلاثة ليسوا واحدًا. إن قمت بعملية الجمع 1+1+1 يساوي مجموعها ثلاثة، ولكن إن قمت بعملية الضرب 1r1r1 فالنتيجة تساوي واحداً فقط وليس ثلاثة، فالجمع يؤدي إلى الثلاثة دائماً ولكن الضرب يوصل إلى التوحيد... زوجتك التي في المطبخ حين تقوم بخلط الطحين والملح والماء وتمزج بعضهم مع بعض حتى يصيروا عجينا واحداً إذ تعجنه حتى تجعل منه خبزاً جاهزاً. فحياتنا اليومية، وكذلك الرياضيات توضّح لنا بأنّ ثلاثة بإمكانها أن تساوي واحداً.

أجاب الشيخ عبد السميع الوهراني ووجهه تغشاه العبوسة:

ليس المسيح بالرَّحمة الوحيدة من الله، بل نبيّنا محمد هو أيضاً رحمة من الله للعالمين:

«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»                   (الأنبياء 21: 107).

ولا يجوز القول أيضاً بأنّ محمداً اشترك في الثالوث.

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

هل أدركتم كيف ظهرت رحمة الله في سيرة محمد؟؟ قد أتى بالقرآن الذي يحوي الشريعة المكوّنة من عبادات، ومعاملات، وعقوبات. وقد ورد فيه أنّ الدَّين والدَّولة جزءان لا يتجزّأ بعضهما عن البعض، مما يتطلّب الزكاة، والضرائب، والجهاد إذا لزم الأمر. أمّا رحمة الله في عيسى فتختلف اختلافاً جذرياً، إذ أتى بالشفاء والتعزية والسرور لكل من يقبله، كما حلَّل ما قد حرّمه موسى من قبل، فأعطى وصية جديدة لأتباعه، وسدّ عوز واحتياجات أتباعه. فرحمة الله في محمد تبلورت من خلال الشريعة. غير أنّ رحمة الرحيم في عيسى منحت لأتباعه الروح القدس الشافي والمعزي، والجاعل الرحمة في قلوب المؤمنين به. .فهناك فرق شاسع بين الإثنين

الصفحة الرئيسية

الافتتاحية: رؤيــا

الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية

اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم

اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته

اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية

اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته

التكلّم في المهد

خلق الطير

إبراء الأكمه والأبرص

إحياء الموتى

بصيرة نافذة ثاقبة

المائدة السماوية

مجدّد الأذهان

أم المعجزات

اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته

بارُّ بأمه

وديع ومتواضع القلب

مشفق على المساكين

رحمة من الله

لا يتاجر بكلمة الله

غلامٌ زكيٌّ

أحيا الجميع

عزوبية عيسى

رجل السلام

اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم

وفاة عيسى ومكر الله

صلب عيسى

شُبِّه لهم

الفصح في التوراة

غضب الله على الجميع

الأعمال الحسنة والإنابة

اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله

رفع عيسى

وجيه في الدنيا والآخرة

تحقيق كفارة عيسى

شفاعة عيسى

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

الصفحة الرئيسية