رَحمَة الله |
اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله افتتح الشيخ عبد العليم الشرقاوي اللقاء السابع من حلقات الطلاب الباحثين عن الحق، قائلاً: بعدما توفي عيسى ابن مريم، أو مات، أو قتل، أو صلب، دفن وارتاح في قبره، لأنه قال: «وَالسّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» (سورة مريم 19 : 33). لاحظ الشيخ عبد الله السفياني: لا بد أن دفنه ساهم في إذكاء صراع عنيف في قبره بين ملاك النور وملاك الظلمة. فإبليس أراد أن يخطف نفس وجسد عيسى، لأنه آية الله الذي ينزل عليه العذاب بشكل دائم ومستمر. أجاب أحمد البعمراني: لقد ظهر أن ملائكة الشيطان ضعفاء، لأن عيسى عاش بدون خطيئة، فلو أخطأ لكان للموت وللشيطان سلطانٌ عليه، ولمزقاه إرباً إرباً، لأنّه سبّب لهما أثناء حياته الدنيوية الكثير من الضرر والألم، فهو قد أفلت الفريسة من بين مخالبهما، وأضاع عنهما عدة فرص. استمر الشيخ عبد العليم الشرقاوي: كان عيسى هو روح الله في جسد الإنسان. كان مطيعاً دائماً لله. مجّد قدرته ببيّنات، فأقامه القدير من بين الأموات. هذا الحدث كان مهم في انتصار المسيح بشكل متوال ومستمر، إذ أتم الله كل آياته وأظهر بالفعل أنّ عيسى ليس رسولا سياسيا بل هو روح من الله في هذه الدنيا، ورحمته الدائمة إلى الأبد. سأل الشيخ متولي صابر: ما مغزى إقامة عيسى من بين الأموات؟؟ لا بد من وجود هدف وراء هذا الحدث. قال الشيخ أحمد البعمراني: إنّ قيامة عيسى من بين الأموات تعني أولاً أنّه بار وقدوس وصالح. لو اقترف خطيئة واحدة سواء كانت قولاً أو عملاً أو حتى تفكيراً، لكانت حجة دامغة ضده ولوجد عدو البشر الفرصة السانحة ضده. فقيامته من الأموات برهان على قداسته وطهارته. أضاف التاجر البشير الدمشقي: قيامة عيسى من بين الأموات تشير إلى أن الله قبل كفارة ابن مريم لأجل أحبّائه وأعدائه، فهو ذاته كان الذبح العظيم الذي به افتدي إسماعيل وذريته. وقيامته تبرهن عمل ذبيحته وكفارته الفريدة. أتم الشيخ عبد العليم الشرقاوي قوله: بعث عيسى من الأموات يعني أيضاً أنّه المنتصر الظافر على الموت والشيطان. لم يقدر عدو الله أن يمسك على الفائز أية خطيئة، لأنّ الروح القدس الحال فيه كان أطهر وأقوى وأكثر براءة من كل أرواح الآخرين في حوض الموت. فانتصاره كان غلبة روحية لا شهرة سياسية بواسطة الجيوش والعتاد الحربي والقتل والإغتصاب. قال الشيخ محمد الفيلالي: يصعب علي فهم كلامكم وتفسيراتكم، فمستواكم عال جداً. لكن الشيء الوحيد الذي أعرفه ومتيقن من صحته ولا جدال فيه، هو أنّ عيسى حي ومحمد ميت، فكلما نذكر اسم محمد يجب أن يعقبه: «صلى الله عليه وسلم» فهل محمد مازال في حاجة ماسّة إلى صلواتنا وأدعيتنا، وأنّه لم يصل بعد إلى الفردوس؟؟ أجاب الشيخ أحمد البعمراني: لم يقم محمد بعد من بين الأموات، بل ينتظر في البرزخ إلى يوم الدين، وهو لم يستشهد في الجهاد لذلك نقرأ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (سورة الاحزاب 33: 56). استمر الشيخ أحمد البعمراني: استنتج من كلامك، أن محمداً لم يصل بعد إلى السماء ولا إلى الفردوس، و إنه مازال ميتاً. هذا حرام، بينما عيسى حي، وقد فتح باب الموت على مصراعيه حتى يدخل كل من يؤمن به إلى الحياة الأبدية مباشرة دون أن تنال منه شوكة الموت. ما أعظم هذه الفرصة!! اغتاظ الشيخ عبد السميع الوهراني: إنما محمد هو خاتم الأنبياء ورسول الله، وسوف يمنحه القدير السلطان حتى يدين كل المسلمين الذين يشكون في قدرته، ولا يسلكون حسب شريعته. |
الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله |