رَحمَة الله

خلق الطير

أضاف الشيخ عبد الله السفياني:

حفظت عن ظهر قلب تلك الآية التي يذكر فيها الله نعمه على عيسى وأمّه:

«إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّيِن كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُوُن طَيْرًا بِإِذْنِي»  (المائدة 5 :110).

إن آية الله التالية حققها على يد عيسى، عندما كبر الصبي أخذ طيناً وجبل منه كهيئة الطير ونفخ فيه نسمة الحياة فطار الطير، ما أعظم النعمة التي أنعم بها الله على الفتى عيسى.

 

وأوضح الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

الأمر الغريب في هذه الآية أنّ الله نسب إلى عيسى عملية الخلق، فالمسيح لم يقتصر عمله على جبل الطين بيديه بل خلق منه الطير، والخلق كما نعلم صفة وعمل يتميز به الله الباري وحده. الناس يصنعون ويخترعون أعمالهم من خلال مواد خام فيطورونها ويحسنونها إلى أن تصبح أشياء جديدة، أما الله فهو الوحيد الذي يخلق الشيء من لا شيء، ولقد اشترك عيسى ابن مريم مع الله في عملية الخلق، إذاً هو الوحيد الذي منحه الله هذا الامتياز وهذه القدرة.

قاطع الشيخ عبد السميع الوهراني الحديث:

لم يخلق عيسى الطير من تلقاء نفسه وقدرته الخاصة، بل بتأييد من الله الخالق، فعيسى أحيا الشيء الذي خلقه الله مسبقاً.

أجاب الشيخ أحمد البعمراني:

لو أنّ واحداً منا جبل الطين على هيئة الطير ونفخ فيه نسمة من فمه فسيبقى بدون حياة ولا حركة، لكن عيسى المسيح كانت فيه نسمة حياة لأنّه روح من الله، إذ كانت له القدرة أن ينعش ويحيي الميتة بنسمته الخاصة. أنا لا أعرف إنساناً آخر مثله كان خالقاً وإنساناً في نفس الوقت.

اغتاظ الشيخ عبد السميع الوهراني:

لم يقدر عيسى أن ينشئ شيئاً من تلقاء نفسه، لأنّه كان إنساناً ضعيفاً، ولا يستطيع أن يفعل أي عمل بدون إذن الله الذي ساعده على ذلك، فالخلق كله يرجع إلى الله الخالق .

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

طبعاً، عيسى ليس عظيماً مثل الباري تعالى، لكن إذا أراد الله أن يشرك سلطانه مع أي إنسان آخر سواء مؤقتاً أو إلى الأبد، من سيمنعه عن فعل ذلك؟ مع العلم أنّ المسيح لم يتكلم بكلام براق فارغ، بل فعل أشياء مهمة عظيمة تنسجم مع إرادة الله. كان عيسى سفيراً وممثلاً للخالق على الأرض

الصفحة الرئيسية

الافتتاحية: رؤيــا

الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية

اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم

اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته

اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية

اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته

التكلّم في المهد

خلق الطير

إبراء الأكمه والأبرص

إحياء الموتى

بصيرة نافذة ثاقبة

المائدة السماوية

مجدّد الأذهان

أم المعجزات

اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته

بارُّ بأمه

وديع ومتواضع القلب

مشفق على المساكين

رحمة من الله

لا يتاجر بكلمة الله

غلامٌ زكيٌّ

أحيا الجميع

عزوبية عيسى

رجل السلام

اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم

وفاة عيسى ومكر الله

صلب عيسى

شُبِّه لهم

الفصح في التوراة

غضب الله على الجميع

الأعمال الحسنة والإنابة

اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله

رفع عيسى

وجيه في الدنيا والآخرة

تحقيق كفارة عيسى

شفاعة عيسى

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

الصفحة الرئيسية