المجهول في حياة الرسول | ||
الشاهد الثانيسودة بنت زمعةأسلمت
بمكة وتزوجها السكران بن عمرو من بني عامر
بن لؤي أسلم زوجها وهاجر إلى الحبشة وقال
أبن حجر العسقلاني في الإصابة أن السكران
تنصر ؛ فلما
مت عنها تزوجها محمد. وكانت امرأة تحب
الصدقة أي تتصدق كثيرا وصلت خلف النبي مرة
ولم ترفع رأسها رغم أن الدم كان يقطر من
أنفها! تزوجها
محمد في شهر رمضان بعد البعثة بعشر سنين
وبعد وفاة خديجة وقبل زواجه من عائشة وقبل
الهجرة بعدة أشهر. *
لما
توفت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن أمية
امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة يا رسول
الله ألا تتزوج؟ فقال من؟ فقالت إن شئت
بكرا وان شئت ثيبا (امرأة)قال فمن البكر
قالت ابنة احب خلق الله إليك عائشة بنت أبي
بكر قال ومن الثيب؟ قالت سودة بنت زمعة من
قيس قد أمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه
قال فاذهبي فاذكريهما عليّ. (*)
تاريخ
الطبري ذكر الخبر عن أزواج النبي صلعم ج3 إنها
الزوجة الثانية لمحمد والتي افتتح بها هذا
العدد الكبير بعد خديجة التي ظلت جاثمة
وحدها على صدره اكثر من خمس وعشرين سنة؛
كان زواجا كلاسيكيا لم يبهره جمال المرأة
أثناء مرور الأسيرات لأنه لم تكن هناك
أسيرات بعد فلم يزل الإسلام ضعيفا بمكة
لقد كانت العارضة خولة بنت حكيم ذكية
ماهرة في عرضها تحدثت فقط عن جوانب
الإيمان لدى سودة ولم تتعرض لمواطن الجمال
الحسي فربما كانت سودة تفتقر لأي ميزة
جمالية وهذا ما يدلنا عليه *
حديث
عائشة:
استأذنت
سودة رسول الله أن تتقدم الجمع إلى منى
وكانت امرأة ثقيلة ثبطة فأذن لها. (*)
الطبقات
الكبرى لأبن سعد باب سودة كانت
ثقيلة بطيئة ربما لضخامة جسمها وترّهله
بفعل السنين. إنها لم تكن زوجة صحابي من
أصحاب محمد مات شهيدا من اجل محمد ومن اجل
دعوته ؛
بل
كان سلاحها الوحيد أنها أمنت بمحمد وما
يدعو إليه ؛
بل
كان لها السبق على عمر وخالد وغيرهما من
أصحاب محمد. لكن كيف ثمن لها النبي ذلك؟
نعم تزوجها رحمة بها وحماية لها ووفاء
لزوجها حتى لو لم يكن شهيدا. كان
النبي يقسم بين نسائه(أي لكل واحدة يوم
ينفرد بها محمد بعد أن يدور عليهن جميعا)
فقصد
أن يطلق سودة بنت زمعة لما كبرت ؛
فوهبت
ليلتها لعائشة وسألته أن يقرها على
الزوجية حتى تحشر في زمرة نسائه يوم
القيامة وكان لا يقسم لها ويقسم لعائشة
ليلتين ولسائر نسائه ليلة ليلة. تضيع
الرحمة وينتفي الوفاء إذا أسنت الزوجة
فالطلاق مباح
؛
لكنه الذكاء الفطري للمرأة؛ أتترك بيت
النبوة وتخرج إلى أين؟ ضاعت منها السنون
ولم يتبقى من أنوثتها شئ والرجل العربي لا
يرحم فلا يعرف من المرأة إلا ما يقع عليه
بصره
؛
والنبي العربي يتحسس الإيمان في شباب
المرأة ؛
فإذا
كبرت ضاع إيمانها
؛
لكن سودة عاشت مع محمد أعوام ؛
عرفت
خلالها خبايا الصدور وان كانت لا تخفى على
الكثيرين؛ لا حل سوى البكر عائشة
؛
تتنازل سودة بكل لياليها مع محمد لعائشة
ومن هذا المدخل كان لها ما أرادت
؛
انتفى الطلاق وظلت في بيت الزوجية مع سائر
زوجاته ؛
ولكن
ليس ككل زوجاته ليس لها من الزواج والزوج
إلا الاسم فقط ؛
فالجنس
عليها حرام لان معيار محمد الطلاق للمرأة
إذا كبرت أو أسنت ليس إلا. رحم الله خديجة
أسنت وكبرت لكن بقت وحدها الزوجة الوحيدة قرابة
خمس وعشرون عاما هل كان يجرؤ على تطليقها؟ نعم
لم تكن هناك آيات تبيح تعدد الزوجات أو
الطلاق ؛ لكن
لم تكن هناك أيضا آيات تمنع ؛
لكن
كل آيات تعدد الزوجات والطلاق
التي
جاء بها محمد وأباحت له كل نساء العالم
جاءت بعد خديجة. هل
كان محمد نبي الرحمة سيترك سودة لسوء
خلقها؟ لا. . . هل
سيتركها لان الألسن لاكتها وكثرت عليها
الأقاويل كما عائشة؟ لا . . . هل اتهمت
بالفحشاء؟ لا . . . هل
سيتركها لقلة عبادتها وعدم إيمانها؟ لا . .
. الأحاديث كلها
صريحة سيتركها لأنها أسنت!!!
ما أرحمك يا رسول الله!! *
بعث
النبي إلى سودة بطلاقها ؛
فلما
أتاها جلست على طريقه إلى بيت عائشة
؛
فلما رأته قالت أنشدك بالذي انزل عليك
كتابه واصطفاك على خلقه لما طلقتني
الموجدة وجدتها فيّ
(أي
لسيئة فيّ)
قال
لا ؛
قالت
فإني أنشدك بمثل الأولى أما راجعتني وقد
كبرت ولا حاجة لي في الرجال ولكن احب أن
ابعث في نسائك يوم القيامة فراجعها(رفض)
إلى أن قالت فإني جعلت يومي وليلتي لعائشة
حبّة رسول الله. (*)
الطبقات
الكبرى لأبن سعد باب سودة. لو
أنشدت سودة محمدا بخالق السماء والأرض
المنتقم الجبار القهار الماكر المتكبر..
أو بالله
(لقد فعلت)
وكل الملائكة وبكل الأنبياء وبكل غالي
نفيس دون أن تتنازل عن ليلتها لعائشة حبّة
رسول الله ؛
ترى
هل كان سيقبل مناشدتها ولا يطلقها؟ بالطبع
لا فلقد ناشدته بالذي انزل عليه الكتاب
فرفض. *
عن
عائشة كانت سودة بنت زمعة قد أسنت وكان
النبي لا يستكثر منها(لماذا أليست زوجة
لها حق مثلهن جميعا؟ أليست قال محمد في
قرانه أن العدل بين الزوجات فرض من
الله؟هل لأنها أسنت لا تنطبق عليها آيات
الكتاب؟)
والكلام
لا يزل لعائشة وقد علمت مكاني من النبي
وانه يستكثر مني(أي يجامعها كثيرا لماذا؟
هل لأنها الطفلة النضرة؟ هل لأنها الأجمل؟
ربما لان جبريل كان يأتي محمدا بالوحي وهو
معها في مضجعها دون كل نسائه ؛
ثم
كيف عرفت عائشة أنه لا يستكثر من سودة ؛
وكيف
عرفت سودة أنه يستكثر من عائشة ؛
يا
لها من بيوت عجيبة بيوت النبوة تلك!!! )
والكلام
لا يزل لعائشة فخافت سودة أن يفارقها
النبي وضنت بمكانها عنده
؛
فقالت يا رسول الله يومي الذي يصيبني
لعائشة وأنت منه في حل. فقبل النبي
(وهنا
لم يترك تلك الفرصة أو يفوتها)
ولا
يزل الكلام لعائشة فنزلت الآية: وَإِنِ
امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا
نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ
عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا
صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ..
طبعا
الصلح خير إذا كان على هذه الطريقة!!! ترى
لماذا أراد محمد أن يطلقها وهى من أوائل من
صدقه
؛
لماذا أراد محمد أن يطلقها؟ الإجابة على
لسان أم المسلمين المؤمنين بمحمد وتنقطع
السنة من يتحدث غيرها كان النبي طلق سودة
لأنها عجوز كبرت أسنت وكان لا يستكثر منها
أي لا يجامعها كثيرا نعم’نكاح
العجوز سم زعاف عند العرب‘ والكلام
لعائشة كان النبي يستكثر مني نعم قال محمد
أين أنت والعذارى ولعابها أي ما اجمل نكاح
العذارى واللعب معهن في المزاج النبوي؛
ابعد كل سنواتها معه أراد أن يطلقها لأنها
أسنت أين الرحمة من نبي الرحمة الذي يتزوج
النساء لا لحاجة فيهن بل رحمة بهن!!!؟؟؟ نعم
أجابت سودة بأنها عندما أسنت خافت أن
يطلقها محمد نعم إنها تعرف مزاج النبوة!!! وتشاء
الأقدار أنها وحفصة بين نسائه اللاتي لم
يذكر عن جمالهن شيئا قط ومن مفارقات القدر
أن محمدا تزوج سودة وعائشة بنت الست سنوات
في وقت واحد وكان هو يومها ابن ثلاثة
وخمسون عاما أين العقول يا أصحاب العقول! على
هامش سودة وان شئت الدقة فقل من بركاتها:
*
عن
عائشة قالت كنت أنا وسودة بعدما ضرب
الحجاب خرجنا لحاجتنا(أي للتبرز والتبول)عشاء
فرآها عمر فعرفها وكانت سودة امرأة طويلة
بائنة الطول فناداها عمر وقال والله ما
تخفين علينا يا سودة فرجعت إلى النبي وفي
يده عرق (عظم بلحم)يأكل فنزل الوحي علي
النبي والعرق بيده ما وضعه وقال النبي قد
أذن لكم أن تخرجن لحاجتكن.
(*)
البخاري
كتاب التفسير سورة الأحزاب رقم 4517. كتاب
الإتقان في علوم القران للسيوطي باب معرفة
النهاري ولليلي أرآيتم
كيف كانت الآيات تنزل والبركات تنزل حتى
أن الله والنبي أنزل بسببها تصريح للنساء
أن يخرجن للخراء والبول بعد أن ضرب عليهن
الحجاب ونزل الوحي بسببها رغم أن العظم لا
يزل بفم النبي يمصه وهذا ما نفهمه من كلمات
عائشة والعرق بيده ما وضعه!!!
لكن بقى لنا سؤال ما هي الآيات التي نزلت
وتسمح للنساء بالخروج للخراء؟؟؟ يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ
يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ
ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا
يُؤْذَيْنَ وَكَانَ الله غَفُورًا
رَّحِيمًا (*)أسباب
النزول للسيوطي. وماتت
سودة سنة أربع وخمسين من الهجرة بالمدينة. |