المجهول في حياة الرسول

* أخبرنا محمد بن عمر ... عن القاسم بن محمد قال: خلا النبي بمارية في بيت حفصة ودخلت عليه حفصة وهى (مارية) معه! في بيتها فقالت يا رسول الله في بيتي وفي يومي وعلى فراشي فقال النبي هي على حرام فأمسكي عني(أي لا تخبري أحدا ولا تفضحيني) قالت (حفصة) لا اقبل دون أن تحلف ليّ(لماذا لم تصدق حفصة أو تثق في محمد دون أن يحلف لها؟ أليس هو الصادق الأمين الذي لا يكذب ولا ينطق عن الهوى؟ نعم البيوت أسرار فما خفي غير ما ظهر وما يقال في السر غير المعلن في الجهر) المهم قال(محمد) والله لا أمسها أبدا.. ..(هنا اقسم محمد بالله انه لن يقربها أبدا!!)

(*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلعم وتخييره نساءه.

ووثق محمد في الزوجة الصّوامة القوامة حفصة بنت عمر ووثقت حفصة في الله الذي اقسم به نبي الله وتأكدت بعد القسم انه لن يقربها أبدا لكن إلى أي مدى صمدت تلك الثقة المتبادلة؟

ذهبت حفصة إلى عائشة وأخبرتها ؛ ها هي حفصة الصوامة القوامة زوجة محمد وأم المؤمنين أفشت سر محمد ؛ ولمن؟ لعائشة الزوجة الطفلة ؛ والأسرار إذا وصلت إلى الصغار شاعت على كل لسان ودخلت كل دار ؛ فتحللت حفصة من وعدها الذي عاهدت به محمد ولم تمسك الخبر بل نشرته وأفشته.

وثقت حفصة في قسم نبي الإسلام ولكن غاب عن ذهن حفصة أن الذي لا ينطق عن الهوى قال إن الكذب على الزوجة حلال مباح لا إثم فيه:

* أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا " لا يحل الكذب إلا في ثلاث : تحديث الرجل امرأته ليرضيها , والكذب في الحرب , وفي الإصلاح بين الناس " وقد تقدم في كتاب الصلح ما في حديث أم كلثوم بنت عقبة لهذا المعنى من ذلك , ونقل الخلاف في جواز الكذب مطلقا أو تقييده بالتلويح , قال النووي : الظاهر إباحة حقيقة الكذب في الأمور الثلاثة.

(*) فتح الباري في شرح صحيح البخاري باب الكذب في الحرب. رواه الترمذي كتاب البر والصلة - باب ما جاء في إصلاح ذات البين وقال‏:‏ حديث حسن.

نعم لم تكن حفصة تعرف أن النبي من حقه أن يكذب على زوجته ؛ وكذلك كل رجل له نفس الحق وهو الكذب على الزوجة!! يقول المدافعون نعم للمحافظة على البيت ولكي يرضيها!! إنه رد أقبح من الحديث ؛ لو سرق الرجل شيئا فيقول إنه هدية لأن زوجته تكره السرقة ؛ وإذا كان يعاشر امرأة أخرى يقول أنها أخته من الرضاعة ؛ وإن نكح جاريته يقسم بالله كذبا أنه لا يقربها ليرضي زوجته لكن يعود لينكحها لأنه لا يصبر !!! وهكذا لكي يحافظ على البيت ويرضي الزوجة وعجبي!! لكن لماذا من حق الرجل الكذب على زوجته وليس من حق المرأة الكذب على الزوج لترضيه وتحافظ على البيت؟

نعود إلى حفصة ومارية والذي لا ينطق عن الهوى ؛ عاود الحنين محمد إلى الجميلة الجعدة مارية والتي ضاجعها في بيت حفصة وفي يومها وعلى فراشها ؛ عيب ما بعده عيب عند العرب ؛ آمة عبدة على فراش سيدتها وفي يومها. محمد حرمها واقسم بالله أن لا يقربها ؛ لكن الآن يريدها ما العمل؟. نعم الأمر سهل حتى لو كان محمد اقسم بالله ؛ طالما الوحي جاهز وجبريل على بغلته أو فرسه وبيده اللوح المحفوظ فأنزل الله

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ 1 قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ(أي يتحلل من قسمه)..  وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ 3 (التحريم1-3)

(*) الطبقات الكبرى لابن سعد باب ذكر المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله.

هنا العليم الخبير قال لمحمد أن حفصة أفشت السر! ترى لماذا لم يحذر العليم الخبير محمد عندما أودع حفصة السر؟ نعم إن العليم الخبير ما هو إلا عائشة التي أخبرت محمد وهي في أحضانه بما قالته لها حفصة أليس كذلك؟. إن ساعات من خلوة محمد بعائشة كانت كافية أن تبوح عائشة له بما أسرت إليها به حفصة، ولما لا فحفصة لم تكتم سر محمد فهل تكتم عائشة سر حفصة؟

تحلل محمد من قسمه بالله وذلك بآيات من جبريل؛ نعم صدق مصطفى جحا في كتابه محنة العقل في الإسلام عندما قال لقد استخدم محمد جبريل إلى حد الإنهاك فهاك مشوار من مشاوير جبريل التي لا تعد ولا تحصى!!!

ضاعت على حفصة تلك الفرصة التي حاولت جاهدة بكل الوسائل أن تقتنصها بأن جعلت محمد يقسم بالله انه لن يقربها أبدا وارتاحت حفصة لقسم نبي الله فالقسم بالله عظيم لكن حفصة لا تدري أن في الوحي العجب حتى وان اقسم محمد بالله فالوحي يحلله من ذلك القسم طالما هذا القسم سيحرم محمد من الجميلة الجعدة!!

وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ(حفصة)حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ الله عَلَيْهِ.. فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ(حفصة) مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ 3 إِن تَتُوبَا(حفصة وعائشة) إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ 4 عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا 5 (التحريم3-5)

 فقال النبي ما أنا بداخل عليكن شهرا

* وفي حديث عن جبر بن مطعم قال النبي لحفصة اسكتي فلك الله لا أقربها أبدا.

* وفي حديث عن عروة بن الزبير(عندما ضبطت حفصة الواقعة)

قال لها النبي فأني والله لأرضينك إني مسر إليك سرا فاحفظيه لي فقالت ما هو؟ قال اشهد أن سريتي(مارية)علىّ حرام يريد بذلك رضا حفصة فانطلقت حفصة فحدثت عائشة فقالت لها ابشري فان الله حرم على رسوله وليدته(لكن يا فرحة ما تمت يا حفصة خطفها الغراب وطار) فأنزل الله يا أيها النبي لم تحرم ما احل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك إلى قوله ثيبا وأبكار.

ولا تفوت تلك المناسبة الجميلة أبرز العلماء وأقدرهم حتى يدلوا بدلوه ويتحفنا برائعة من روائعه وهو الإمام مالك بن انس.

أن النبي حرّم أم إبراهيم فقال هي عليّ حرام وقال والله لا أقربها فنزلت الآية قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَالله مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ 2 (التحريم2)

* قال مالك بن انس فالحرام حلال في الإماء(أتريدون اعظم من هذا؟ إذا قال الرجل في الإماء حرام فهو يعني حلال وإذا قال حلال يعني حرام وإذا قال ابيض يعني اسود وإذا قال اسود يعني ابيض وإذا قال تعالى يعني مش جاي كله فقط في الإماء!!!)

نوصل حديث مالك إذا قال الرجل لجاريته أنت على حرام فليس شئ (ألا تعني انه كذاب وأنه مخادع يا فضيلة العلامة؟) وإذا قال والله لا أقربك فعليه كفارة(!!) فقط في الإماء.

(*) الطبقات الكبرى لابن سعد باب ذكر المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله.

* عرف بعضه وأعرض عن بعض (التحريم66 :3)؛ ما الذي عرفه وما الذي أعرض عنه

قال مجاهد الذي عرف أمر مارية وأعرض عن قوله {إِن أباك (عمر) وأباها يليان الناس بعدي} مخافة أن يفشو أخرجه ابن أبي حاتم.

(*) مفحمات الأقران في مبهمات القران للسيوطي باب سورة التحريم

أخيرا هل هناك بركات أكثر هل هناك ثمرات أوفر هل هناك آيات آخر!!

وحي السماء وآيات الله تحلل لمحمد ما حرم من النساء والحرام حلال والحلال حرام طالما على الطرف الآخر عبيد وإماء!!

وصلي على رسول الله وصلي على خير خلق الله وكمان زيد النبي صلى. وماتت مارية سنة 16 للهجرة في خلافة عمر.

 

تقديم

إهداء
فاتحة الكتاب
مولد المصطفى
جذور محمد
محمد واليهودية والسريانية
نبي النكاح المنكّاح
ومن أقوال سجاح
بعض ما وصل إلينا من كلام مسيلمة
الزواج الجاهلي والإسلامي
الشاهد الأول - خديجة بنت خويلد
لقاءات خلف الكواليس
زواج محمد من خديجة
محمد والنبوة
ورقــة بن نوفل
جــبريل
القصـة الأولى
محمد والشياطين والجن
القصـة الثانية
القصـة الثالثة
سجـع بعض الكهان
توابـع الجن
القول الفصل والاختبار الأخير
الفترة الطفرة
الشاهد الثاني - سودة بنت زمعة
الشاهد الثالث - صفية بنت حيّ ابن احطب
الشاهد الرابع - زينب بنت جحش
وفي رواية أخرى
وفي رواية أخرى
الشاهد الخامس - حفصة بنت عمر
قصة زواجه منها
محمد وعسل حفصة ومكر عائشة
سحر حفصة
الشاهد السادس - ريحانة بنت زيد
قصة زواج محمد من ريحانة
الشاهد السابع -  جويرية بنت الحارث
الشاهد الثامن - أم سلمة
قصة زواجه
بركات أم سلمة للمسلمين ونزول القران
الشاهد التاسع - أم حبيبة بنت أبي سفيان
بركات أم حبيبة ونزول القران بسببها
الشاهد العاشر - غزية بنت جابر وقيل  أم شريك الدوسية
الشاهد الحادي عشر - ميمونة بنت الحارث
الشاهد الثاني عشر - زينب بنت خزيمة بن الحارث  الهلالية
الشاهد الثالث عشر - مارية القبطية
بركات مارية على المسلمين ونزول الآيات وجبريل بسببها
الشاهد الرابع عشر - عائشة
الطفلة الزوجة في الأرجوحة
عائشة ترى جبريل
عائشة وصيام النبي
عائشة وصلاة النبي
محمد وحيض عائشة
جرأة عائشة
جمال عائشة
حب محمد لعائشة وأبو عائشة
شفاعة ليلة عائشة
بركات عائشة وتدفق القران
الخلاصة من القصة
العقل والمنطق في براءة عائشة
القصة الثانية للعقد ومزيد من البركات للمسلمين
بركات على هامش عائشة
سحر عائشة وسحر محمد
بداية النهاية وسم محمد
الخلاصة من القصص
آخر ما تلفظ به
محمد ونزاعات الموت
دفن محمد
قبر محمد
عائشة بعد موت محمد
عائشة وواقعة الجمل
نساء على هامش النساء
الخاتمة والنتيجة
أخيرا

حمل هذا الكتاب

الصفحة الرئيسية